السنة 20 العدد 194
2025/11/14

على هامش الملتقى الطلابي الإبداعي العربي

الطلاب العرب يجتمعون على منصة الإبداع بجامعة نزوى لتقييم بحوثهم العلمية والفكرية



انطلقت يوم الإثنين الموافق 3 نوفمبر 2025 في جامعة نزوى جلسات تحكيم الأبحاث المشاركة في الملتقى الطلابي الإبداعي العربي، الذي استضافته الجامعة في الفترة من 1 إلى 6 نوفمبر الجاري، تحت شعار: "الفرص والتحديات أمام المؤسسات التعليمية في ظل التطورات التكنولوجية". ونُظَّم الملتقى بالتعاون مع المجلس العربي لتدريب طلبة الجامعات العربية، بمشاركة أكثر من 60 طالبًا وباحثًا يمثلون 36 جامعة عربية من مختلف الدول، بواقع 15 بحثًا في كل محور من محاور الملتقى الأربعة.

 

تأتي جلسات التحكيم كونها إحدى أبرز محطات الملتقى، إذ تمثل مساحة علمية لعرض نتاجات الطلبة العرب ومناقشتها أمام لجان أكاديمية متخصصة تضم نخبة من الأساتذة والخبراء. وقد ركزت الجلسات على تقييم جودة الأبحاث وابتكاراتها ومدى ارتباطها بموضوعات التطور التقني والتحول الرقمي في التعليم والمجتمع، في خطوة تهدف إلى تحفيز الطلبة على المضي في مسارات البحث والإبداع العلمي والفكري. 

 

تناولت الجلسات أربعة محاور رئيسة تم تقسيمها على مدى يومين، وكان أولها محور الإبداع والابتكار العلمي، الذي تضمن خمسة عشر بحثا تناولت موضوعات في مجالات الطب والصحة العامة، من بينها مشاريع لمعالجة الأمراض المزمنة والمعدية مثل السكري وسرطان الثدي والالتهاب الكبدي، إلى جانب دراسات في إدارة النفايات الطبية الصلبة. وعرض الطلبة أفكارًا مبتكرة عن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين كفاءة الممرضين في استخدام الأدوية، وتجربة علمية عن استخدام الحبار في معالجة كسور العظام. وقد شاركت في هذا المحور جامعات من سلطنة عُمان، والأردن، وفلسطين، والعراق، واليمن، وليبيا، ومصر.

 

أما محور البحث العلمي في العلوم الإنسانية فقد عرض خمسة عشر بحثًا ركزت على أثر التطورات التكنولوجية في منهجيات البحث الحديثة، إلى جانب دراسات عن استخدام الروبوتات النفسية الذكية في تقدير الذات والهوية الرقمية لدى الطلبة، ودور القيادة في تعزيز الصحة التنظيمية في بيئات العمل الأكاديمية. وتناولت أيضًا بعض الأبحاث أثر التحول الرقمي في جودة التعليم التقني، وأثر تقنيات الواقع الافتراضي في تحسين الصحة النفسية والمزاج لدى الطلبة. وشاركت في هذا المحور جامعات من العراق، واليمن، والأردن، ومصر، والإمارات، وسوريا، وسلطنة عُمان، وفلسطين.

 

وفي محور التوجهات الحديثة في تكنولوجيا المعلومات، ناقشت لجان التحكيم خمس عشرة ورقة بحثية تضمنت دراسات تطبيقية عن دور الذكاء الاصطناعي في الحد من كراهية الأديان على مواقع التواصل الاجتماعي، وأبحاثًا متقدمة في محركات تتبع المسار وتوليد الإجراءات في الرسوميات الحاسوبية، إضافة إلى أبحاث في الكشف عن أخطاء التجويد باستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

 

وتضمنت الأبحاث مشروعات عن الإطار الذكي المضاد للطائرات دون طيار باستخدام YOLO 12 وتقنيات التشويش، وخوارزميات تشفير خفيفة الوزن لتعزيز أمن البيانات، ودراسات عن دور الذكاء الاصطناعي في التعليم الطبي. وقد شاركت في هذا المحور جامعات من الأردن، والعراق، ومصر، وفلسطين، واليمن، وليبيا، وسلطنة عُمان.

 

وفي محور الإبداع الفني والأدبي، قدم المشاركون خمسة عشر بحثًا جمع بين الفن والتكنولوجيا، إذ تناولت الأبحاث قضايا معاصرة مثل الرمزية في الرسوم المتحركة الهجينة كونها أداة لتجاوز القيود الرقمية على المحتوى الفلسطيني، ومواقف الطلبة من النصوص الأدبية المؤلفة بالذكاء الاصطناعي، إضافة إلى دراسات عن التعليم الإبداعي في تصميم الأزياء في ظل التطورات التكنولوجية، ودور التصميم الجرافيكي في تعزيز عملية التعلم في ظل التحول الرقمي.

 

وتضمنت الأوراق أعمالًا فنية معبّرة أبرزها: "الصحفي الشهيد والعدسة الشاهدة"، التي توثق استهداف الصحفيين في غزة، و"عقول تتعلم بأعينها" التي تبحث في دمج الفن بالتكنولوجيا في بيئات التعليم الحديث. وشاركت في هذا المحور جامعات من فلسطين، وسلطنة عُمان، والأردن، والإمارات، والعراق، ومصر.

 

وأكدت لجان التحكيم أن الأبحاث المشاركة هذا العام أظهرت مستوى متميزًا من الإبداع والجدية البحثية، وعكست قدرة الطلبة العرب على توظيف التقنيات الحديثة لخدمة مجتمعاتهم وتعزيز جودة التعليم والبحث العلمي.

 

وأشادت اللجان بتنوع الموضوعات وثراء التجارب التي قدّمها الطلبة من مختلف التخصصات، مشيرة إلى أن هذا الملتقى يشكل منصة علمية عربية لتبادل المعرفة وبناء جسور التعاون الأكاديمي بين الجامعات. 

 

من جانبها، أوضحت الأمانة العامة للملتقى أن نتائج التحكيم ستعلن في ختام الفعاليات يوم الخميس 6 نوفمبر 2025م، إذ ستُكرَّم الأبحاث الفائزة وأفضل العروض التقديمية؛ تقديرا لجهود الطلبة في دعم مسيرة الإبداع الطلابي العربي، وتعزيز مكانة الجامعات العربية في ميادين البحث والتطوير.

إرسال تعليق عن هذه المقالة