سوار ذكي من طالبات جامعة نزوى يعيد الأمل لمرضى الزهايمر
جهينة التوبية: "واجهنا تحديات تقنية كثيرة، لكن دعم الجامعة جعل الحلم واقعًا ملموسًا"
الزيدية: "مشاركتنا في الملتقيات العلمية منحتنا الثقة لصناعة الفرق في مجال الابتكار الصحي"
في مبادرة علمية مبتكرة تعكس روح الإبداع والمسؤولية الاجتماعية، طوّرت الطالبتان جهينة بنت خلفان التوبية وشذى بنت راشد الزيدية من كلية الاقتصاد ونظم المعلومات بجامعة نزوى نموذجًا أوليًا لـ "سوار ذكي لمتابعة مرضى الزهايمر"، يجمع بين التقنية والإنسانية في آنٍ واحد؛ ليكون وسيلة حديثة لمساندة المرضى وأسرهم عبر متابعة حالتهم الصحية ومواقعهم لحظيًا، باستخدام تطبيق إلكتروني مرتبط بالسوار.
وتقول الطالبتان: "الابتكار جاء في وقت تتزايد فيه الحاجة إلى حلول ذكية تُسهم في تحسين جودة حياة كبار السن ومرضى الزهايمر؛ لما يعانونه من فقدان للذاكرة وصعوبة في التعرّف على الأماكن أو الأشخاص؛ مما يجعل مراقبتهم والعناية بهم تحديًا يوميًا لعائلاتهم. وقد لاقى المشروع اهتمامًا واسعًا عند عرضه في الملتقى العلمي العالمي (MILSET Expo Sciences International – ESI 2025)، الذي استضافته العاصمة الإماراتية أبوظبي في الفترة من 27 سبتمبر إلى 3 أكتوبر 2025م، ضمن مشاركة وفد سلطنة عُمان الممثل لعدد من المؤسسات التعليمية".
تقول جهينة التوبية: "مشروع السوار يجمع بين تطبيق إلكتروني وسوار ذكي، ويهدف إلى تحسين جودة الرعاية الصحية المقدمة لمرضى الزهايمر، وتمكين ذويهم من متابعتهم بصورة دقيقة وآمنة، والسوار يعتمد على مستشعرات متقدمة لقياس المؤشرات الحيوية، مثل: نبضات القلب ودرجة الحرارة ومستوى النشاط البدني، إضافة إلى خاصية تحديد الموقع الجغرافي (GPS)، التي تمكن الأسرة أو الجهات الطبية من معرفة موقع المريض في الوقت الفعلي، وإرسال تنبيهات فورية عند رصد أي تغيّر صحي أو ابتعاد المريض عن نطاق الأمان المحدد".
في حين تضيف التوبية: "فكرة المشروع انطلقت من ملاحظة التحديات التي تواجه أسر مرضى الزهايمر في متابعة حالاتهم اليومية، خصوصًا مع ما يتعرض له المرضى من فقدان للذاكرة أو صعوبة في التعرّف على الأماكن. ومن هذا المنطلق جاءت الفكرة لتقديم حل تقني إنساني يسهم في رعاية المرضى بطريقة تحفظ كرامتهم وتخفف من أعباء ذويهم".
وتشير جهينة التوبية إلى أن المشروع لا يقتصر على الجانب التقني فحسب، بل يهدف إلى تعزيز التواصل الإنساني بين المريض وأسرته من طريق إشعارات ذكية تتيح لهم الاطمئنان المستمر على حالة المريض دون تدخّل مباشر.
وأشارت إلى أن الفريق واجه في أثناء مراحل التصميم والتطوير عددًا من التحديات التقنية، أبرزها: دمج المستشعرات الدقيقة بطريقة مريحة للمريض، وتصميم واجهة استخدام سهلة وبسيطة تناسب كبار السن. غير أن الدعم الذي تلقيناه من جامعة نزوى، ممثلة في مركز الابتكار وريادة الأعمال والمشرفين الأكاديميين، أسهم في تجاوز تلك الصعوبات وتحويل الفكرة إلى نموذج أولي فعّال أثبت جدارته عند العرض في الملتقى.
أما شذى الزيدية، فتوضح أن السوار يعتمد على منظومة تقنية متكاملة تربط بين الأجهزة الذكية وقواعد البيانات الطبية، بما يمكّن الأطباء من تحليل البيانات المسجلة وتحديد الأنماط الصحية للمريض. وتسعى الطالبتان إلى تطوير المشروع بإدخال خوارزميات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات واستشراف الحالات الطارئة قبل وقوعها، ما يجعل السوار أداة استباقية في الرعاية الصحية.
وأضافت: "الفضل في نجاح تجربتهما يعود إلى البيئة الجامعية الداعمة التي وفرتها جامعة نزوى؛ بإشراك الطلبة في مشاريع بحثية تطبيقية وتوفير منصات علمية تسهم في تنمية قدراتهم في مجالات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والفنون والرياضيات (STEAM). أيضًا تشجيع الجامعة للمشاركة في الملتقيات والمؤتمرات الدولية يعكس رؤيتها في إعداد جيل من الباحثين والمبتكرين القادرين على الإسهام في التنمية الوطنية".
وترى الزيدية أن هذه المشاركة الملتقيات العلمية المحلية والخارجية مكّنتهما من اكتساب مهارات جديدة في العرض العلمي والتواصل البحثي وتطوير النماذج الابتكارية، إلى جانب تعزيز ثقتهما في قدرتهما على تمثيل الجامعة وسلطنة عُمان في محافل علمية عالمية. وتخططان حاليًا لتوسيع نطاق المشروع بالتعاون مع جهات صحية محلية لتجربة السوار ميدانيًا وتحسين أدائه قبل الانتقال إلى مرحلة التسويق التجاري؛ بما يسهم في دعم منظومة الرعاية الصحية في عُمان.
وتعد مشاركة الطالبتين في هذا الملتقى العالمي أنموذجًا مشرفًا لنجاح طلبة جامعة نزوى في توظيف التقنيات الحديثة لخدمة الإنسان، وترجمة المعارف الأكاديمية إلى تطبيقات واقعية ذات أثر اجتماعي وإنساني. ويجسد مشروع السوار الذكي لمتابعة مرضى الزهايمر رؤية الجامعة نحو ترسيخ ثقافة الابتكار، ودعم البحث العلمي التطبيقي الذي يعالج التحديات المجتمعية بوسائل علمية وتقنية متقدمة، تأكيدًا لمكانة الجامعة كونها مؤسسة رائدة في التعليم والإبداع والبحث العلمي على المستويين المحلي والدولي.