مشاعر التفاؤل تتسع أكثر ...
شعلة جديدة تستقبلها جامعة نزوى في العام الأكاديمي الجديد
تقرير: ثويبة السليمية
أعلنت نتائج مرحلة الدبلوم العام عن قدوم حياة مختلفة تمامًا عما عهدناها في فترة كان فيها يحكمنا نظام تعليمي مدرسي؛ بل أضحى واقع حياة طالب العلم في الجامعة متطلبا لمزيد من المسؤولية والاعتماد على النفس.
هنا نحن في جامعة نزوى نجد اعترافا ضمنيا أن كل طالب يمثل رمزا من رموز الإبداع، إذ إنّها تتعهد بتخريج نخبة مجيدة تمتلك من مقومات الحياة ما يكفي لضمان استمرارية إبداعهم. خاصة في دنيا العلوم، نتنافس لننال الرفعة والعظمة، فعُمان ستبنى بأيدينا، وكي نعي أننا عماد المستقبل، ونتيقن أن هناك أمورًا غريبة قد ترتدي لباس الخير، ستقطع طرقنا إن تركناها بلا تخطيط ولا عناية، كتلك المشتتات التي لا تكف عن ضياع وقت شبابنا القيم.
دعت الجامعة طلبة السنة التأسيسية لحضور حفل استقبال خاص بهم في أسبوع تعريفي مفعما بالجديد والمفيد، يتعرفون فيه على نظام الجامعة وقوانينها وخدماتها ومميزاتها، بحيث يخرج الطالب مكتسبًا خلفية تعينه على مرور سنته الأولى على أكمل وجه. وقد احتضنت الجامعة في الدفعة (21) للعام الأكاديمي 2024-2025م ما يربو إلى (1796) طالبا وطالبة.
أن نتلقى قبول مؤسسة تعليمية حازت عددا لا يستهان به من الإنجازات والتقدم على المستويين المحلي والخارجي، لهو شرف أثمر فرصة ثمينة لا بد من استغلالها في صالحنا لنلاحق ركب هذه الإنجازات ... كم هو جميل أن نعيد الذكريات، وننعش ذاكرة أيام البدايات؛ لذا حضرت فعالية اليوم الأول، وسألت فيه الطلبة الجدد مستطلعة آراءهم ومشاعرهم.
يقول الطالب حسان بن خلفان الحبسي في كيفية استقبال عامه الدراسي الأول في الجامعة: "استيقضنا بنشاط وحيوية لخوض تجربة جديدة، كما تشوقنا لسماع كلمة الدكتور رئيس الجامعة". أما أيوب بن سالم فيستقبل عامه بالتوكل على الله ثم يقول: "نخوض غمار الحياة الجامعية بكل ما أوتينا من قوة". فيما اتفقت الطالبتان غيام البلوشية ونور الناعبية في أن الاستقبال يكمن في تنظيم الجدول اليومي والدراسي بخطة واضحة الأهداف؛ حتى لا يتجبن الطالب شعور الضياع في منتصف الطريق".
إنّ الذاتية المتزنة تقود المرء إلى تحقيق غاية نقل الواقع بتجرّد دون تحامل على الأحداث أو الشخوص أو الظروف؛ لذا نجد تارة أن انطباع الطالب عن مسار مشوار حياته الجامعية الجديدة مريح، وتارة أخرى مرتبك ومتزعزع؛ إلا أن البدايات اللأولى لها نفحات خاصة تضع بصمة على عقلية طالب العلم وفكره. يقول الطالب حذيفة الراشدي: "بطبيعة الحال تختلف دراسة الجامعة عن المدرسة؛ لذا ستتغير كثير من الأمور والمعتقدات التي كنا نقوم بها سابقًا". أما الطالبة حنين علاء فتخبرنا أن أهمية تكوين الصداقات، التي تعدّها من أفضل الأمور التي تعينها في طريق مبتغاها، كما أنها تحتاج مزيدًا من الجهد للخروج من منطقة الراحة. في حين تضيف على الحديث الطالبة فاطمة السليمية بقولها: "انطباعي أنني أرى أنّ هذه المرحلة تُشكّل فرصة كبيرة للنمو الشخصي والأكاديمي؛ فلذلك أعمل على تحسين مهاراتي في إدارة الوقت، إذ إنّ التوازن بين الدراسة والأنشطة الاجتماعية أمر ضروري".
عادة نتقاسم الطموحات والمشاعر مع زملائنا الطلبة في جامعة نزوى، إذ يحكون لنا أبرز التحديات التي يضعونها هدفًا لأنفسهم كي يمتازون في طريق تحقيق الآمال والطموحات. يصف الراشدي تلك التجارب الجديدة بأنها تحديات بعينها، يقول :أسعى أن أجرب كل ما هو جديد لتحقيق طموحاتي". أما فاطمة فترى أن التحديات فرصة للنمو؛ لذا تتطلع إليها دوما. فيما اتفق معظم الطلبة على أنهم يسعون في هذه المرحلة -السنة التأسيسية- إلى إتقان اللغة الإنجليزية، كما أن فترة الاختبارات تحد كبير لهم.
هكذا تبدأ المغامرات الجديدة في عالم الجامعة، حتى تنتهي بنهاية سعيدة حافلة بالإنجاز وصولا إلى النجاح والتخرج؛ لنخرج منها ونحن قد زرعنا في ساحات الجامعة بذورًا على المدى تبقى. فنحن قوم قد بعنا لله شيئًا فاشتراه، أي جهادنا في سبيل العلم.