وداعاً أيها الصديق العزيز: إلى جنة الخلد البروفيسور إبراهيم الطيب
بقلوب مؤمنة بقضاء الله وقدره ننعى عالماً جليلاً وأستاذاً قديراً وصديق عمر عزيز؛ البروفيسور إبراهيم الطيب، الذي انتقل إلى جوار ربه بدولة الإمارات العربية المتحدة في يوم الاثنين الموافق 15 سبتمبر 2025م.
برحيله، فقدنا قامة شامخة في سماء الرياضيات، ورجلاً لم يكن مجرد مُعلم، بل صانع أجيال. لقد كان الفقيد مثالًا للعطاء المتفاني في رحاب الجامعات، سواء في موطنه السودان أم في سلطنة عمان التي أحب وأخلص لها.
مسيرة علم وحياة كريمة
كانت مسيرة الفقيد الأكاديمية مشعة بالتميز:
-
حاز درجة البكالوريوس بمرتبة الشرف الأولى الخاصة من جامعة لندن.
-
نال درجة الدكتوراة من جامعة نيوكاسل.
-
عاد إلى الخرطوم عام 1972م، حيث بدأت صداقة عميقة، لم تزدها الأيام إلا رسوخاً وقوة.
لقد عرفنا فيه إنساناً طيب المعشر، عظيم الخُلق، متحلياً بأسمى القيم، ومُتفانياً في خدمة العلم. صفاته النبيلة كانت توازي قدراته العلمية المتميزة، فكان يضيء قاعة الدرس بغزارة علمه وعلو أدائه معلما ومربيا.
إرثٌ خالدٌ في الأكاديميا
تقلّد البروفيسور إبراهيم الطيب مناصب قيادية مؤثرة في المؤسسات التي عمل بها:
-
ترأس قسم الرياضيات بجامعة الخرطوم.
-
شغل منصب أول عميد مدرسة العلوم الرياضية في جامعة الخرطوم.
-
انتقل ليقود قسم الرياضيات والإحصاء بجامعة السلطان قابوس أعواما عدة.
-
احتضنته جامعة نزوى عضوًا في لجنتها الأكاديمية التأسيسية، وظل عضوًا فاعلًا في مجلسها الأكاديمي، ومستشاراً وأستاذاً بعد تقاعده.
أثمرت جهوده؛ فقاد طلبته نحو النجاح، إذ تبوؤوا أرفع المناصب، وواصل كثير منهم باحثين وأساتذة في أعرق الجامعات في العالم.
إنجازات بحثية متميزة
لم يقتصر إسهام الفقيد على التعليم والتعلم، بل امتد إلى فضاء البحث العلمي، إذ نُشرت أبحاثه الرائدة في المجلات العلمية المرموقة عالمياً. واحتفت به المحافل الدولية نظير غزارة وأصالة بحوثه، فنال التكريم وأرقى الجوائز:
-
جائزة أكاديمية العالم الثالث للعلوم عام 1995م.
-
جائزة الدول الإسلامية في الرياضيات لعام 2007م.
-
كرمته أكاديمية إدنبره الملكية باختياره زميلًا مراسلاً لها، وهو شرف رفيع.
-
كما كان ضيفاً ومتحدثاً رئيساً في العديد من المؤتمرات العالمية الكبرى.
إلى روحك الطاهرة، أيها الصديق الجليل والمعلم الفذ، الذي غاب عن عيوننا جسدًا؛ ولكن عطاءه سيبقى خالداً: يرفد الأهل والأصدقاء والطلبة، ويُثري مجالات البحث العلمي التي أضاءها بنظرياته ونتائجه الأصيلة.
رحم الله الفقيد رحمة واسعة، وأسكنه فسيح جناته مع الصديقين والشهداء، وألهم آله وذويه وطلبته الصبر والسلوان. إنا لله وإنا إليه راجعون.
الأستاذ الدكتور/ محمد عبد المنعم إسماعيل
المستشار الأكاديمي
جامعة نزوى