السنة 17 العدد 154
2022/04/01

بداية قوية، ومُستقبل واعد

تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات يخرّج دفعته الأولى

 


 

                                                                  

 

مصمم دكتور / مجدي خليفة

أستاذ تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات المساعد بجامعة نزوى

 

انطلاقاً من حرص سلطنة عُمان على استشراف آفاق جديدة في التخصصات المُختلفة، جاء قرار إنشاء تخصص (تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات) ضمن تخصصات برنامج الفنون الجميلة بقسم التربية والدراسات الإنسانية في كلية العلوم الآداب بجامعة نزوى؛ ليكون إحدى علامات هذه المرحلة.

 

إننا نتحفل اليوم بتخريج أول دفعة تحصل على درجة البكالوريس فى تصميم وصناعة الحلي والمجوهرات فى تاريخ سلطنة عٌمان، نحتفل بوضع أولى لبنات تقوية قطاع صناعة الحلي والمجوهرات بالسلطنة ودعمه، وإعادة إحياء التراث العماني العريق في مجال صياغة الحلي والمجوهرات، وكذلك استشراف مستقبل صناعة الحلي والمجوهرات من طريق أسس علمية راسخة وخبرات متجذرة؛ وذلك بفضل الله ثم سواعد أبناء التخصص المُجتهدين والأساتذة المحترفين، ودعم جامعتنا الذي لا ينقطع.

 

في حقيقة الأمر، إنَّ إنشاء تخصص جديد من الصفر ووضعه على خارطة برامج التخصصات الأكاديمية ليس بالأمر اليسير أبداً، خصوصاً أن مجال صناعة الحلي والمجوهرات يحتوي على عدد كبير من المعارف والعلوم والتقنيات والمهارات المختلفة، التي يحتاج الخريج العُماني اكتسابها ليقف على أرض صلبة رأساً برأس مع مصممي الحلي والمجوهرات العالميين، فالعملية التصميمية ليست عملية رسم وحسب؛ بل هي عملية طويلة ومعقدة تبدأ باحتياج المستهلكين أو أفكار المصممين، ثم تنتقل إلى مراحل أخرى، مثل: وضع الأفكار والرسومات الفنية التخطيطة وإخراج التصميم بالشكل النهائي وإعداد الرسوم الهندسية التنفيذية والتفاصيل الصناعية وصناعة النموذج الأولي وتشطيب المٌنتج واختباره وتقييم رضا العملاء عن المنتج وإقرار المُنتج أو إعادة تصميمه وفق نفس الخطوات المذكورة. ورغم صعوبة إنشاء أي كيان من البداية، إلا أننا قبلنا تحدي هذا التخصص الواعد لأول مرة فى تاريخ سلطنة عمان.

وقد كانت البداية بجهود مشكورة للفاضل أ.د / محمد سلامة، أستاذ التربية الفنية بجامعة نزوى، الذي أخذ على عاتقه مهمة وضع التصور العام للتخصص، واستقى لائحة التخصص من تجارب عدد كبير من الأكاديميات العالمية، التي لها تاريخ كبير فى مجال تدريس تصميم وصياغة الحلي والمجوهرات على مستوى العالم.

 

 

وبدأت لحظة التحدي الحقيقية عام 2019م، إذ بدأ تدريس المساقات التخصصية، مثل: (مساق تصميم الحلي والمجوهرات، مساق تكنولوجيا تشكيل الحلي والمجوهرات، مساق تكنولوجيا الطلاء والترسيب، مساق تكنولوجيا السباكة للحلي، مساق مقاومة المواد، مساقي كيمياء وفيزياء المعادن، مساق تصميم العملة والميدالية ورموز التكريم، بالإضافة إلى مساقات أساليب العرض واتجاهات الموضة وعدد كبير من المساقات المساعدة الأخرى ... إلخ).

 

أضف إلى ذلك عمليات تجهيز ورش ومعامل صياغة الحلي والمجوهرات بما تحتويه من خامات ومعدات وآلات وماكينات وأفران الصهر والسباكة ووحدات الطلاء والترسيب الكهربي، وكذلك ماكينات تشغيل المعادن بالتحكم الرقمى CNC، والحقيقة أن الجامعة لم تبخل بأي شيء في سبيل توفير تلك الآلات والخامات؛ بل أتاحتها بقدر كبير، والبقية تأتي تباعاً بعون الله؛ لتكون ورش ومختبرات صياغة المعادن بمبنى الجامعة الجديد مثالاً يٌحتذى به، ومرجعا لأهل الصناعات المرتبطة بمجال صياغة الحلي والمجلات المرتبطة في السلطنة، مثل: مجال العملة والميدالية ورموز التكريم ومجالات الطلاء والترسيب الكهربي ومجال معالجات الأسطح المعدنية ... إلخ، وقد وضع تصور لإنشاء وحدات إنتاجية بورش صياغة الحلي، وكذلك وحدات فحص وتثمين المجوهرات بالجامعة؛ لتوفر خدماتها للهيئات الصناعية وأفراد المجتمع العُماني.

 

نسأل الله تعالى أن نكون سبباً فى دفع عجلة الصناعة والتقدم فى هذا البلد الطيب كما هو معهود دائماً من جامعة نزوى تجاه الوطن.       

إرسال تعليق عن هذه المقالة