تخريج تربويٌّ … رحلة تُزهر مسؤولية ورسالة وأملاً
الأستاذ الدكتور عيسى العامري
عميد كلية العلوم والآداب
في يوم مشرق بالعلم والمعرفة والإبداع، وفي هذا الصرح العلمي الشامخ حيث منارة العلم والرشاد، يتناغم الفخر مع قمم المجد ومشارق الأمل في جامعة نزوى، احتفلنا بتخريج كوكبة من التربويين الذين يتفاعلون مع الماضي والحاضر والمستقبل، رابطين الجهد بالنتائج والأمل، حيث ينتقل جيل من المتعلمين من مقاعد الدراسة إلى فصول التدريس، ومن كونهم متعلمين إلى كونهم معلمين، وتلك هي نقلة تحمل في طياتها مسؤولية جسيمة وتشير إلى عمل وجهد دؤوب مثمر، فالعمل في هذا المجال لا يضيع، والأثر الطيب المنتظر سيكون مثمرا في قمم المجد والرقي بإذن الله.
وفي حفل تخريجهم، تألَّقت جامعة نزوى مواصلة طريق تقدّم الوطن مع الإبداع وحمل الراية والسير نحو التقدم، فتمضي بعمل دؤوب لا يعرف اليأس أو التواني، وهي بفضل الله؛ ثم بدعم قيادتنا الرشيدة، تواصل مسيرتها مشعلا للعلم ومنارةٍ للفكر والرشاد، تسهم في بناء الإنسان العُماني، الذي هو أغلى ثروات الوطن وأساس تقدمه، إذ تحقق الجامعة المراكز المتقدمة في التصنيفات العالمية؛ بما يعكس جودة برامجها وتميز بحثها العلمي، وإسهاماتها الفاعلة في تحقيق رؤية عُمان 2040، وهذا الإنجاز ثمرة شراكة حقيقية بين جميع مؤسسات الوطن، هذا هو ثمرة الجهد والتطوير المستمر والرسوخ في مجالات التعليم والبحث العلمي والابتكار. وتستمر الجامعة أيضًا في تطوير برامجها التعليمية والتأسيس لبرامج جديدة من شأنها أن تلبي متطلبات سوق العمل.
أيها الخريجون والخريجات، يا من حملتم على عاتقكم أعظم رسالة... أيها المعلمون والمعلمات لقد اخترتم طريقاً يسلكه العظماء... طريقاً يقاس بالأثر والبقاء؛ فأنتم لستم ناقلي معلومات، بل أنتم صانعو العقول، وأنتم من يبني الشخصيات، ويرفع راية الأوطان.
إنه لجدير بكم وأنتم لذلك أهل أن تنقلوا ما تعلمتم من معارف ومبادئ وقيم إلى طلبتكم الذين ينتظرون منكم كلمة تشجيع، أو نظرة تقدير، تذكروا أن الفرق الذي تصنعونه في حياة طالب واحد، قد يشكل فرقا في مستقبل أمة بأكملها.
إن إنجازات جامعتنا اليوم أساس طموحاتنا لغدٍ أكثر إشراقاً؛ لذا نسعى لأن نكون مسهمين في تحقيق رؤية عُمان 2040؛ بتخريج كوادر وطنية مؤهلة قادرة على قيادة مسيرة التنمية المستدامة.
وأجدني في هذا المقام العلمي الرفيع أتقدم بالتهاني والمباركة لأبنائنا وبناتنا الخريجين والخريجات، ولأسرهم الكريمة التي سهرت ودعمت وكانت خير عون حتى تحقق هذا الحلم؛ أدعو الله تعالى أن يوفقهم ويسدّد خطاهم، وأن يجعل عملهم في ميزان حسناتهم، وخدمةً لوطنهم وأمتهم، وجميع الجهات الداعمة، وعلى رأسها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار ووزارة التربية والتعليم، وجميع المؤسسات الحكومية والخاصة التي كانت عوناً لنا في رحلتنا الأكاديمية.
ولا أنسى أن أتوجه بالشكر الجزيل إلى الأساتذة الأفاضل أعضاء هيئة التدريس، وإلى كل موظفي الجامعة، الذين يبذلون جهوداً كبيرة لخدمة العملية التعليمية. وختاماً، نسأل الله العلي القدير أن يوفق الجميع لخدمة هذا الوطن العزيز تحت قيادة مولانا حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – أدام الله عزه ورعاه.
بمناسبة تخريج الدفعة 18 من حملة الدبلوم العالي في التأهيل التربوي