ميزان التحفيز
راشد بن حمود الحديدي
باحث ماجستير في الإرشاد والتوجيه
ومدرب معتمد من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار
يقول والت ديزني: "كل أحلامنا يُمكن أن تتحقق إذا كان لدينا الشجاعة لِملاحقتها".
ليس هناك أبداً وجه للمقارنة بين كل أنواع التحفيز والتحفيز الذاتي، فهو دائما من يفوز!
في حقيقة الأمر ما ينبع من داخلك هو من يقودك على الطريق، وهو من يدفعك للاستمرار نحو ذلك الصوت الذي لا تعرف مصدره تحديداً، ولكن مع كل عقبة تواجهك يظل يصرخ بداخلك أنك أنت تستطيع التغلب على هذه العقبة، ومع كل تعثر هو من يقول لك أنك أنت تستطيع الوقوف من جديد.
يهمس في أذنك في كل مرة تشعر فيها باليأس أنك وحيد في هذا الطريق ليقول لك أنت لا يليق بك التوقف؛ بل يجب أن تكمل وجهتك لتصبح أفضل نسخة من نفسك. اعلمْ أنك الآن تتذكر تلك المرات والمرات التي همس لك ذلك الصوت في حياتك لِيدفعك إلى الأمام في كل لحظة كنت تظن أن الأمر قد انتهى؛ لِتواصل المشوار بعدها. ولكن هل تساءلت يوماً كيف لك أن تقوي هذا الصوت ليكون معك في جميع المواقف وكي لا يخذلك أبدًا؟
عزيزي القارئ كل ما تغذّيه سيكبر، وكل ما تهمله سيَضمر، فهذا القانون الكوني مع كل شيء حتى مع هذا الصوت، ولعلك تتساءل الآن عن ماهية هذا الصوت؟ ببساطة هي الأفكار الإيجابية، فكما قلنا ما تزرعه في أفكارك ومعتقداتك سَتحصد ثماره في الأخير.
وإجابة السؤال المهم الآن هو كيف لنا أن نغذّي هذا الصوت بداخلنا؟
في الحقيقة ليس الأمر بتلك الصعوبة، ولكن يحتاج إلى سعي وبذل قليل من الجهد، فأولا عليك أن تتبنى الأفكار الإيجابية التي دائما ما تبعث الأمل في داخلك وتجدّده باستمرار. ومن الأشياء الجميلة التي تدفعني دوما شخصيا إلى الأمام، تذكري تلك الآيات الكريمة التي تبعث التحفيز في داخلي، ومنها قوله تعالى: {فَإِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا * إِنَّ مَعَ الْعُسْرِ يُسْرًا}.
بعد كل تعب هناك راحة، وبعد كل عسر هناك يسر قادم، فلا حال يدوم، وإن ضاقت اليوم ستفرج غدا لا محالة. وكذلك هنالك العديد من الحكم والأقوال المأثورة من فلاسفة ومفكرين من الممكن أن تغذي بها نفسك، ومنها قول روبرت شولر: "الأوقات الصعبة لا تدوم، لكن الأشخاص الأقوياء يدومون".
ومما يعجبني أيضا قول توني روبنز: "في لحظة اتخاذ القرار يتشكّل مصيرك". في الواقع هو على حق، فمع كل تعثر تقرر فيه الوقوف سينتهي كل شيء، والعكس صحيح إن كان قرارك أن السعي للتغلب على هذه العقبة ستبدأ من جديد وتحقق هدفك بإذن الله.
وثانيا عليك أن تنظر من حولك متفقداً تلك الوجوه التي دائما ما تكون إيجابية، وتسمع منهم عبارات التحفيز والبقاء بجانبهم؛ لتستمد الإيجابية منهم، وتبتعد عن أولئك الذين في تذمّر دائم لا يعرفون سوى التبرّم من أبسط الأمور، وكأن كل هذا الكون خلق ليكون ضدهم.
وفي الأخير دعنا نختم بقول الشاعر:
إذا لم يسقها سـائق مـن ضـميرها *** وإلا فأعـيـت سـائقا بعـد سـائق
ولتكن أنت صاحب الصوت الإيجابي دوماً لنفسك أولا وللآخرين، وتزرع الأمل وسط اليأس؛ لِينمو ويتجذّر بداخلك ويثمر النجاح.