جناحها يعرض مشاريع بحثية وريادية في تقنيات المختبرات
جامعة نزوى تشارك شريكا علميا في المؤتمر الدولي الخامس لتقنيات المختبرات "LabTech 2025" بجازان
الأستاذ الدكتور رئيس الجامعة يؤكد في محاضرة رئيسية بعنوان "نظرة في مسيرة إنماء جامعة ريادية... جامعة نزوى أنموذجًا"
خيار التحول إلى جامعة ريادية أضحى بديلاً لا غنى عنه لجامعات المستقبل
شاركت جامعة نزوى في فعاليات المؤتمر الدولي الخامس لتقنيات المختبرات LabTech، الذي تنظمه جمعية جازان للكيمياء الصناعية في جامعة جازان بالمملكة العربية السعودية، في الفترة من 17 إلى 19 نوفمبر 2025م.
وتأتي مشاركة الجامعة كونها شريكا علميا في فعاليات المؤتمر والمعرض المصاحب الذي رعى فعالياته صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن عبدالعزيز بن محمد بن عبدالعزيز، أمير منطقة جازان، بمشاركة أكثر من 40 جهة من كبرى الشركات الوطنية والدولية في مجالات المختبرات والطاقة والبتروكيماويات؛ من أبرزها أرامكو السعودية وشركاتها التابعة، إلى جانب جامعات ومراكز بحثية إقليمية ودولية عرضت أحدث تقنيات التحليل المخبري، وأنظمة الذكاء الاصطناعي، وحلول إدارة المختبرات الرقمية، ومن بينها مركز أبحاث العلوم الطبيعية والطبية.
وقدم الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة، محاضرة رئيسية بعنوان: "نظرة في مسيرة إنماء جامعة ريادية… جامعة نزوى أنموذجًا"، تطرق فيها إلى اهتمام الجامعات منذ نشأتها بمحورين متلازمين وهما: التعليم والتعلّم، والبحث العلمي والابتكار، ثم أُضيف محور ثالث في القرنين الماضيين يتمثل في خدمة المجتمع. غير أنّ العقود الخمسة الماضية شهدت بروز محور رابع، هو الريادة والاستدامة؛ ليولد بذلك الجيل الرابع من جامعات المستقبل.
وتحدث الأستاذ الدكتور في محاضرته عن أهمية التحول إلى مفاهيم الجامعات الريادية، إذ تزداد متطلباتها من جودة البرامج، وتكاليف التشغيل، وتمويل مشاريع البحث العلمي والابتكار، وتطوير المرافق والخدمات، مع شدّة التسابق والمنافسة بما يتوافق مع متطلبات التصانيف والمؤشرات المختلفة وتناقص التمويلات العامة؛ لذا فإن خيار التحول إلى جامعة ريادية أضحى بديلاً لا غنى عنه لجامعات المستقبل.
وقال: "إن اللجنة التأسيسية لجامعة نزوى أدركت أهمية هذا المحور منذ انطلاقتها، فجاءت الرؤية كمنارة علم ورشاد، ووضعت ذلك في رسالتها وتوجهاتها المستقبلية، واستطاعت بذلك أن تتكيف وتتفاعل مع مختلف التحولات".
وتناول الأستاذ الدكتور رئيس جامعة نزوى في محاضرته كيفية ممارسة الجامعة للمفاهيم الريادية، فَعرض مجموعة من التوجهات التي تتمثل في نشر الثقافة الريادية وتمكينها بالتدريب والممارسة، واعتماد مساق إلزامي لطلبة المرحلة الجامعية في ريادة الأعمال، وإنشاء مركز ريادة الأعمال في الجامعة، إلى جانب إيجاد بيئة مثلى لخدمة طلبتها في تبني مفاهيم ريادة الأعمال وممارستها (مقصورات حرفية، حاضنات أعمال، مسرعات أعمال، وشركات طلابية).
وتطرق رئيس الجامعة أيضًا إلى اهتمام الجامعة بالريادة المجتمعية، فأشار إلى أن هذا الجانب يقوم على ستة مجالات: تقديم العون لطلابها من خلال صندوق معين، وتقديم العون المادي للمجتمع، ودعم الأساتذة والطلبة لتقديم خدمات للمجتمع، ودعم العمل التطوعي، وبناء القدرات بالتدريب، وتقديم الاستشارات الفنية للمجتمع. أما الريادة الابتكارية فأشار إلى أنها تقوم على بناء منظومة متكاملة للبحث العلمي والابتكار (بيئة بحثية متينة، تقديم الدعم البحثي، تقديم الاستشارات العلمية، الاستثمار في المعرفة وتحويلها إلى خدمات ومنتجات ذات قيمة مضافة). فيما ركزت الريادة الاستثمارية على إيجاد صندوق جامعة نزوى الاستثماري.
وعرض الأستاذ الدكتور في محاضرته العديد من الجوانب التي تبنتها الجامعة في رؤيتها منذ نشأتها في العام 2004م.
وفي الجانب الآخر، شاركت الجامعة في المعرض المصاحب للمؤتمر بجناح خاص قدم نبذة عن البيئة البحثية للجامعة وأبرز مشاريعها العلمية، إلى جانب عرض إنجازاتها الأكاديمية والبحثية. وقد شكل المعرض فرصة لبحث آفاق التعاون وتبادل الخبرات مع الجامعات والمؤسسات الأكاديمية والصناعية في المنطقة.
وقالت رئيسة المؤتمر الدكتورة هند بنت عبدالله الجهنية إن أهمية النسخة الحالية التي تُقام تحت شعار "الابتكار في تقنيات المختبرات… الارتقاء بالجودة والكفاءة والخبرة" تكمن في جمع نخبة من الخبراء عبر جلسات رئيسية وورش عمل وحوارات علمية تُسهم في تبادل المعرفة وتعزيز التعاون ومواكبة التطور التقني، إلى جانب معرض متخصص يعرض أحدث الابتكارات في تقنيات المختبرات.
وتضمن البرنامج العلمي للمؤتمر جلسات متخصصة، وعروضًا تقديمية، وورش عمل ركزت على محاور حيوية مثل: الأتمتة، والروبوتات، والذكاء الاصطناعي، والنانوتكنولوجيا. وأتاح المعرض للمشاركين فرصة لاستكشاف أحدث الابتكارات وتوسيع آفاق التواصل والتعاون في هذا القطاع الحيوي.
وشهد اليوم الأول عقد الجلسة الافتتاحية التي ضمّت متحدثين رئيسين من جهاتٍ بحثية وصناعية وأكاديمية دولية، تناولوا في أوراقهم التوجهات الحديثة في تقنيات المختبرات، ودور البحث العلمي في دعم الصناعات البتروكيماوية والطبية، إلى جانب عرض تجارب في تطوير المواد المتقدمة، والبحث السريري، والبحوث التطبيقية في مجال الطاقة.
وعُقدت ثلاث جلسات شملت برنامج تمكين المرأة، وجلسة "التطورات الحديثة في التقنيات التحليلية"، وجلسة "توظيف الذكاء الاصطناعي وإدارة معلومات المختبر".
واستُكملت الجلسات بنقاشات علمية في علوم الهيدروكربونات وعلوم المواد واتجاهات المحاكاة والتنبؤ بالبيانات، شملت موضوعات عن تحسين إنتاج وقود الديزل منخفض الكبريت، ودراسة تأثير اللدائن الدقيقة والنانومترية في البيئة، واستشراف مستقبل الأغذية ثلاثية الأبعاد، وتحسين أداء أجهزة التحليل في المختبرات، في مشهد يعكس تنوع الطرح العلمي وثراء محاور المؤتمر.