السنة 20 العدد 193
2025/10/13

تجارب ناجحة وتطلّعات واعدة …

مركز الإرشاد الطلابي: نحو جامعة آمنة نفسيًا ومجتمعٍ أكاديمي متوازن

 

 

لقاء مع الدكتورة محفوظة بنت راشد المشيقرية
مديرة مركز الإرشاد الطلابي – عمادة شؤون الطلاب وخدمة المجتمع

 

 

في ظل ما توليه جامعة نزوى من اهتمام متنامٍ بصحة الطلبة النفسية والاجتماعية والأكاديمية، يبرز مركز الإرشاد الطلابي كونه أحد أهم الدعامات التي تعزز تجربة الطالب الجامعي وتواكب احتياجاته في عالم يتسارع إيقاعه يومًا بعد يوم.
وعن فلسفة المركز ودوره المحوري في خدمة الطلبة، كان لنا هذا اللقاء مع الدكتورة محفوظة بنت راشد المشيقرية، الأكاديمية ومديرة المركز، التي حدثتنا عن مسيرة المركز وإنجازاته وخططه المستقبلية.

 

أولاً: نشأة المركز وأهدافه

س: متى تأسس مركز الإرشاد الطلابي وما أبرز أهدافه؟
تأسس المركز عام 2004م ليكون ذراعًا داعمًا للطالب الجامعي منذ لحظة التحاقه بالجامعة وحتى تخرجه. يحرص المركز على تقديم خدمات نفسية ومهنية متخصصة على وفق أحدث الأساليب العلمية، ويواكب التطورات العالمية في مجال الصحة النفسية، بكوادر مؤهلة تقدم الدعم النفسي والوقائي، بما يحقق التوافق النفسي والاجتماعي للطلبة، ويضمن لهم جودة الحياة داخل الجامعة وخارجها.

المركز يسعى إلى تعزيز الصحة النفسية لدى الطلبة، وتحقيق التوازن بين متطلبات الحياة الجامعية واحتياجاتهم الإنسانية، ببرامج إرشادية وتوعوية متنوعة تشمل:

  • تكوين اتجاهات إيجابية نحو الإرشاد عبر الدورات والندوات العلمية.

  • مساعدة الطلبة على فهم ذواتهم واكتشاف قدراتهم وميولهم.

  • تطوير المهارات الاجتماعية والمعرفية وتعزيز التحصيل الأكاديمي.

  • تقديم خدمات إرشادية فردية وجماعية قائمة على أسس علمية.

  • الاهتمام بالطلبة المتفوقين والموهوبين ودعم إبداعاتهم.

  • إعداد برامج تدريبية وبحوث في مجال الإرشاد الطلابي.

  • تقديم خدمات وقائية وتوعوية عبر المحاضرات والنشرات التثقيفية.

 

ثانيًا: فلسفة المركز ودوره في الحياة الجامعية

س: ما الفلسفة التي ينطلق منها المركز في عمله؟
تقوم فلسفة المركز على رؤية جامعة نزوى ذاتها، التي ترى في الطالب محور العملية التعليمية. فَالمركز لا يقدم خدمة علاجية فقط، بل يتبنى نهجًا شموليًا يُعنى بتنمية شخصية الطالب معرفيًا وانفعاليًا واجتماعيًا.
وأستطيع التوضيح بشكل أفضل:
"نؤمن أنّ الوقاية خير من العلاج؛ لذا نركز على التوعية والتمكين قبل التدخل عند الأزمات".

 

ثالثًا: مهام المركز وأنشطته اليومية

س: ما أبرز المهام اليومية للمركز؟
يستقبل المركز يوميًا العديد من الطلبة لتقديم استشارات نفسية فردية وجماعية، ومتابعة الحالات الخاصة، إضافة إلى عقد اللقاءات التوعوية والتنسيق مع أعضاء هيئة التدريس لدعم الطلبة نفسيًا وأكاديميًا.

 

س: وما أبرز الأنشطة التي ينظمها المركز؟
ينظم المركز ورش عمل ومحاضرات توعوية وحملات صحية نفسية، إلى جانب أنشطة جماعية تعزز القيم والمهارات الحياتية، وبرامج الإرشاد الأكاديمي بالتعاون مع مركز الإرشاد الأكاديمي، إضافة إلى التدخل السريع في الحالات الطارئة.

 

رابعًا: الخدمات المقدمة وآلية الوصول إليها

س: ما طبيعة الخدمات التي يقدمها المركز للطلبة؟
تتنوع الخدمات لتشمل الجوانب النفسية والاجتماعية والأكاديمية معًا، مثل:

  • الاستشارات النفسية والعلاج السلوكي.

  • معالجة مشكلات التكيف والعلاقات الاجتماعية.

  • برامج وقائية وتوعوية في مجالات الصحة النفسية.

  • متابعة الطلبة ذوي التحصيل المتدني بالتعاون مع مركز الإرشاد الأكاديمي.

 

س: كيف يمكن للطالب التواصل مع المركز؟
يمكن للطلبة زيارة مقر المركز مباشرة أو حجز موعد إلكتروني عبر موقع الجامعة، مع ضمان السرية التامة. كما يقدم المركز خدماته للمجتمع الخارجي مجّانًا من طريق البريد الإلكتروني أو الهاتف.

 

خامسًا: التحديات النفسية بين الطلبة

س: ما أبرز التحديات النفسية التي يواجهها الطلبة؟
أبرز المشكلات تشمل غالبا: القلق الأكاديمي، وصعوبات التكيف، والضغوط الأسرية، وضعف المهارات الاجتماعية، والاكتئاب والخجل الاجتماعي.

 

س: كيف تؤثر هذه التحديات في الحياة الجامعية؟
هذه التحديات قد تؤدي إلى تراجع التحصيل الأكاديمي، والعزلة الاجتماعية، وضعف الثقة بالنفس، وقد تصل أحيانًا إلى الانسحاب من الدراسة، وهو ما يسعى المركز إلى منعه من طريق الدعم النفسي المستمر، وتحويل هذه التحديات إلى فرص للنمو والنجاح.

 

سادسًا: آليات العمل والتعاون المؤسسي

س: كيف يتعامل المركز مع الحالات التي تحتاج إلى دعم خاص؟
يعتمد المركز على خطة منظمة تبدأ بالتشخيص والتقييم، ثم إعداد خطة علاجية فردية، وقد تشمل جلسات متتابعة أو إحالة لجهات مختصة عند الضرورة، مع متابعة دقيقة للحالة. وتُنفّذ برامج إرشاد جمعي بشكل فصلي ضمن مجموعات دعم.

 

س: هل هناك تعاون مع مؤسسات أخرى؟
نعم، هناك تنسيق مستمر مع مركز جنى الطبي، والأقسام الأكاديمية، والمراكز النفسية الخارجية لضمان تقديم خدمة شاملة للطالب.

 

سابعًا: قصص نجاح ملهمة

أذكر قصتين تعبّران عن الأثر الإيجابي للمركز:

🔹 الطالبة (س) كانت تعاني من قلق شديد قبل الاختبارات، أثر في نومها وأدائها الأكاديمي. وبعد جلسات إرشادية وبرنامج خفض قلق الاختبار، استعادت ثقتها بنفسها وحققت نتائج متميزة.

🔹 الطالبة (م) كانت تعاني من خوف التحدث أمام الجمهور، مما أثّر في مشاركتها الأكاديمية. وبعد تدريبها على مهارات التحكم في القلق والثقة بالنفس، تمكنت من تقديم عرض أكاديمي ناجح أمام زملائها وأساتذتها.

هذه القصص تبرهن أن طلب المساعدة ليس ضعفًا، بل وعيٌ وشجاعة.

 

ثامنًا: الرؤية المستقبلية

س: ما أبرز خطط المركز المستقبلية؟
يعمل المركز على إدخال تقنيات الإرشاد الرقمي، وتوسيع برامج الوقاية، وتدريب الاختصاصيين على أحدث الممارسات العالمية. وسيطلق قريبًا مبادرات مبتكرة مثل: "جامعة بلا قلق" وبرامج الدمج بين الفن والإرشاد النفسي لتعزيز الوعي النفسي لدى الطلبة.

 

تاسعًا: رسالة للطلبة

س: ما رسالتكم للطلبة؟
لا تترددوا في طلب المساعدة، فالصحة النفسية لا تقل أهمية عن الصحة الجسدية. ومركز الإرشاد الطلابي وُجد من أجلكم؛ ليَجعل رحلتكم الجامعية تجربة ثرية متوازنة يسودها الوعي والطمأنينة والنجاح.

إرسال تعليق عن هذه المقالة