السنة 18 العدد 172
2023/10/01

 

تعزيز الروابط الأكاديمية والثقافية ...

تأثير التبادل الطلابي على الروابط الثقافية بين جامعة طنطا وجامعة نزوى

 

 


 

 

ملف العدد: سارة السعيد خميس 

متدربة في دائرة الإعلام والتسويق ضمن برنامج التبادل الطلابي

 

في عصر العولمة والتواصل العالمي، أصبحت التجارب التعلىمية الدولية أمرًا أساسًا لتطوير الطلبة وإثراء مساراتهم الأكاديمية والمهنية. وواحدة من تلك التجارب المثمرة "برنامج التبادل الطلابي بين الجامعات"، الذي برز هذه الفترة صيف 2023م بين جامعة نزوى في سلطنة عمان، وجامعة طنطا في جمهورية مصر العربية، واحدا من البرامج المميزة التي تُعزز التعلّم العالمي وتثري التفاهم الثقافي بين الطلبة. ويأتي تبادل الطلبة بين الجامعتين في فترة زمنية محددة، إذ ينتقل الطلبة من بلدهم الأصلي إلى البلد الآخر للدراسة والتعلم في بيئة جديدة تمامًا لتحقيق عدد من الغايات.

 


وقد أرسلت جامعة طنطا لهذا العام 2023م عددا من طلبتها إلى جامعة نزوى، إذ بلغ عددهم 7 طالبات من كليات مختلفة، هي: كلية التربية النوعية قسم الفنون، وكلية الآداب قسم الإعلام، وكلية الصيدلة، وكلية نظم معلومات الأعمال.

 

أجرت سارة خميس، إحدى الطالبات اللاتي استفدن من برنامج التبادل الطلابي، حديثا صحفيا مع مسؤولي برنامج تبادل الطلابي في جامعة طنطا ... شارك فيه الأستاذ عطا، مدير الإدارة في العلاقات العامة بقسم الإعلام، والأستاذة هاجر فتحي قنديل، اختصاصية علاقات عامة في قسم الإعلام. وقد سلّط الحوار الضوء على أهمية هذا البرنامج والفوائد التي يلقي بظلالها على الطلبة والجامعتين في الوقت نفسه.


ناقش الحديث إلى الأستاذين محاور عدة، بدءًا من فائدة إرسال الطلبة إلى جامعة نزوى،  وتحدث عنه الأستاذ عطا قائلا: "إن جامعة نزوى تعد واحدة من الجامعات الرائدة في سلطنة عمان؛ لذا تمثل فرصة مهمة للطلبة لاكتساب خبرات جديدة ومعرفة ثقافة مختلفة، بالإضافة إلى أنه يمكن للطلبة التعرف على زملاء جدد من ثقافات وخلفيات مختلفة تساعدهم على بناء صداقات دولية وتوسع شبكاتهم الاجتماعية والمهنية". وأضافت عليه الأستاذة هاجر أنها فرصة تتيح  للطلبة التعرف على نظام تعليمي جديد وأساليب تدريس مختلفة، ومنه يمكنهم مطالعة مناهج دراسية مختلفة والاستفادة من تجارب التعلم المتنوعة التي تعزز مسار تطويرهم الأكاديمي.

 

إلى جانب ذلك، تطرّق الحديث إلى مناقشة المتطلبات التي يجب توفرها في الطلبة لنيل فرصة التأهيل للتبادل في جامعة نزوى. وقد اشترك المشرفان على البرنامج في ذكرة مجموعة من الخصال، أهمها: التميّز علمياً وأخلاقياً، وتقبّل فكرة السفر والتنقل، والاستعداد للاندماج في بيئة جديدة واستكشاف ثقافة مختلفة، والحصول على مهارات داخلية متميزة في تخصصاتهم بالكلية. 

وفيما يتعلّق بالإجراءات المطلوبة لتقديم طلب الترشح لبرنامح التبادل الطلابي في جامعة نزوى، أوضح الأستاذان أن هناك اتفاقيات بين الجامعتين للتبادل الطلابي وتبادل أعضاء هيئة التدريس، مع وجود لوائح وقرارات ينظمها مجلس الجامعة. في حين، أشار المسؤولان إلى أنّ الرسوم الدراسية المطلوبة للتبادل تعتمد على مخصصات الجامعة ولوائحها وقراراتها في هذا المجال.

 

 

لا يخفى على أحد أن طالب العلم يتحيّن الفرصة للاستفادة إلى أقصى حد من فرص اكتساب المعرفة والمهارات الجديدة. وفي سياق موضوعنا، أكد الأستاذ عطا والأستاذة هاجر على أن الطلبة المشاركين في برنامج التبادل الطلابي سيحصلون على فرصة للاستفادة القصوى من هذه التجربة، إذ سيكتسبون معرفة ومهارات جديدة من الممكن أن تعينهم في دارساتهم العليا في مرحلتي الماجستير والدكتوراة والبحث العلمي.

وأضافا: "يمكن للطلبة أن يصبحوا حلقة وصل بين الجامعتين، فلديهم فرصة لبناء شبكة اتصالات وعلاقات مهنية قوية في المستقبل، ومن المؤمل أن يعود الطلبة المشاركون بتجربة غنية من الناحيتين الثقافية والاجتماعية، حيث سيتعرفون على طلبة من خلفيات ثقافية مختلفة، ويتعلمون عادات وتقاليد في بلد آخر؛ لذا من الممكن أن يسهموا في تعزيز الفهم المتبادل والتعاون بين البلدين".

أيضا يكملا: "توفّر جامعة نزوى  فرص للتعرف على الثقافة والتاريخ المحلي لسلطنة عمان؛ وذلك من البرنامج الترفيهي الذي ينشّط برنامج التبادل الطلابي وبرنامج التدريب".

 

إنّ محصّلة ما ذكره المشرفان على البرنامج عند حديثهما عن مميزات برنامج التبادل الطلابي بين الجامعتين وفوائده؛ كونه يسهم في تطوير مهارات التواصل والتحليل لدى الطلبة؛ مما يعزز من قدراتهم في تنمية شخصياتهم، ويرفدهم بأدوات تكوين الثقة بالنفس، والقدرة على الاعتماد على الذات، وتحسين مهارات القيادة وإدارة الوقت. كما يمكنهم تطوير مستواهم في اللغة المحلية، وتعزيز قدراتهم على التواصل مع الآخرين من ثقافات مختلفة. ويمكّن البرنامج الطلبة كذلك من إثراء سيرهم الذاتية والاستفادة من الخبرات الدولية في مقابلات العمل والفرص المهنية في المستقبل.

 

وترى الأستاذة هاجر أن أبرز تحديات البرنامج -إن وجدت- يمكن التصدي لها من طريق وسائل عدّة، أهمها قائلة: "اندماج الطلبة في الحياة الجامعية والمشاركة في الأنشطة الاجتماعية والأكاديمية يجعلهم قادرين على تجاوز التحديات الثقافية واللغوية التي قد تواجههم في البداية. ومع ذلك، تعمل الجامعتان جهديهما لتوفير الدعم والمساعدة اللازمتين للطلبة للتغلب على هذه التحديات وضمان تجربة ناجحة لهم".

وعند الحديث عن بعض الخدمات الاجتماعية، مثل: (السكن والتغذية)، علّق الأستاذ عطا موضحا أن الجامعة توفّر سكن طلابي في حرمها، وتوجد فيه جميع وسائل الراحة، كذلك التغذية تكون تحت إشراف ورقابة من المسؤولين". ولم نفوّت الفرصة لسؤالهما عن كيفية تقييم أداء الطلبة المشاركين في البرنامج ... أجابت الأستاذة هاجر: "تقييم أداء كل طالب يأتي من الكلية التي تدرب بها على معايير هي: علميا وأخلاقيا وسلوكيا". وأجاب الأستاذ عطا بقوله: "كذلك يأتي تقييم المسؤولين عن البرنامج الترفيهي للطلبة في مدى الالتزام بالتعليمات والمواعيد المعطاة حسب كل مكان تمت زيارته في أثناء فترة البرنامج".

 

 

وإجمالا، أكّد المشرفان على برنامج برنامج التبادل الطلابي في جامعة طنطا، على أنّ التأثير الحاصل يكمن في التعرّف على الثقافات المختلفة بين الشعوب العربية، والاستفادة من العادات الخاصة بكل شعب، وتعزيز أواصر العلاقة بينهم؛ لذا أوصيا بأهمية تعزيزه إلى ما يؤدي إلى رفع الوعي بالفرص المتاحة وتوسيع نطاق التبادل. كما دعيا الطلبة إلى الاستفادة من هذه الفرصة لتوسيع آفاقهم الأكاديمية والثقافية والاجتماعية، وبناء شبكات علاقات قوية في المستقبل.

 

وقد أكدت  جامعة طنطا على أنها تنوي إرسال طلبتها مرة أخرى إلى جامعة نزوى في العام القادم، مع رغبتها في توسيع البرنامج وزيادة عدد الطلبة المشاركين فيه؛ وذلك لما تميّزت به الجامعة التزاما بالاتفاق والعقد المبرم بين الجامعتين، والمعاملة الحسنة لطلبة طنطا. كما تتحيّن الفرصة لتتقدم  بخالص الشكر والتقدير لجامعة نزوى على توفير تدريب ممتاز ورعاية جيدة لطلبتها في فترة البرنامج.

ونختم الحديث على لسان طلبة جامعة طنطا قائلين: "نود أن نعبر عن امتناننا العميق لجامعة نزوى وفريق العمل الرائع، الذي أسهم في إنجاح برنامج التبادل الطلابي بين جامعتينا. ونثمّن التعاون القوي بين الجامعتين، ونأمل أن يستمر هذا التبادل الثقافي والأكاديمي في المستقبل".

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة