كلية العلوم الصحية: تطلعات ورؤى تواكب سوق العمل الصحي
الدكتور أحمد الخروصي العميد المشارك وأستاذ مساعد في مدرسة التأهيل والعلوم الطبية بجامعة نزوى لـ "إشراقة":
استحدثت تخصصات نوعية منها العلاج الوظيفي، والعلاج الفيزيائي، وأمراض النطق اللغة، وبرنامج خدمات الطوارئ الطبية، والعلاج التنفسي
نعمل في كلية العلوم الصحية على ترسيخ مكانتها العلمية استجابةً لمتطلبات سوق العمل
رؤية الكلية في تأهيل كوادر صحية متميزة تنسجم مع أهداف رؤية عُمان 2040 بتحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بجودة الحياة
نعمل على التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية قبل طرح أي برنامج جديد، لضمان مواءمته مع احتياجات القطاع الصحي
ارتفاع أعداد الطلبة في الكلية يعكس البيئة التعليمية المتنوعة والمنفتحة والسمعة الأكاديمية المرموقة للجامعة محليا ودوليا
حرر المادة للنشر: نور سامي.
قال الدكتور أحمد الخروصي، العميد المشارك وأستاذ مساعد في مدرسة التأهيل والعلوم الطبية بجامعة نزوى، إن الإنجازات بجامعة نزوى تتتابع بشكل ملحوظ في خطوة تُعد إضافة نوعية للقطاعين الأكاديمي والصحي، إذ إن كلية العلوم الصحية بجامعة نزوى استحدثت تخصصات نوعية منها: العلاج الوظيفي، والعلاج الفيزيائي، وأمراض نطق اللغة، وبرنامج خدمات الطوارئ الطبية، والعلاج التنفسي بمختلف الدرجات مثل الدبلوم والبكالوريوس، التي تهدف إلى رفد المجتمع بكوادر مؤهلة تسهم في تطوير الخدمات الصحية.
وأكد الدكتور أحمد الخروصي أنّ الكلية تقوم بدور رائد في تعزيز الكفاءة المهنية في الميدان الطبي بمصادر بشرية وعقول مفكرة قادرة على مواكبة التطورات الصحية والبحث العلمي.
وقال في تصريح لـ (إشراقة): "تسعى كلية العلوم الصحية إلى ترسيخ مكانتها كونها مؤسسة رائدة في التعليم الصحي انطلاقاً من رؤية رائدة بطرح برامج أكاديمية حديثة تستجيب لمتطلبات سوق العمل الوطني والإقليمي، وتغطية حاجة السوق المتزايدة إلى تخصصات طبية متقدمة تواكب تطورات العصر العلمية، وتسهم في إعداد جيل من الخريجين القادرين على خدمة المجتمع بكفاءة".
وأكد الدكتور الخروصي ذلك بقوله: "هذه الجهود تعكس رؤية الكلية الهادفة إلى تأهيل كوادر صحية متميزة تسهم في تحقيق أهداف رؤية عُمان 2040؛ بتحسين جودة الخدمات الصحية والارتقاء بجودة الحياة في المجتمع العُماني".
منهجية البناء
وبين بأن كلية العلوم الصحية تعتمد منهجية علمية في إنشاء البرامج؛ لذا قائل: "تتبنّى الكلية منهجاً دقيقاً ومدروساً في استحداث البرامج الجديدة، يقوم على سلسلة من الخطوات المتكاملة التي تشمل مراحل عدة".
ووضح بشكل دقيق لما يدور بقوله: "المرحلة الأولى: تحليل احتياجات سوق العمل من طريق التواصل مع الجهات ذات العلاقة، مثل: وزارة الصحة، والمؤسسات العسكرية والأمنية، والمدينة الطبية، ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار؛ لتحديد المجالات الصحية التي تشهد طلباً متزايداً على الكفاءات الوطنية؛ لتأتي المرحلة الثانية وهي جمع وتحليل البيانات الإحصائية التي تشمل دراسة شاملة لتقدير الاحتياجات الحالية والمستقبلية، بالإضافة إلى احتياجات الإحلال الوظيفي لِاستبدال الكوادر الوافدة بالعُمانية المؤهلة. والمرحلة الثالثة تُعنى بتقييم الجدوى الأكاديمية والاقتصادية. ودراسة شاملة لتقدير تكاليف البرنامج من حيث الموارد البشرية والتعليمية، مع تحديد الفترة الزمنية اللازمة لاستيعاب مخرجات البرنامج في سوق العمل من خمس إلى عشر سنوات".
معايير لبرامج تعليمية حديثة
وأشار الدكتور أحمد الخروصي إلى أنهم يعملون في كلية العلوم الصحية على العديد من العوامل الرئيسة التي يجب الأخذ بها بعين الاعتبار قبل اعتماد أي برنامج جديد مثل: إعداد الكوادر الوطنية العاملة في التخصصات الصحية داخل القطاعين الحكومي والخاص، والمؤهلات والكفاءات المطلوبة في المجال المستهدف، والبرامج المماثلة المطروحة في سلطنة عُمان والدول المجاورة، والموارد التعليمية المشتركة من معامل وتجهيزات أكاديمية والبحث عن خطط لاستدامة هذه البرامج.
الجدير بالذكر أن يكون مبدأ الاستدامة ضمن الأولويات، إذْ صرَّح بِخطتهم الحالية لتجهيز مركز تأهيل متطور يُعد منصة متكاملة لتدريب الطلبة وتقديم خدمات علاجية وتأهيلية للمجتمع، بالإضافة إلى دعم البحوث التطبيقية وتطوير الممارسات العلاجية.
إحصائيات ووثائق
وبناء على الاحصائيات الأخيرة استناداً إلى ما ذكره الدكتور أحمد، شهدت الكلية في الأعوام الأخيرة نموًا ملحوظًا في أعداد الملتحقين ببرامجها المختلفة، إذ ارتفعت نسبة التسجيل بين عامي 2022 و2025 بما يتراوح بين 30% و40% سنويًا. وتشير البيانات بالتحاق أكثر من 1700 طالب وطالبة من بينهم 70 طالباً دولياً يمثلون ثماني جنسيات مختلفة؛ مما يعكس البيئة التعليمية المتنوعة والمنفتحة التي تميز الكلية وتثري تجربة الطلبة الأكاديمية والثقافية... ويعزى ذلك إلى تنوع التخصصات المطروحة والسمعة الأكاديمية المرموقة التي تتمتع بها الجامعة على المستويين المحلي والدولي.
وأوضح أن حرص الكلية على بناء شراكات فاعلة مع المؤسسات المعنية بتوظيف الكوادر الصحية من الخطوات المتبعة والمهمة، إذ يأتي التنسيق المسبق مع الجهات الرسمية قبل طرح أي برنامج جديد؛ لضمان مواءمته مع احتياجات القطاع الصحي. وتُنظّم برامج تدريبية عملية للطلبة بالتعاون مع المستشفيات والمراكز الصحية، إلى جانب تأهيل المشرفين السريريين على أحدث أساليب التدريب والتقييم لضمان جودة المخرجات التعليمية. وكذلك يتم التعاون مع مؤسسات دولية لتدريب الطلبة في بعض الجوانب السريرية".
دعم المتعلمين
وفيما يتعلّق بالتسهيلات المالية المقدّمة للطلبة المستحقين بحسب ظروفهم الاجتماعية ومستوياتهم الأكاديمية، أوضح الدكتور أحمد الحراصي أن صندوق دعم المتعلمين (معين) يتولّى دراسة كل حالة على حدة، بما يضمن تحديد نسبة الخصم الملائمة لكل طالب. وأضاف أنّ الكلية تتيح كذلك فرص الاستفادة من برنامج إسناد بوصفه رافدًا ماديًا داعمًا للطلبة، وفي الوقت نفسه منصة لتعزيز خبراتهم المهنية وتلبية متطلبات البرامج الأكاديمية.