تذكار الجهورية… بين اللغة والطموح والذكريات
حررته: سُندس بنت سعيد المعمرية
في مسيرة تجمع بين الشغف باللغات والتميز الأكاديمي، تروي تذكار بنت عبدالله الجهورية تجربتها في جامعة نزوى، حيث بدأت رحلتها منذ عام 2017، حين التحقت بتخصص اللغة الألمانية والترجمة، قبل أن تواصل طريقها اليوم في مرحلة الماجستير في الدراسات اللغوية العربية، وقد شارفت على استكمال رسالتها.
بداية الحلم
نشأت تذكار في ولاية صحم، لكن سنوات الدراسة أخذتها إلى نزوى، إذ تصف تلك الفترة بأنها من أجمل مراحل حياتها، ففيها تعلّمت، ونضجت، وبنت شخصيتها القوية القادرة على مواجهة التحديات.
تقول: "رحلتي الجامعية كانت الأجمل في حياتي، فيها تعلمت عن نفسي أكثر، وازددت قوةً وصبرًا وشغفًا بالعلم".
شغف الطفولة بلُغات العالم
منذ أيامها المدرسية، حملت تذكار حلمًا كبيرًا بأن تتحدث عشر لغات، وكان شغفها باللغات هو البوصلة التي قادتها نحو تخصص اللغة الألمانية والترجمة. تقول: "حين قُبلت، كان عليّ أن أختار بين ثلاث لغات، فاخترت الألمانية لما يجمع عُمان وألمانيا من تعاون وثيق؛ ولأنني شعرت أن لهذا المجال مستقبلًا واسعًا، خاصة مع تشجيع من حولي لدراسة هذه اللغة الجديدة".
التجربة الأولى مع الألمانية
وصفت تجربتها الأولى مع اللغة الألمانية بأنها مزيج من المتعة والخوف؛ لكن الشغف تغلب على الصعوبة؛ لتصف ذلك بقولها: "في البداية كنت متحمسة جدًا، وشغفي جعلني أنجح. كانت الصعوبة في النحو؛ لكنني دائمًا أؤمن بأنه لا شيء صعب مع التفاؤل والاستمرارية".
مساقات أثرت في مسيرتها
من بين المقررات التي تركت فيها أثرًا خاصًا كانت مادة اللغويات، التي وجدت فيها صلةً وثيقة بين اللغة العربية والألمانية. تقول: "أحب التحليل والفهم، ومقرر اللغويّات تطبيقية توظيفية؛ مما جعلها ممتعة ومؤثرة في تجربتي الجامعية".
مشاركة فاعلة في الأنشطة
لم تقتصر تجربة تذكار على مقاعد الدراسة، بل امتدت إلى الفعاليات الجامعية المتنوعة، مثل الاحتفال بيوم الترجمة الذي يعرّف الزائرين باللغة الألمانية وثقافتها. وبعد تخرجها، قدمت ورشة أساسيات اللغة الألمانية في مدرسة أنس بن النضر، ولاقت تفاعلًا كبيرًا من الطلبة والمعلمين.
بيئة الجامعة…
من طالبة إلى معلّمة أقران تحدثت تذكار عن دور جامعة نزوى في تطوير مهاراتها اللغوية والثقافية، خصوصًا من طريق مركز مهارات الكتابة، إذ بدأت طالبة تطلب المساعدة ثم أصبحت معلّمة أقران تقدّم الدعم والورش للطلبة والمعلمين على حد سواء.
تجربة عالمية في ألمانيا
شاركت تذكار في ورشتين بألمانيا، حيث خاضت تجربة فريدة في موطن اللغة. تقول: "حين تكون في بلد اللغة، يختلف كل شيء. هناك تتعلم بالممارسة والتفاعل وتتعرف على ثقافتهم عن قرب. كانت تجربة جعلتني أدرك نقاط قوتي وضعفي في اكتساب اللغة".
تحدّيات التخصص
ترى تذكار أن أبرز تحدي يواجه طلبة اللغة الألمانية في السلطنة هو قلة فرص
الممارسة والتفاعل مع الناطقين الأصليين؛ مما يجعل من الضروري خلق بيئات لغوية تدريبية تعزز مهارة المحادثة والتطبيق العملي.
تطور الشخصية واكتساب المهارات
تؤمن تذكار أن تعلم لغة جديدة بحد ذاته شجاعة ومسؤولية، خاصة إذا كانت غير متداولة على نطاق واسع. إذ تعبّر عن ذلك بقولها: "تطورت شخصيتي في جوانب عديدة: أصبحت أكثر جرأة وثقة، وتعمق لدي حس التواصل مع الآخرين". وتشير إلى أن دراستها صقلت مهارات البحث، والقراءة، والتفكير النقدي، وهي مهارات دفعتها للاستمرار في الدراسات العليا.
من الجامعة إلى الميدان العملي
بعد التخرج، واصلت تذكار توظيف تخصصها في تقديم ورش تعليمية في اللغة الألمانية، إضافة إلى إعداد مناهج واستراتيجيات تعليمية للغتين العربية والألمانية، مؤكدة أن مهارات التعليم اللغوي تتكامل مهما اختلفت اللغات.
نصيحتها لطلبة اللغة الألمانية
تخاطب تذكار طلبة هذا التخصص برسالة من القلب: "ادرسوا بشغف، لا تلتفتوا إلى الآراء المحبطة من حولكم، استمعوا لصوتكم الداخلي، وأكثروا من الممارسة والاطلاع، فالمفتاح هو الاستمرارية". ونظرة أوسع للعالم تقول تذكار إن دراسة اللغة الألمانية وسّعت أفقها الثقافي، وجعلتها أكثر انفتاحًا على العالم؛ فتضيف: "كل دولة تملك ثقافتها الخاصة، ومن المهم أن نتعرف على الثقافات المتعددة لنسهّل التواصل مع الآخرين".
كلمة ختامية
في نهاية حديثها، تعرب تذكار عن امتنانها العميق لجامعة نزوى وأعضاء هيئة التدريس؛ إذ تخاطبهم بقولها: "أشكر جامعة نزوى؛ لأنها احتضنتني خمس أعوام من أجمل وأهم أعوام حياتي. أما أساتذتي، فهم نهر علمٍ غمرني بمعرفته، وكانوا دومًا دعمًا وسندًا لي".