السنة 20 العدد 194
2025/11/20

جامعة نزوى ترتقي إلى مصافّ الجامعات المرموقة عالميًا وتؤكّد ريادة عُمان الأكاديمية بإنجاز غير مسبوق

 

جامعة نزوى تكرّس نموذجًا متقدّمًا يجمع بين خدمة المجتمع والتميّز الأكاديمي، ويجسّد مسؤولية وطنية تنهض بالعلم والمعرفة

مجلس أمناء الجامعة يضع أسس الريادة عبر برامج للتميّز البحثي وآليات تمويل مرتبطة بالحوافز والنتائج؛ لتحقيق مراكز متقدّمة في التصنيفات الدولية

حزمة إصلاحات أكاديمية وبحثية، من تطوير الخطط الدراسية إلى تعزيز النشر والتحكيم، ترفع مؤشرات جودة التعليم والبحث العلمي في جامعة نزوى

جامعة نزوى توظّف موقعها وثقافتها المؤسسية؛ لبناء بيئة تعليمية متفاعلة تُعزّز قرب الطالب من هيئة التدريس، وتدمجه في مجتمع بحثي نابض بالحياة

 

 

تقرير: إشراقة

 

 

منذ تأسيسها قبل عقدين بصفتها أول جامعة أهلية غير ربحية في سلطنة عمان، شقّت جامعة نزوى طريقها بثبات نحو التميز الأكاديمي والبحثي، مستندة إلى رؤية مؤسسية واضحة وحوكمة رشيدة وشراكات واسعة، إنطلاقًا من رسالتها السامية، وشعارها الأصيل "منار العلم والرشاد"، فأرست منذ تأسيسها دعائم رؤية وطنية واعية تجعل من بناء الإنسان المحور الأساس والغاية الأسمى لوجودها. فآمنت بأن الإنسان هو أعظم ثروات الوطن، وأن الاستثمار في قدراته ومعارفه ومهاراته يمثل الركيزة الأولى لتحقيق التنمية المستدامة والنهضة الشاملة، ومن هذا المنطلق، حملت الجامعة على عاتقها مسؤولية وطنية عميقة، تُعلي من شأن العلم، وترتقي بالمعرفة، وتُسهم في صناعة أجيال واعية، قادرة على التفاعل مع متغيرات العصر، ومؤهلة لخدمة وطنها ومجتمعها بإخلاص وكفاءة.

 

وفي أكتوبر 2025 تكللت هذه الرؤية الواعدة بإنجاز تاريخي حيث تَصدرت الجامعة الجامعات المحلية في تصنيف تايمز للتعليم العالي 2026 (THE WUR 2026)، ودخولها الفئة 401–500 عالميًا؛ مما يضع اسم جامعة نزوى في قلب خريطة الجامعات الصاعدة عالميا، ويمنح التعليم العالي العماني دفعة جديدة نحو منافسةٍ أوسع وأكثر تأثيرًا وحضورا في المشهد العالمي، إذ تتقاطع هذه الخطوة النوعية مع مستهدفات رؤية عمان 2040، التي تطمح إلى تسجيل الجامعات العمانية ضمن الأفضل على مستوى العالم؛ وهو ما تعمل عليه جامعة نزوى بإصرار، وتسابق الزمن لبلوغه، واضعةً نُصب أعينها تلك الأهداف الوطنية الطموحة.

وتتعزّز مكانة جامعة نزوى عامًا بعد عام. ففي تصنيف QS العالمي 2026 حلّت الجامعة ضمن الفئة 761–770 عالميًا؛ مما يعني أن الجامعة  باتت أكثر حضورا وتنوعا في أدقّ التصنيفات الدولية. 

 

بيئة تعليمية جاذبة ومحفزة 

وتمتاز جامعة نزوى بخصوصية مؤسسية لافتة، فهي جامعة أهلية غير ربحية، رسّخت أنموذجًا يُوازن بين خدمة المجتمع والريادة الأكاديمية، وقد استثمرت الجامعة موقعها الجغرافي وثقافتها المؤسسية في بناء بيئة تعليمية مكثفة تُقرّب الطالب من عضو هيئة التدريس، وتجعله جزءًا من مجتمع بحثي متفاعل، مع تنوّع دولي متزايد في صفوف الطلبة والأساتذة وشبكات التعاون. هذه السمات، على بساطتها الظاهرة، تُشكّل البنية التحتية غير المرئية التي تترجمها المؤشرات الدولية إلى درجات ترتقي بمكانة الجامعة.

 

هذا التنوّع في التموضع بين تصنيفات مختلفة مثل التايمز و QS ليس تناقضًا، بل يعكس اختلاف المنهجيات والمعايير؛ فالتقدم في تصنيفٍ ما قد يحمل دلالاتٍ نوعية مختلفة عن تقدمٍ في تصنيفٍ آخر، ويُسهم في بناء صورةٍ إجمالية أكثر توازنًا للنظام الجامعي في سلطنة عمان.

 

ويُعد تصدُّر جامعة نزوى محليًا في تصنيف التايمز للعام 2026 محطةً مفصلية؛ فالقائمة شملت هذا العام 2,191  مؤسسة من 115 بلدًا وإقليمًا، ومع منافسة بهذا الحجم، فإن الدخول في الشريحة 401–500 عالميًا يضع الجامعة في مربعٍ متقدم بين مؤسسات عالمية ذات تاريخ وموارد كبيرة. والأهم أن نظرة أدقّ لصفحة الجامعة في التايمز تكشف نقاط قوة واضحة في محاور عدة، منها: التميز في جودة التعليم والبحث العلمي وآفاق دولية متميزة، إلى جانب مؤشرات الشراكات الصناعة ونقل المعرفة. هذه التركيبة توضّح أن جامعة نزوى لا تراكم إنتاجًا علميًا فحسب، بل تُنتج معرفة مُستشهَدًا بها وعابرةً للحدود، وتتعاون بحثيًا مع شركاء دوليين على نحوٍ ينعكس مباشرةً في نقاط التصنيف.

 

وتستند منهجية التايمز لِلعام 2026 إلى 18 مؤشرًا موزعة على خمس مجالات رئيسة هي: التدريس، بيئة البحث، جودة البحث، الآفاق الدولية، والصناعة/نقل المعرفة. لذلك، فإن صعود جامعة نزوى ليس نتيجة عاملٍ واحدٍ معزول، بل حصيلة تكامل سياسات تمتد من قاعة الدرس إلى المختبر، ومن مكتب التعاون الدولي إلى منظومات دعم النشر العلمي وإدارة البيانات البحثية.

 

ولم يكن هذا المنجز ليبلغ مداه لولا دور مجلس الأمناء في رسم الاتجاهات الكبرى، وترجمة الطموح إلى سياسات قابلة للقياس. إذ إن باعتماد برامج للتميّز البحثي، وربط التمويل بالحوافز والنتائج، واستقطاب الكفاءات الأكاديمية وتوسيع الشراكات المحلية والعالمية صنع المجلس أرضيةً صلبة لبلوغ الشريحة العالية في التصنيفات. كذلك أسهم في تنويع قنوات نقل المعرفة مع الصناعة والقطاع الحكومي والمجتمع، وهو ما تُثمنه مؤشرات التايمز عبر محور الصناعة/الإيرادات ونطاقات التأثير التطبيقي.

 

وعلى المسار التنفيذي، تبرز مجالس الجامعة الأكاديمي منها والتنفيذي في تحويل السياسات إلى إجراءات وبرامج ومقررات ومراجعات دورية. فمن تحديث الخطط الدراسية ومواءمتها مع مهارات المستقبل والاقتصاد الأخضر والرقمي، إلى تقوية سياسات النشر والتحكيم الداخلي والوصول المفتوح، ومن ترسيخ أخلاقيات البحث وإدارة البيانات إلى توسيع فرق المشاريع المشتركة. 

إن نقاط القوة التي صنعت الصدارة لجامعة نزوى تجلت في بيئة تعليمية ذات أثرٌ بحثي مرتفع وتعاون دولي نشط وحوكمة بيانات استثمرتها الجامعة في بناء قنوات توصيل مؤسسية فعّالة. 

 

ويمنح هذا الإنجاز التعليم العالي في السلطنة رصيدًا جديدًا على أكثر من مستوى. أولًا، سمعة منظومة التعليم العالي في السلطنة فعندما تتقدم جامعة عُمانية إلى نطاقٍ عالمي متقدم، يتعزز انطباع الشركاء والطلبة الدوليين والمموّلين عن قدرة سلطنة عُمان على إنتاج المعرفة واستثمارها.

 

ثانيًا، تحفيز الاستثمار في البحث والتطوير، إذ إن ارتفاع مؤشرات الجودة البحثية والدولية يفتح الباب أمام عقود نقل المعرفة والخدمات الاستشارية والمشاريع المشتركة مع القطاعين العام والخاص، وهو ما ينعكس على مؤشرات الابتكار في الاقتصاد الوطني.

 

ثالثًا، تنمية رأس المال البشري من خلال بيئة تعليمية كثيفة وتعاون دولي نشط؛ يعنيان خريجين بقدرات عالمية.

 

رابعًا، إن تصاعد الجامعات العُمانية في التصنيفات الكبرى يصنع سردية إيجابية عن سلطنة عُمان كونها وجهة للدراسة والبحث وريادة الأعمال المعرفية، ويقوّي تموضعها في مؤشرات التنافسية الدولية.

 

وتجربة الجامعة تكشف أن التصنيفات ليست غايةً بذاتها، بل مرآة تقيس أثر سياسات حقيقية في التدريس والبحث والتدويل والحوكمة. لذلك، فإن صدارة جامعة نزوى في تصنيف التايمز شهادةٌ على جودة تعليمٍ يشتبك مع البحث ويُقاس بآثاره الدولية، وعلى قيمةٍ مضافة في سوقٍ عالمي تنافسي لا يُقاس بعددٍ مجرّدٍ في جدولٍ دولي، بل يُقاس بقدرتها على تحويل المسار من جامعةٍ طموحة إلى مرجعٍ وطني للبحث والتعليم والابتكار، ومن إنجازٍ مؤسسي إلى قيمةٍ عامة في رحلة عُمان نحو 2040.

 

ربط الطالب بأحدث التطورات العلمية والبحثية 

وتأتي مكانة جامعة نزوى المتقدمة في تصنيف التايمز للتعليم العالي كونها دليلا واضحا على نجاحها في ربط الطالب بأحدث التطورات العلمية والبحثية، وهو جانب جوهري ضمن معايير التقييم في هذا التصنيف العالمي. فالتركيز على جودة التعليم وتطوير القدرات البشرية والمادية ليس مجرد هدف أكاديمي، بل استراتيجية محكمة تعكس التزام الجامعة بإعداد خريجين قادرين على المنافسة في سوق العمل، من طريق: تحديث المناهج، واعتماد أساليب تعليمية تفاعلية، وتوفير بيئة بحثية محفزة؛ لِتعزز الجامعة من قدرة طلبتها على تحقيق نتائج بحثية متميزة وإنتاج معرفة ذات أثر دولي؛ مما ينعكس إيجابياً على مؤشرات التايمز في جودة التعليم، البحث العلمي، والآفاق الدولية.

 

إن هذا التميز في جودة التعليم يرفع من سمعة الجامعة ويضعها في مصاف الجامعات العالمية الرائدة؛ مما يزيد من فرص التعاون الدولي والاستثمار في البحث والتطوير؛ لذلك فحصول جامعة نزوى على مرتبة متقدمة في مؤشر التايمز ليس فقط إنجازا رقميا، بل تجسيد حي لنجاحها في ترجمة رؤيتها الأكاديمية الوطنية إلى واقع عالمي، ويعزز من إسهاماتها في تحقيق مستهدفات رؤية عمان 2040 التنموية.

 

وحصول جامعة نزوى على هذا التصنيف المتقدم يمثل إنجازا كبيرا يضع على عاتقها مسؤوليات أكبر للحفاظ على مكانتها والتقدم نحو مراكز أكثر تميزا في المستقبل. فالنجاح في الوصول إلى هذه المرتبة ليس نهاية المطاف، بل بداية لمسار يتطلب استمرار العمل على التطوير والتحديث الدائم لاستراتيجيات الجامعة وتوجهاتها الأكاديمية والبحثية. إن الجامعة مدعوة لمواصلة تعزيز بيئة التعليم والبحث العلمي، وتوسيع نطاق التعاون الدولي، وتحفيز الابتكار، مع التركيز على بناء قدرات الكوادر البشرية وتلبية احتياجات المجتمع وسوق العمل بفعالية.

 

أيضا يستلزم ذلك تبني أساليب تعليمية حديثة، والاستفادة من التقنيات الرقمية، وتنمية الشراكات مع القطاعات الحكومية والخاصة لدعم البحث التطبيقي وتحقيق التنمية الوطنية. بهذا النهج المستدام، تستطيع جامعة نزوى أن تعزز حضورها ومكانتها في المشهد العلمي والتعليم العالي على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي؛ مما يضمن استمرار إسهاماتها الفاعلة في تحقيق أهداف رؤية عمان 2040 وبناء مستقبل معرفي زاهر للوطن.

 

وإذ يعد الاستثمار المستدام في قطاع البحث العلمي أحد المرتكزات الأساسية لنجاح جامعة نزوى وتقدمها المستمر على الصعيدين المحلي والدولي، حرصت الجامعة على تطوير تخصصاتها وبرامجها الأكاديمية لتصل إلى 105 تخصصات تغطي مختلف الدرجات العلمية، مما يعكس رؤيتها الشاملة في توفير تعليم متكامل ومتعدد التخصصات يلبي احتياجات المجتمع وسوق العمل. إلى جانب ذلك، توفر الجامعة دعما مباشرا وغير مباشر للطلبة من طريق مراكز خدمية ومقصورات فنية متقدمة تُمكنهم من الانخراط الفعال في البحث العلمي والتطوير المعرفي.

 

21 عالما في قائمة ستانفورد

ويأتي إدراج 21 من علماء الجامعة ضمن قائمة جامعة ستانفورد لأفضل 2% من العلماء على مستوى العالم لعام 2025م؛ ليشكل إنجازا علميا بارزا يضاف إلى سجل الجامعة الحافل بالنجاحات الدولية والإقليمية في مجالات البحث والاستشهاد العلمي. هذا الإنجاز يؤكد ريادة الجامعة في بناء كوادر بحثية متميزة، ويعزز من سمعتها في المشهد الأكاديمي العالمي، مما ينعكس إيجابيًا على تصنيفاتها الدولية ويدفعها لمواصلة تطوير استراتيجياتها الأكاديمية والبحثية لتحقيق مزيد من التقدم والريادة.

 

في حين، حلت جامعة نزوى في صدارة المؤسسات الأكاديمية في سلطنة عمان ضمن نتائج مؤشر Nature Index لعام 2025م؛ مما يعزز مكانة الجامعات العمانية في المؤشرات العالمية، ويرفع تصنيفها في المجالات البحثية والأكاديمية، إذ حازت الجامعة على المرتبة الأولى في مؤشر التصنيف بمعدل بلغ 4.10 لعام 2024 مقارنة بـ 2.56 في 2023، مسجلة نموًا بنسبة 38%، وهو أعلى معدل نمو بين المؤسسات العمانية المدرجة في قائمة مؤشر Nature Index لعام 2025م. 

 

ويعتمد مؤشر Nature Index على بيانات النشر في أبرز المجلات العلمية العالمية، وذلك في الفترة من 1 يناير إلى 31 ديسمبر 2024، وهو ما استطاعت الجامعة أن تراهن عليه بتشجيع الأكاديميين والباحثين ودعمهم وتمكينهم من أدوات النشر في مختلف المجلات والإصدارات العلمية المعروفة. والمحكمة.

 

 ويرجع هذا التقدم اللافت لجامعة نزوى إلى إطلاق مختبرات بحثية متخصصة وامتلاك كفاءات علمية مؤهلة، إضافة إلى التعاون الفعال مع معاهد ومؤسسات بحثية دولية؛ مما عزز قدرتها على النشر في الدوريات العلمية المصنفة عالميا. ويعكس هذا التقدم أيضا الدور المتزايد الذي تلعبه الجامعة في تعزيز البحث العلمي في سلطنة عمان، والإسهام الفاعل في الحراك العلمي إقليميا وعالميا.



جامعة نزوى نموذجًا وطنيًا رائدًا 

في ضوء هذا الزخم من الإنجازات المتعاقبة، تتجلى مكانة جامعة نزوى بوصفها نموذجًا وطنيًا رائدًا في صناعة المعرفة وترسيخ التميز الأكاديمي. فقد استطاعت الجامعة، في عقدين عقدين فقط، أن تنتقل من مشروع وطني طموح إلى مؤسسة ذات حضور عالمي مؤثر، تثبت قدرتها على منافسة أعرق الجامعات في مؤشرات التدريس والبحث والابتكار والتدويل.

 

وتصدّرها للتصنيفات الدولية، وفي مقدمتها تصنيف التايمز للتعليم العالي 2026، ودخولها شرائح متقدمة في تصنيفات QS وNature Index، لم يأتِ من فراغ؛ بل هو ثمرة رؤية استراتيجية واضحة، وبيئة بحثية محفزة، وحوكمة رشيدة، واستثمار واعٍ في رأس المال البشري. ومع كل خطوة تخطوها الجامعة نحو العالمية، يتعزز أثرها في بناء منظومة تعليم عالٍ عُمانية أكثر تنافسية، تسهم في دعم الاقتصاد المعرفي، وترفد المجتمع بكفاءات قادرة على الابتكار والاستجابة لمتطلبات المستقبل. وهكذا، لا تمثل هذه الإنجازات محطة وصول، بل بوابة لانطلاقة جديدة تواصل فيها جامعة نزوى دورها الريادي في خدمة الوطن، مستندة إلى إرثٍ راسخ وطموحٍ لا يهدأ، لتظل منارًا للعلم، وعنوانًا للريادة، وركنًا أصيلًا في مسيرة عُمان نحو آفاق رؤية 2040.

 

إرسال تعليق عن هذه المقالة