المشروع يعكس الدور المتنامي للجامعة في مجال الأبحاث البيئية الإقليمية والدولية
سلطنة عمان تدخل خارطة أبحاث المناخ العالمية بدراسة مشتركة بين جامعة نزوى و"ناسا"
أطلقت جامعة نزوى بالتعاون مع هيئة البيئة بسلطنة عُمان وبالشراكة مع وكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" ومراكز بحثية دولية، دراسة بعنوان: "دراسة أولية لخصائص الهباء الجوي المتكاملة عموديًا فوق منطقة بركة الموز، سلطنة عُمان"، أحد المشاريع البحثية التي تنفذ بالتعاون المباشر مع "ناسا".
واعتمدت الدراسة على قياسات ضوئية دقيقة لتحليل الهباء الجوي فوق بركة الموز؛ مما أسفر عن نتائج مهمة في فهم ديناميات الغبار ومصادره الإقليمية.
وقال الأستاذ الدكتور أحمد بن سليمان الحراصي، نائب رئيس جامعة نزوى للدارسات العليا والبحث العلمي والعلاقات الخارجية المشرف على الدراسة: "جرى تنفيذ هذا البحث بالتعاون مع مركز "غودارد" لرحلات الفضاء التابع لـ"ناسا"، والمركز الوطني الأمريكي لأبحاث الغلاف الجوي (NCAR)، والمعهد الهندي للتكنولوجيا في بوبانسوار (IIT Bhubaneswar)، إضافة إلى هيئة الطيران المدني العمانية".
وأوضح قائلا: "تضمنت الدراسة تحليل الأنماط الموسمية للغبار، وقياس التأثير الإشعاعي للهباء الجوي، ورصد انتقال الغبار لمسافات بعيدة؛ ليوفر بيانات علمية مهمة لدعم تقييمات تغير المناخ، والتخطيط الصحي، وإدارة البيئة، واستند الفريق البحثي إلى بيانات أُخذت بواسطة جهاز قياس ضوء الشمس التابع لشبكة AIRONET العالمية على حرم جامعة نزوى، في الفترة من ديسمبر 2022 إلى نوفمبر 2024. وشملت التحليلات كلاً من: عمق البصريات الهوائية (AOD)، ومعامل أنغستروم، والألبيدو الأحادي التبعثر (SSA)، والتأثير الإشعاعي، إلى جانب استخدام تقنية تحليل المسار المرتبط بالتركيز (CWT) لتحديد مصادر الغبار".
وقال: "أظهرت النتائج أن أعلى تركيزات الغبار تسجل في فصل الصيف، بينما تصل إلى أدنى مستوياتها شتاء، مع تحديد مناطق القرن الأفريقي وشبه الجزيرة العربية وأجزاء من شبه القارة الهندية كونها مصادر رئيسة للغبار في فصل الصيف".
وكشفت الدراسة أن للغبار تأثيرا مزدوجا في المناخ، إذ يعمل على تبريد سطح الأرض عبر حجب أشعة الشمس، وفي الوقت نفسه يؤدي إلى تسخين الطبقات العليا من الغلاف الجوي من طريق احتباس الطاقة، بما ينعكس على المناخ المحلي والإقليمي.
وأكد الدكتور أحمد الحراصي: "تبرز نتائج الدراسة آثارا عملية مباشرة في سلطنة عمان، تشمل: إدارة جودة الهواء، والصحة العامة، والإنتاج الزراعي، وكفاءة مصادر الطاقة المتجددة. وتُعد الفئات السكانية الحساسة، مثل مرضى الربو وأمراض القلب، من بين الأكثر تأثرا في فترات ارتفاع تركيز الغبار، مشيرا إلى أن المشروع يمثل محطة فارقة في مسيرة البحث العلمي العماني، ويعكس الدور المتنامي لجامعة نزوى في مجال الأبحاث البيئية الإقليمية، إن تعاوننا مع وكالة ناسا وشركاء عالميين آخرين يُسهم ليس فقط في إثراء المعرفة العلمية، بل يدعم أيضًا أهداف رؤية عمان 2040 في مجالات التنمية المستدامة وحماية الصحة العامة".