عميد عمادة شؤون الطلاب وخدمة المجتمع لـ إشراقة:
جامعة نزوى بيئة خصبة للتميز والإبداع والتطوير
إشراقة: شخصية العدد
الدكتور صالح بن منصور بن محمد العزري، من مواليد 1964 بولاية إزكي، نشأ في أسرة علمية، وتتلمذ في مدارس العلم والقرآن الكريم بالولاية. التحق بمقاعد الدراسة الابتدائية في عام 1977م بمدرسة عمر بن الخطاب بإزكي، وأكمل دراسته الإعدادية حتى عام 1980م، وواصل دراساته العليا. التحق بالعمل في مدرسة إمطي التابعة لوزارة التربية والتعليم، ثم انتقل للعمل بمدرسة السلطان قابوس لأبناء الجبل الأخضر التابعة لديوان البلاط السلطاني، وأكمل دراسته العليا في مجموعة من الجامعات المحلية والخارجية. تعيّن ضيف حوار هذا العدد من إشراقة في جامعة نزوى في 1 يوليو من عام 2004م … فكان هذا الحوار:
س1/ ماذا عن مساركم التعليمي، كيف كان طريقه من المدرسة إلى الجامعة وصولا إلى الدراسات العليا؟
بالتأكيد لم يكن الطريق مفروشا بالورود، فكل مرحلة من المراحل الدراسية حملت في طياتها الكثير من التحديات؛ لكنها -في نفس الوقت- كان لها من الإيجابيات الكثير على المستويين الشخصي والعملي. لقد كان المسار التعليمي شاقًا وصعبًا، ولكن بفضل العزيمة والإصرار والإرادة تمكنت من تحقيق الأهداف والتطلعات التي وضعتها طوال مسيرتي التعليمية والمهنية، تجاوزت بفضل الله ودعم الجميع من أصدقاء ومحبين التحديات والصعوبات، كنت دائماً أضع نصب عيني مقولة: "لكل مجتهد نصيب، ومن سار على الدرب وصل"، هذه أسس ومرتكزات تعلمت منها الكثير، وانضبطتُ لتطبيقها، حتى تحقق ذلك الهدف الذي أسمو إليه، فأكملت دراستي العليا بفضل من الله وتوفيقه وفضل الذين مهدوا لي طريق العلم والمعرفة … فلهم مني كل الشكر والتقدير والامتنان.
وبالنظر لظروف الزمان والمكان بين ما كانت عليه البدايات الأولى لمسيرة التعليم في عمان والواقع الحالي، نجد أن الظروف لم تكن بتلك السهولة في بداية النهضة المباركة، فالمدارس كانت محدودة والظروف لم تكن مواتية بالقدر الكبير، لكن التعليم كان أولوية وتوجهًا للمؤسسة والفرد والدولة، تعلم الجميع تحت ظل الشجر وفي الخيام، إذ تحدوا الظروف وتجاوزوا الصعاب من أجل جيل متسلح بالعلم والمعرفة، يمتلك الأدوات التي تؤهله للإسهام في بناء الدولة العصرية الحديثة، فشُيّدت المدارس في ربوع وطننا العزيز … في الجبل والسهل، في سنوات قياسية، كان الجميع ينعم بفرص التعليم في مختلف المجالات، وكنت واحدا من ذلك الجيل الذي تشرب العلم والمعرفة في بدايات سبعينيات القرن المنصرم إلى اليوم.
س2/ أشرتم إلى أن مسيرة العلم لم تكن مفروشة بالورد، بل كان هناك الكثير من العمل والجهد والمثابرة لتصلوا إلى ما أنتم عليه الآن، تتَبوؤون أحد مركز الريادة في جامعة نزوى العريقة، وتُديرون العديد من المراكز والمجالس الأكاديمية والطلابية. كيف كانت مسيرة هذه التجربة؟
الحمد لله، كما أشرت سابقا كانت تجربة مثرية بالكثير من التفاصيل، ومتميزة في جميع سنواتها ومراحلها، تمكنا -بما وفر لنا من دعم- من إكمال مراحل مسيرتنا التعليمية بتميز مع مرتبة الشرف، لقد حصلت على الدُكتوراة في الآداب -تخصص الجغرافيا التعليمية- بتقدير مع مرتبة الشرف الأولى عام 2011م في جامعة المنصورة بجمهورية مصر العربية، كما حصلت على الماجستير في الآداب عام 2006م في جامعة النيلين بجمهورية السودان، وأكملت ليسانس آداب عام 1991م في جامعة بيروت "الإسكندرية". أضف لذلك أنني خريج دبلوم في معهد المعلمين عام 1983م، وأكملت المرحلة الإعدادية عام 1980م، والمرحلة الابتدائية 1977م.
تبقى الإرادة موجودة متى ما أتيحت الفرصة، فطلب العلم لا يتوقف، مجاله واسع لا يقف عند حدود معينة، إذ هو متاح في ظل وجود مؤسسات تعليمية تمتلك الفرص والمجالات، اليوم الخيارات باتت متنوعة وفي متناول الجميع في كافة التخصصات والعلوم والمعارف التي ينشدها الجميع، وبما يتواكب مع متطلبات المرحلة وسوق العمل.
س3/ بالتأكيد مسيرتكم العلمية والعملية، كانت دافعا للإبداع والتميز، هل لكم أن تطلعونا على تكوينكم البحثي والأكاديمي واهتماماتكم بهذين المجالين ونشاطاتكم فيهما؟
لقد أتاحت لي الظروف من طريق الاحتكاك بالعديد من المؤسسات العلمية والجامعية، الإسهام في العديد من البحوث والدراسات المحدودة؛ رغم شغفي بهذا الجانب، والسبب يعود إلى ظروف العمل الذي أخذ جزءا كبيرا من وقتي، تبقى الرغبة موجودة بالمشاركة في بعض الدراسات والبحوث الأكاديمية متى ما توفرت الفرصة والوقت، إذ شاركت في تدريس بعض المساقات العلمية، ونشر بعض البحوث العلمية البسيطة، بجانب المشاركة في بعض المؤتمرات المحلية والدولية، التي أتاحت لي الفرصة لاكتساب الكثير من العلاقات والمعارف والتوجهات.
مجال البحوث والدراسات واسع ورحب خاصة في هذه المرحلة التي يشهد فيها هذا القطاع نموا واهتماما كبيرين، مع التوسع في المجالات والتخصصات، وأيضا الاهتمام والرعاية الذي تبديه المؤسسات الأكاديمية والبحثية بهذا الجانب، أتطلع مستقبلا -متى ما توفرت الفرصة- إلى العناية بشكل أكبر بالجانبين البحثي والأكاديمي.
س4/ أين يجد القارئ أبرز الإنجازات التي حققتها في حياتك العلمية والعملية؟
إن التجربة العلمية والعملية التي وفرت لي في خضمِّ دراستي أو عملي في جامعة نزوى، وما اكتسبته من معارف وتجارب ومشاريع وبرامج مختلفة ومتنوعة، دفعتني لتحقيق أغلب الإنجازات والأعمال في جامعة نزوى، إذ هي تجربة ثرية بالكثير من النجاحات والإنجازات لي شخصيا، ولِجامعة نزوى التي وفرت لنا البيئة الخصبة للتميز والإبداع والتطوير في البرامج والتوجهات والأهداف.
كما حرصت على استثمار الفرص والاستفادة من مختلف التجارب، عبر مجموعة من المشاريع والبرامج، إذ ترأست العديد من المجالس الأكاديمية والطلابية، وشاركت في العديد من المؤتمرات والمناسبات المحلية والدولية، وتبنّيت العديد من المشاريع المجتمعية. لقد كانت تجربة مليئة بالكفاح والعطاء، وهي مستمرة وماضية متى ما أتيحت لي الفرصة. تشرفت أن أكون أحد أعضاء المجلس الاستشاري لكلية السلطان قابوس لعلوم الشرطة. كما تم ترشيحي من أ.د رئيس جامعة نزوى لأشغل حالياً منصب عضو اللجنة التنفيذية للمجلس العربي لتبادل تدريب طلبة الجامعات العربية وممثل جامعة نزوى العريقة في هذا المجلس.
س5/ ما رسالتك التي تستعين بها في سبيل العلم والعمل؟
رسالتي في سبيل العلم والعمل تكمن في تطوير الذات ... ويكون ذلك من طريق تحسين القدرات والمهارات، بما يتناسب مع ظروف العمل وتطور الحياة في مجال الفكر الإبداعي، وهو ضرورة من متطلبات الارتقاء بالعلم والعمل، إلى جانب العمل بروح الفريق الواحد، واكتساب المعارف والعلوم، وتنمية المهارات، وممارسة وتطوير القدرات في مختلف المجالات، والاستفادة من تجارب الآخرين، والبحث عن مشاريع جديدة مبتكرة.
س6/ كيف تتعامل مع نقاط القوة ونقاط الضعف التي تواجهها؟
التعامل مع نقاط القوة والضعف يتطلب ثقة مطلقة بالنفس، والقدرة على تحدي المشكلات ومواجهة الصعوبات بمسؤولية، مع تحمل نتيجة أي قرار سواء على المستوى الشخصي أم المستوى المحيط.
هناك نتائج إيجابية تحتاج إلى تعزيز والمحافظة عليها بما يتلاءم والمستجدات الحديثة، في المقابل هناك نتائج سلبية تستدعي إعادة النظر فيها ومعالجتها وتطويرها بما يتناسب مع التوجهات العلمية والعملية والمهنية، في حين، نقاط القوة يجب استثمارها والعمل على تعزيزها بما يخدم المؤسسة والفرد والمجتمع، والوقوف على نقاط الضعف لِمعالجتها وتَجاوزها وإيجاد الحلول المناسبة لها.