السنة 17 العدد 154
2022/04/01

ناشد الجامعة بمطلَبين اثنين لذوي الإعاقة …

 

خريج من فئة المكفوفين يشاركنا تجربته الرائدة


 

 

تُخرّج الجامعات والكليات سنويا آلاف الطلبة في مختلف التخصصات والمجالات، كلٌ منهم له مشواره ومآربه وهواياته وفنونه، التي صنعها بنفسه؛ بل ربما طوّرت له أيام الدراسة الجامعية ما كان مشتغلاً به. إنها لحظة فريدة يتذوقها طلبة العلم، متوّجين جهودهم وإنجازاتهم، تشاركناها مع الطالب مكتوم بن راشد بن مراش الحوسني، خريج بكالوريوس آداب لغة عربية في قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب.

 

مسير موفق

 

التحق مكتوم بجامعة نزوى في العام الدراسي 2014/2015م، بعد إنهائه شهادة الدبلوم العام (الثاني عشر) وحصوله على نسبة مشرفة أهلته للالتحاق بجامعة نزوى، وقد كانت إجراءات القبول بالجامعة سهلة وميسرة على حد وصفه.

كما أن كونه من ذوي الإعاقة البصرية، كانت مسيرتُه العلمية مكللة بالتوفيق والنجاح، فقد استطاع إنجاز طموح الحصول على درجة البكالوريوس في اللغة العربية؛ بيد أنّ عددا من التحديات التي واجهها في أثناء الدراسة شكّلت تحدٍ لتطلعاته، أبرزها صعوبة التنقل والسكن؛ ولكن مع الإصرار والإرادة والتحلي بالصبر ووجود خطة واضحة لإكمال مسيرته التعليمية، استطاع التغلب على هذه الصعوبات والتحديات ولله الحمد. 

  

استيعاب كبير 

 

لم تبخل جامعة نزوى بأي جهد في توفير مناخ ملائم، فقد وفّرت بيئة دراسية تتوافق واحتياجات فئة ذوي الإعاقة البصرية. يقول الحوسني: "بلا شك الجامعة قامت جامعة نزوى بدور كبير في خدمة ذوي الإعاقة؛ وذلك بتوفير وحدة خاصة تضم جميع ذوي الإعاقة، مع توفير مشرفة لهم وطلبة إسناد لمساعدتهم في جميع شؤونهم الأكاديمية، مثل المذاكرة ومساعدتهم في التنقل داخل الحرم الجامعي. ولا ننسَ تفهم الأساتذة بظروف ذوي الإعاقة، إذ كان لهم دور بارز في تسهيل المواد العلمية لهم واستيعابها بكل يسر".

 

وأضاف: "كما لا أنسَ دور الطلبة المتطوعين، فقد كان لهم جهد كبير في مساعدة ذوي الإعاقة دون كلل أو ملل؛ بعوننا في التنقل من وإلى المحاضرات، والمساعدة في تبسيط الدروس لنا كي تسهل علينا المذاكرة. ولم نغفل أبدا فضلهم علينا سواء أكانوا من الإسناد أم المتطوعين".

 

لحظات فارق

 

ناقشنا مكتوم في موضوع مشاركاته في مجال الأنشطة أو الجماعات الطلابية في فترة دراسته بالجامعة، فأجاب: "ولله الحمد كانت لدي الكثير من المشاركات في الجماعات الطلابية التي صقلت مواهبي وطورتها، فقد ترأست جماعة إرادة بلا حدود في ٣ سنوات، وكنت نائب الرئيس في المجلس الاستشاري الطلابي للفترة العاشرة، كما شاركت عضوا في جماعة الإنشاد والجوالة، ومثلت الجامعة في مناسبات عديدة".

 

بكل تأكيد، ترسخ الحياة جامعية في ذاكرة الطالب؛ لما لها من طعم وأجواء مميزة، فكثيرة هي المواقف والعبر والدروس التي يستفاد منها، وقد حكى لنا الحوسني مشهدا ما يزال عالقا في ذهنه حتى اليوم من بين الكثير من المواقف؛ فمن ضمن هذه المواقف فقده أحد زملاء العلم في فترة دراسته الجامعية بسبب ظروف صحية ألمّت به؛ كونهما كانا يقضيان أوقاتا كثيرة مع بعضهما يساعده فيها، آخذا من وقته ليعينه في مهامه وواجباته الدراسية.

 

درس مجاني

 

وسط مشاعر الفرح بحلول حفل التخرّج؛ أكد مكتوم الحوسني على فرحته التي لا تحمل لسانه الكلمات الكافية لوصفها، هذه الفرحة أهداها إلى أهله وأساتذته وإخوانه من ذوي الإعاقة وجميع من سنده في مسيرته العلمية؛ متجها بكل قوة ليكمل المسير -بتوفيق الله- لاستكمال دراسته العليا وتشريف وطنه الغالي وصولا إلى درجة الدكتوراة.

 

مستثمراً هذه المناسبة بتوجيه رسالة إلى جامعة نزوى عبّر فيها قائلا: "شكرا على اهتمامكم بذوي الإعاقة، إلا أنني أتمنى توفير وسيلة نقل خاصة لهذه الفئة لما يجدونه من صعوبة في التنقل من الجامعة إلى السكن أو من الجامعة إلى بلادهم. كذلك فتح تخصصات أكثر لذوي الإعاقة؛ لتنمية قدراتهم لما يمتلكون من مواهب ومهارات مميزة". وفي سياق النصح والإرشاد، عزز مكتوم إخوانه من الطلبة ذوي الإعاقة بأهمية التركيز على دراستهم بالصبر والإرادة القوية؛ سعيا لاجتياز الصعوبات والتحديات التي قد تواجههم في أثناء مسيرتهم العلمية؛ بل ناشدهم بالصبر والمشاركة في الأنشطة الطلابية لصقل مواهبهم وإبداعاتهم، وضرورة وضع خطة واضحة لمسيرتهم العلمية للوصول إلى مرادهم بكل يسر ونجاح".

 

 

 

 

 

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة