الخليل… منبر علمي يتجدّد مع تألق جامعة نزوى في التصنيفات العالمية
محمد الإسماعيلي
في لحظة تلتقي فيها الكلمة بالإنجاز، والعلم بالفخر، تتجدد مسيرة جامعة نزوى على دروب التميّز والمعرفة. ها هي تطلق عددًا جديدًا من مجلة الخليل للدراسات اللغوية والأدبية، شاهدةً على حيوية الفكر وثراء البحث العلمي. ويأتي هذا الإصدار مزدانًا بإنجاز نوعي جديد، مع تألق الجامعة في تصنيفي QS وتايمز العالميين، تأكيدًا لمكانتها بين جامعات الريادة والابتكار.
من نزوى... منبع النور والعلم، تمتد رسالة الجامعة إلى آفاق أرحب، تكتب اسمها بين المتميزين بثقة واقتدار. هكذا تمضي جامعة نزوى، لا تكتفي بالمشاركة في مسيرة العلم، بل تصنع فيها علامات مضيئة، إذ تفتخر بإصدار العدد السابع عشر من مجلة الخليل للدراسات اللغوية والأدبية، المجلة العلمية المحكمة نصف السنوية، التي تمثل منارة للبحث العلمي والابتكار في اللغة والأدب، وتؤكد التزام الجامعة برفع اسهمها في التصنيفات العالمية، وتعزيز مكانتها في المشهد الأكاديمي المحلي والإقليمي والدولي.
يجمع هذا الطرح بين دراسة التراث في أصالته وإبداع الفكر المعاصر في ابتكاره وطرحه للنظريات التطبيقية الحديثة، بين الدقة العلمية وجاذبية الطرح، مسلطًا الضوء على جهود جامعة نزوى في دعم البحث العلمي العربي اللغوي والأدبي، وتعزيز حضورها المعرفي كونها منارة للتميز والإبداع؛ بما يجعلها بحق رائدة في مسيرة الريادة الأكاديمية محليًا وإقليميًا وعالميًا.
ويحمل هذا العدد بين دفتيه سبعة بحوث أصيلة تعكس تنوع الفكر وعمق التحليل، بدءًا من جهود أحمد المتوكل في النحو الوظيفي العربي، إذ أسهم في تطوير النظرية عبر نماذج مبتكرة للجملة ووظائفها الدلالية والتركيبية والتداولية، مرورًا بالاشتقاق اللغوي في كتاب جواهر التفسير للشيخ الخليلي، الذي كشف منهجيات دقيقة لفهم البسملة وأصول الكلمات، وصولًا إلى تحولات المعجم المحلي في لهجات شمال الباطنة، التي رصدت أثر التغيرات الحديثة في اللهجات الزراعية والبحرية بين الأجيال.
وفي البعدين الأدبي والنقدي، تناولت دراسة سيمياء العنوانات في نثر محمود درويش العلاقة بين الشعر والنثر، وكيف جسدت عنواناته هموم الوطن والإنسانية، بينما كشفت ورقة أخرى الخوف المصطنع من كتاب "مثالب الوزيرين" لأبي حيان التوحيدي عن أثر الروايات والتقاليد في وعي القراء عبر التاريخ.
أيضًا يعرض العدد التجديد الفني والدلالي في شعر اللواح الخروصي، موضحًا البنية والأساليب الإبداعية للشاعر، والإيقاع الداخلي في قصيدة معلقة على غافة الدوح للشاعر زاهر بن سعيد السابقي، الذي أبرز الجمالية الصوتية والتوازي التركيبي للنصوص.
وإذ تمضي مجلة الخليل للدراسات اللغوية والأدبية في رسالتها العلمية، فإنها تفتح صفحاتها لكل الباحثين الجادّين؛ ممن يحملون همَّ الفكر ومسؤولية الكلمة؛ لتكون بحوثهم إضافة نوعية تثري المعرفة وتوسّع آفاقها؛ فالمجلة تدعو الأقلام الرصينة والعقول المتجددة إلى الإسهام في مسيرتها العلمية، بإنتاجٍ بحثيٍّ يجمع بين الأصالة والمنهجية والابتكار، إيمانًا منها أنّ الفكر لا يزدهر إلا بتكامل الجهود وتواصل العطاء. إنها دعوة صادقة إلى كل من يرى في البحث العلمي رسالة ومسؤولية، أن يكون جزءًا من هذا المنبر الأكاديمي الذي يصنع من العلم ضوءًا، ومن الحرف أثرًا باقٍ في مسيرة الوطن والمعرفة.