السنة 20 العدد 193
2025/10/01

شبابها يسطّرون تميّزا في محافل وطنية ...

جامعة نزوى تُضيء سماء الإبداع الوطني بفوز طلبتها في جائزة "نحن عُمان"

 

 

73 مشروعًا طلابيًّا يعبّر عن تنوّع الطاقات الإبداعية في جامعة نزوى

 

الرواحي والفرعي والهاشمي... ثلاث قصص تلخّص الإصرار والتميّز

 

مركز التميز الطلابي: حاضنة المواهب ومحرّك الابتكار الجامعي

 

"نحن عُمان" منصة وطنية تحتفي بعقول الشباب وتستشرف مستقبلهم

 

 استطلاع: إخلاص الحجرية وسندس المعمرية

 

 

يُعَدّ طلبةُ الجامعات من أهمِّ ثمار هذا الوطن، وهم الركيزةُ الأساسية في تطوير مختلف القطاعات الحيوية وتنميتها. وتُعَدّ جائزة "نحن عُمان" إحدى المبادرات الوطنية الهادفة إلى تعزيز قيم المواطنة والانتماء والولاء للوطن في نفوس طلبة مؤسسات التعليم العالي في السلطنة، إذ تسعى هذه الجائزة إلى اكتشاف مواهب الطلبة الجامعيين وصقلها وتنمية قدراتهم وأفكارهم الإبداعية.

 

وانطلاقاً من حرص جامعة نزوى على تشجيع الإبداع الطلابيّ وصقل المواهب الشابة، عمل مركز التميز الطلابيّ على اختيار نخبة من الطلبة المتميزين لتمثيل الجامعة في هذه الجائزة، وهنا كان لنا لقاء مفصل منذ اللحظة الأولى لاختيار البحوث المشاركة في المسابقة وحتى نهاية الحدث بفوز طلبة الجامعة بجوائز عدة في مجالات متنوعة.

 

 

آلية الاختيار

 

 بدأت رحلة المشاركة في جائزة "نحن عُمان" من مركز التميز الطلابي بجامعة نزوى، إذ كانت الأستاذة فاطمة الوحشية حاضرة مع الطلبة خطوة بخطوة، تتابعهم وتوجّههم في مراحل الإعداد والمشاركة. وأوضحت أن مركز التميز الطلابي يُعنى في المقام الأول باكتشاف المواهب الطلابية وصقلها، إذ قالـت: "يلعب المركز دورًا مهمًا في دعم الطلبة الموهوبين بمجموعة من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى تنمية مهاراتهم وتوفير بيئة محفّزة للإبداع". 

 

 

وأضافت أن الجماعات الطلابية تُسهم بدور كبير في اكتشاف المواهب واحتضانها، فيما ينظّم المركز ورش عمل ودورات تدريبية لتطوير مهارات التفكير الإبداعي، والابتكار، والقيادة، والتواصل، ويشجع الطلبة على المشاركة في المسابقات المحلية والدولية بتوفير الدعم الأكاديمي والمادي اللازم لهم.

 

المشاريع المشاركة

 

 تقول الأستاذة فاطمة الوحشية: "بعد الإعلان عن الجائزة تلقّى المركز (73) مشاركة طلابية تنوعت بين الفنية والأدبية والعلمية والثقافية. وبعد عملية فرز دقيقة اختير ثلاثة طلبة لتمثيل الجامعة في أحد محاور المسابقة السبعة، وهي: المجال الفكري، والمجال الأدبي، والمجال الفني، ومحتوى الإبداع الإعلامي، وأهداف التنمية المستدامة، والابتكار الإلكتروني، والعمل التطوعي".

 

وقد جاءت النتائج مشرّفة، إذ حصدت جامعة نزوى مراكز متقدمة في محورين رئيسين، هما: المجال الفكري (مسابقة البحوث العلمية) والمجال الفني؛ ففي المجال الفكري، فاز الطالب سعيد بن أحمد الرواحي بالمركز الأول عن بحثه الموسوم: "إحياء الزخارف الإسلامية من مسجد الأغبري بسمائل على خامة الكرب باستخدام تقنية الطباعة بالاستنسل: دراسة تطبيقية". وحقق الطالب عدي بن عبد الله الفرعي المركز الثالث عن بحثه: "تصوير وتقييم نظام حائط تنفسي". وفي المجال الفني، فاز الطالب أمجد بن خلف الهاشمي بالمركز الأول عن لوحته الفنية بعنوان: "خبز برائحة الذكريات". وتقول الأستاذة فاطمة في ختام حديثها: "نحن فخورون بإنجازات طلبتنا الذين يثبتون في كل مرة أن الإبداع والتميّز سمة طلبة جامعة نزوى. وهذه المشاركات تضيف إلى رصيدهم الأكاديمي والإنمائي، وتُسهم في تعزيز فرصهم المستقبلية".

 

لكل فائز حكاية تستحق أن تُروى

 

يقول الطالب سعيد بن أحمد الرواحي، الفائز بالمركز الأول في المجال الفكري، إن مشروعه البحثي الذي يحمل عنوان "ذاكرة محراب" يجمع بين الجانبين التطبيقي والتنظيري، ويهدف إلى إحياء الزخارف الإسلامية المهجورة في المساجد العُمانية من خلال توظيف خامة كرب النخيل المحلي وتقنية الطباعة بالاستنسل لتقديم رؤية بصرية حديثة. وأضاف: "سعيت إلى قراءة التراث البصري العُماني برؤية معاصرة تربط بين الأصالة والفن الحديث، فالإبداع الحقيقي هو أن نحافظ على روح التراث ونقدّمه بطرق تواكب العصر".

 

وأشار الرواحي إلى أن التحدي الأكبر كان في الموازنة بين الأصالة والتجديد، مؤكدًا أن التجربة كانت محطة فارقة في مسيرته الفنية والمعرفية. كذلك أوضح أنه يسعى إلى توظيف فكرة المشروع في المجال التربوي لتعزيز الهوية البصرية لدى الطلبة وتنمية مهاراتهم الإبداعية. وختم قائلًا: "كانت لحظة الفوز لحظة فخر وامتنان؛ إذ شعرت بأن التراث العُماني يستحق أن يُقدَّم للأجيال بروح جديدة تعبّر عن الجمال والهوية".

 

عمارة تُحاور المكان والإنسان

 

أما الطالب عدي بن عبد الله الفرعي من كلية الهندسة، والفائز بالمركز الثالث في محور البحوث العلمية، فيقول: "تمحورت فكرة مشروعي في إحياء العلاقة بين الإنسان والمكان من خلال العمارة المستدامة ذات الجذور الثقافية، فهدفتُ إلى تقديم نموذج تصميمي يجمع بين الهوية العُمانية الأصيلة والتقنيات الحديثة في البناء". ويضيف: "جاء المشروع ليترجم مبادئ رؤية عُمان 2040 إلى واقع معماري ملموس، يوازن بين الحداثة والاستدامة". ويؤكد أن خوض هذه التجربة منحه خبرة واسعة في التحليل والعرض والإقناع، كذلك عززت إحساسه بالمسؤولية بوصفه طالبًا يمثل جامعته ووطنه في محفل وطني مهم.

 

ويصف لحظة الفوز بقوله: "كانت لحظة لا تُنسى؛ مزيج من الاعتزاز والامتنان؛ لأنها أكدت لي أن الإبداع حين ينبع من الهوية يصنع أثرًا خالدًا".

 

الفن مرآة الذاكرة العُمانية

 

أما الطالب أمجد بن خلف الهاشمي، الحاصل على المركز الأول في المجال الفني بلوحته "خبز برائحة الذكريات"، فيقول: "كانت لوحتي تعبيرًا صادقًا عن حياة المرأة العُمانية في الماضي، بما تحمله من عادات وتقاليد أصيلة ودور حيوي في المجتمع". ويضيف: "الفوز بالمركز الأول كان لحظة فخر كبيرة وشحنة طاقة إيجابية لمواصلة العطاء، فقد منحني ثقة أكبر بموهبتي، وفتح أمامي آفاقًا جديدة بعد أن بدأت أبيع لوحاتي الفنية وأرسم حسب الطلب". 

 

ويؤكد الهاشمي أن الدعم الذي وجده من جامعة نزوى كان حافزًا كبيرًا للنجاح والمثابرة، مشيرًا إلى أنه يتطلع إلى المشاركة في معارض ومسابقات فنية أوسع مستقبلًا.

 

جائزة تُجسّد الإبداع الوطني

 

تُعدّ جائزة "نحن عُمان" إحدى المبادرات السنوية التي تُشرف عليها وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، وتُوجَّه لمؤسسات التعليم العالي وطلبتها في سلطنة عُمان. وتمثّل الجائزة ترجمةً لرؤية الوزارة في تمكين الشباب وصقل مواهبهم، وإعدادهم ليكونوا قادة فكرٍ وإبداعٍ في المستقبل، من طريق محاورها التي تستشرف طاقات الطلبة وتوجّهها نحو التميّز.

 

وتؤكد جامعة نزوى بمشاركتها الدائمة في هذه الجائزة التزامها برسالتها في دعم الطلبة الموهوبين، وتعزيز قدراتهم البحثية والإبداعية، وصناعة جيلٍ واعٍ قادرٍ على الجمع بين الهوية العُمانية وروح العصر.

إرسال تعليق عن هذه المقالة