خطوات على الطريق (2)
المكان الذي يشبهك: كيف نَصنع صداقات جامعية حقيقية؟
إعداد: سعود بن ناصر الصقري
لم يكن السؤال بعيدًا عن خاطر الطلبة جميعًا في صباحهم الأول بجامعة نزوى: من سيكون صديقي الأول هنا؟
فبعد أن خفتت رهبة القاعة وهدأت دقات القلب، كان لا بد أن تمتد العين إلى الوجوه الجديدة، وأن تبحث الروح عن ملامح تشبهها في زحمة الغرباء. في الجامعة لا نكتشف الممرات فقط، بل نكتشف أنفسنا من الآخرين.
الجامعة فضاء أوسع من الفصل
في المدرسة، كنا نعرف كل الأسماء تقريبًا. لكن في الجامعة، يتسع العالم على نحو يربك القلب: آلاف من الطلبة، من محافظات مختلفة، لهجات متباينة، تجارب حياتية متنوعة. هنا يبدأ التحدي: كيف أجد مكاني بين هذا التنوع الهائل؟ وكيف أصنع علاقة صادقة تبقى أثرًا لا يزول؟
الصديق مرآة الطريق
الصداقة في الجامعة ليست ترفًا اجتماعيًا، بل جزء من التجربة الأكاديمية نفسها. الصديق الذي يشاركك حضور المحاضرات، يذكرك بموعد الامتحان، يساندك حين تخفق، ويحتفي بك حين تنجح، يصبح شريكًا حقيقيًا في الرحلة. بل إن بعض الصداقات الجامعية تتحول إلى إخوّة ممتدة لأعوام العمر.
في جامعة نزوى، تتاح فرص واسعة لولادة هذه الصداقات: في قاعات الدرس، في المكتبة، في الجماعات الطلابية، أو حتى في ممرات الكليات. كل لقاء عابر يمكن أن يكون بداية لحكاية طويلة.
كيف نَصنع صداقات حقيقية؟
-
الصدق أولًا: لا تبحث عن صديق لتملأ فراغًا اجتماعيًا فقط؛ بل ليكون مرآة تعكس ذاتك.
-
المشاركة: انخرط في الأنشطة، فَالأندية الطلابية والأعمال التطوعية تصنع جسورًا سريعة بين الأرواح.
-
الاختلاف قيمة: لا تبحث عمن يشبهك تمامًا، بل افتح قلبك لمن يختلف عنك في الرأي أو الخلفية؛ ففي التنوع تكمن ثراء التجربة.
-
الاستمرارية: الصداقة لا تُبنى في لقاء واحد، بل عبر مواقف متراكمة تثبت فيها النوايا.
أثر الصداقة في الحياة الجامعية
الدراسة الجامعية ليست سهلة دائمًا. هناك ضغوط الامتحانات، تحديات اللغة، قلق المستقبل. وجود صديق حقيقي يخفف العبء، ويعيد التوازن. أحيانًا يكفي أن يقول لك أحدهم: "أنا معك" لتستعيد شغفك.
كما أن الصداقة تُعيد صياغة الذكريات: فالممر الذي مررت به وحيدًا سيبقى باهتًا، بينما الممر الذي شاركك فيه صديق سيظل محفورًا في القلب.
جامعة نزوى... بيت يتسع للجميع
ما يميز جامعة نزوى أنها ليست مجرد فضاء علمي، بل بيئة إنسانية حاضنة. بين أنشطتها الطلابية، ومبادراتها المجتمعية، يجد الطالب أكثر من فرصة لمد يده إلى الآخر. ومن يمد يده هنا، غالبًا ما يجد يدًا أخرى تنتظره.
في هذا المكان، نفهم أن الجامعة ليست قاعات ودروسًا فقط، بل حياة مشتركة، نكتبها معًا، ونحملها معنا ذكرى أينما ذهبنا.
خاتمة
حين نتذكر سنوات الجامعة بعد مرور العمر، لا نتذكر الامتحانات ولا الدرجات، بل نتذكر تلك الوجوه التي ضحكنا معها، وشاركناها الخوف قبل الفرح. الصديق الجامعي هو الحكاية التي تبقى حين تتلاشى التفاصيل.
وهكذا يمكنك عزيزي الطالب أن تقول: لقد وجدت في جامعة نزوى المكان الذي يشبهك؛ لأنك وجدت فيه الأصدقاء الذين يشبهون روحك.