من القاعة الدراسية إلى السوق: تعزيز الابتكار وفهم تحديات المشاريع المحلية
كتبت - سُندس سعيد المعمرية
نظّم عدد من أعضاء هيئة التدريس والطلبة بكلية الاقتصاد والإدارة ونظم المعلومات، بالتعاون مع مركز ريادة الأعمال، زيارة ميدانية إلى سوق نزوى؛ وذلك بهدف تعزيز التكامل بين الجوانب النظرية التي يكتسبها الطلبة في القاعات الدراسية والواقع العملي الذي يعيشه روّاد الأعمال في السوق المحلي.
شهدت الزيارة تفاعلًا مباشرًا بين المشاركين وروّاد الأعمال في السوق، إذ أتاحت الجولة فرصة الاطلاع على طبيعة الأنشطة التجارية وأساليب إدارة المشاريع الصغيرة والمتوسطة في بيئة السوق التقليدية. وتعرّف المشاركون على نماذج تشغيل مختلفة، بدءًا من المحلات العائلية القديمة إلى المشاريع الحديثة التي تحاول إيجاد موطئ قدم في السوق.
وفي لقاءات مفتوحة مع عدد من التجار وأصحاب المشاريع، برزت مشكلة السيولة كونها أحد أبرز التحديات التي تواجه روّاد الأعمال في سوق نزوى. وأوضح بعضهم أن انخفاض حركة الشراء في بعض فترات العام، وصعوبة الحصول على تمويل قصير الأجل، يشكلان ضغطًا مباشرًا على قدرتهم في تغطية المصاريف التشغيلية وتجديد المخزون، مما يؤثر في استمرارية نشاطهم التجاري.
وركّز أعضاء هيئة التدريس في أثناء الجولة على كيفية تطبيق الأدوات الأكاديمية — مثل تحليل السوق، وتخطيط العمليات، وإدارة النقدية — في بيئة واقعية، مؤكدين أن الزيارات الميدانية تُعد عنصرًا مهمًا في بناء مهارات الملاحظة والتحليل لدى الطلبة، وتعزيز قدرتهم على التفكير الابتكاري في إيجاد حلول للتحديات التي تواجه المشاريع المحلية.
من جانب آخر، اطّلع المشاركون على الخطة الحالية لإعادة ترميم الحارات المتبقية في حارة العقر، وهي إحدى أبرز الحارات التاريخية في نزوى، بهدف تحويلها إلى مشاريع اقتصادية وسياحية تسهم في تنشيط الحركة التجارية، وتعزيز فرص الاستثمار، ودعم روّاد الأعمال المحليين بإيجاد بيئة اقتصادية قائمة على الهوية التراثية للمكان.
وأشار روّاد الأعمال العاملون في حارة العقر إلى أنهم يتوقعون أن يصبح سوق نزوى وحارة العقر معًا وجهة سياحية رائجة في الفترة المقبلة، مع اكتمال أعمال الترميم وتطوير المشاريع المقترحة، مؤكدين أن الموقع يمتلك مقومات ثقافية وتراثية قادرة على جذب الزوار وزيادة الحركة الاقتصادية في المنطقة.
وفي ختام الجولة، أكد المشاركون أهميّة استمرار هذه المبادرات التي تجمع بين المؤسسات الأكاديمية وروّاد الأعمال، كونها تسهم في تعزيز فهم الطلبة لواقع سوق العمل، وتفتح أمامهم مجالات جديدة للابتكار وتطوير المشاريع المستقبلية، بما يدعم التوجه الوطني نحو تمكين الشباب وتطوير الاقتصاد المحلي.