السنة 16 العدد 150
2021/12/01

 

تأكيدا لدور الجامعة في دعم المشاريع الفكرية والعلمية والأدبية 

مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية ومركز العلوم الطبيعية والطبية يطلقان مشروع لتوثيق إسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية

 


 

 

أطلق مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية في جامعة نزوى بالتعاون مع مركز العلوم الطبيعية والطبية مؤخرا مشروعا يهدف لتوثيق إسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية، الذي يعد واحدا من مجموعة مشاريع فكرية وثقافية وأدبية أطلقها المركز في السنوات الماضية.

ويأتي هذا المشروع المهم في إطار الدور الفكري والعلمي الذي تضطلع به الجامعة، القائم على التوثيق والبحث في العديد من الإنجازات؛ خاصة تلك الإسهامات التي سطرها العمانيون؛ إذ أثرت بشكل مباشر وغير مباشر في حياة الشعوب عبر مجموعة من البحوث والدراسات والأعمال التي كان للعمانيين الدور الأبرز فيها.

 هذا ما أكد عليه الدكتور سليمان بن سالم الحسيني - مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية - الذي أشار بالقول إن تقديم طلبات الاستكتاب في المشروع سيكون متاحا حتى نهاية سبتمبر 2021م، فيما سيتم استلام البحوث كاملة بنهاية أبريل من 2022م، متوقعا أن يلقى تقديم الطلبات على هذا المشروع إقبالا جيدا خاصة من قبل الباحثين والمفكرين العمانيين؛ نظير القيمة الفكرية والعملية وهذا ما جبلنا عليه على مدى السنوات الماضية عن طرح أي مشروع بحثي.

ودعا الدكتور سليمان الحسيني الجميع من باحثين وأكاديميين ومفكرين للمشاركة في هذا المشروع لأهميته، موضحا أن من شروط البحث: ألا يكون قد نشر من قبل أو قدم للنشر إلى جهة أخرى، أن يتحمل الباحث مسؤولية بحثه من حيث الأمانة والدقة العملية، أن يكون البحث أصيلا وشاملا، أن يتبع المناهج البحثية المتبعة في البحوث الإنسانية أو العلمية. مشيرا إلى إن البحوث الفائزة سوف يتم نشرها مجانا في العدد الخاص من مجلة الخليل، كما سيمنح الباحث نسختين من العدد الخاص من المجلة بجانب تسجيل مجاني في الندوة التي سيتم تنظيمها. 

وتناول الحسيني في حديثه الأهداف التي يقوم عليها المشروع، إذ أشار إلى أن أحد تلك الأهداف يقوم على التعريف بإسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية والفلك والمناخ والرياضيات والكيمياء وعلوم البحار لاستدامتها ونقلها إلى الأجيال القادمة، بجانب دراسة وتحقيق المخطوطات العمانية في مجال الطب والعلوم الطبيعية، ومحاولة طباعة غير المطبوع منها. واستجلاء المناهج العلمية في مؤلفات العمانيين في الطب والفلك والمناخ وعلوم البحار ودراسة أنطولوجيا وابستمولوجيا وأخلاقيات المعرفة في كتابات الأطباء العمانيين وتطبيقاتها المعاصرة.

كما تناول في حديثه بعض الأهداف الأخرى التي يقوم عليها المشروع، منها إبراز الطب التقليدي العماني على أسس معرفية، وتأصيله بمنهجية علمية بشكل موازٍ للطب الصيني والطب الهندي وغيرهما. إلى جانب دراسة مدى انتشار الطب التقليدي العماني؛ لمعرفة المناطق العمانية التي لا تزال تمارس هذا النوع من الطب، ومعرفة درجة وعي الناس في هذا الموضوع، مع عمل خارطة لتوضيح تركز هذه الممارسة في الوقت الحالي.

 

 

 

 

 

 

وأكد الدكتور سليمان الحسيني أن المشروع يقوم أيضا على دراسة الأدوية المستخرجة من البيئة العمانية البرية والبحرية، التي ثبتت نجاعتها علميًا في العلاجات والاختراعات الطبية (القاو ـ اللبان ـ أعشاب البحر والقشريات المستعملة في مستحضرات التجميل والعناية بالبشرة). والتعريف بالكوادر الطبية العمانية العسكرية عبر التاريخ (أطباء وممرضين، رجالاً ونساءً)، الذين أسهموا في المعارك الحربية التي خاضها العمانيون دفاعاً عن بلادهم، أو تلك التي شاركوا فيها في نطاق الفتوحات الإسلامية. والتعريف بالبعد العالمي لإسهامات العمانيين في الطب والعلوم الطبيعية، ورحلاتهم خارج عمان، وأثرهم العلمي في المهجر (البلدان التي هاجروا إليها). والتعريف بالدراسات الاستشراقية ومذكرات الرحالة الأجانب ومؤلفاتهم، الذين زاروا عمان ودرسوا العناصر الطبيعية في البيئة العمانية وكتبوا عن الأطباء العمانيين. وفتح المجال أمام الباحثين لدراسة التاريخ العماني وتشجيعهم على نشر الأوراق البحثية المحكمة، والتعريف بجهودهم في إبراز إسهامات العلماء العمانيين في إثراء التراث العربي والإنساني. وإبراز دور الجامعات والمؤسسات البحثية والباحثين العمانيين في دراسة إسهامات العمانيين في مجال الطب والعلوم الطبيعية واستدامتها.

وعرض الدكتور الحسيني المحاور الأساسية التي يقوم عليها المشروع ، إذ أوضح أنها تتركز في مجموعة من المحاور، منها: محور المخطوطات والمؤلفات، محور الدراسات الاستشراقية، محور الجامعات والمؤسسات البحثية والباحثين ومحور الطب التقليدي ومحور الأمراض والأوبئة، محور أخلاقيات مهنة الطب التي تبناها الأطباء العمانيون، ومحور استعمال النباتات العُمانية في الطب، ومحور المشتغلون في الطب في عمان عبر التاريخ، ومحور العلاج الروحي في عمان، ومحور يدرس العلاج الروحي من حيث جذوره المعرفية وتطوره عبر العصور وتفاعله مع موروثات الحضارات والثقافات العالمية وفرص تطويره وتقنينه.

وتتكون اللجنة العلمية للمشروع من الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، نائب الرئيس للدراسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية. والدكتور سليمان بن سالم الحسيني، مركز الخليل بن أحمد الفراهيدي للدراسات العربية والإنسانية. والدكتور حارث بن محمد العزري أستاذ بكلية العلوم والآداب، والدكتور حميد بن سيف النوفلي من اللجنة الوطنية العمانية للتربية والثقافة والعلوم، والدكتور سليمان بن علي الهاشمي من مركز الدراسات الطبية والطبيعية بالجامعة، والدكتور ماجد بن خميس السلماني من مركز الدراسات الطبية والطبيعية، والدكتور ناصر بن حماد العزري، استشاري أول طب طوارئ بمستشفى عبري، والدكتور محمد بن هلال بن ناصر الكندي، رئيس مركز استشارات علوم الأرض، والأستاذ أحمد بن ناصر الرواحي من مركز الدراسات الطبية والطبيعية.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة