السنة 20 العدد 192
2025/09/30

جامعة نزوى وصناعة المؤتمرات: شراكة في بناء المعرفة وتحقيق رؤية عُمان 2040

 

مصطفى المعمري 

 

تولي جامعة نزوى أولوية كبيرة بصناعة المؤتمرات، فهي بما تحمله من مضامين وتوجهات تمثل ركنا أساسا في استراتيجية الجامعة من منطلق ما تمثله هذه الصناعة من أهمية في التعريف بعُمان ومكوناتها: الثقافية، والاقتصادية، والسياحية، والعلمية، والتنموية، وتماشيا مع سياسات سلطنة عُمان التي تركز على تعزيز مكانة هذه الصناعة ودعمها لتعكس الصورة الحقيقية عن عُمان التاريخ والمكانة.

وبالنظر إلى ما حققته جامعة نزوى من تطور متنامٍ في صناعة المؤتمرات وقدرتها على استضافة مجموعة كبيرة من الفعاليات: البحثية، والعلمية، والأكاديمية، والطلابية، والمجتمعية، والاقتصادية وغيرها من المؤتمرات والندوات المختلفة، فقد برزت الجامعة واحدة من المؤسسات الرائدة في تنظيم المؤتمرات الإقليمية والدولية. وأثبتت قدرتها العالية في احتضان فعاليات نوعية، مستهدفة في ذلك الخبراء والمختصين والباحثين الذين وجدوا في جامعة نزوى فرصة لإطلاق إبداعاتهم وقدراتهم البحثية والدراسات النوعية المختلفة، وهو ما أضفى على هذه المؤتمرات حضورا مشرفا.

وتمضي جامعة نزوى قدما في تعزيز استثمارها في هذه الصناعة، باختيار موضوعات محورية ترتبط ارتباطا وثيقا باحتياجات المجتمع وتوجهات الدولة، لا سيما تلك المرتبطة برؤية عمان 2040. إذ يتم العمل على تصميم محاور المؤتمرات والندوات لتلائم أولويات التنمية الوطنية، وتدعم الابتكار، وريادة الأعمال، والتعليم، والصحة، والبيئة، وغيرها من القطاعات الحيوية؛ لتسهم هذه الفعاليات في إيجاد حلول علمية وتطبيقية تنبع من الواقع المحلي وتخدم أهدافه.

كما أن الجامعة حرصت في الأعوام الماضية على تعزيز استمرارية هذا النهج باحتضان عدد متزايد من الفعاليات النوعية سنويا، التي شملت مؤتمرات دولية، وملتقيات بحثية، وبرامج أكاديمية تخصصية، وورش عمل، استطاعت منها بناء شبكة واسعة من الشراكات والتعاونات مع مؤسسات علمية وأكاديمية داخل سلطنة عمان وخارجها، وهو ما عزز دور الجامعة في الربط بين المعرفة الأكاديمية واحتياجات المجتمعين المحلي والعالمي.

وفي ظل التطورات المتسارعة التي يشهدها العالم في كافة الجوانب التعليمية والعلمية والبحثية، وجدت الجامعة أنها جزء من هذا الحراك العالمي، وأدركت أهمية أن يكون طلبتها وأكاديميوها وباحثوها على اتصال مباشر بما يستجد من معارف وتقنيات، وأن يكونوا فاعلين في إنتاج المعرفة لا مستهلكين لها فقط. كما أنها تمثل  فرصة للاحتكاك المباشر بخبراء ومختصين من مختلف دول العالم. وهو ما أوجد بيئة علمية محفزة، ومجالا رحبا لتبادل الخبرات وتوسيع آفاق المعرفة والبحث، وجعل من الجامعة حاضنة فكرية رائدة تُعزز من حضور الباحث العُماني في المشهدين الإقليمي والدولي، وتدفعه نحو التميز والمنافسة على مستوى عالٍ من الجودة والابتكار.

ومن الأبعاد المهمة التي لا يمكن إغفالها في صناعة المؤتمرات، هو الدور الحيوي الذي يجب أن تنهض به المؤسسات والشركات الحكومية في رعاية هذه المؤتمرات واحتضانها، لتكون جزءًا فاعلًا من هذه التظاهرات الثقافية والعلمية والمعرفية. إذ إن وجودها هذه الجهات كونها شركاء داعمين لا يقتصر على الدعم المالي أو اللوجستي فقط، بل يمثل تجسيدا لروح الشراكة الحقيقية بين مؤسسات الدولة التعليمية والاقتصادية والتنموية. كما أن هذه المؤتمرات تمثل منصة استراتيجية لهذه الجهات للتفاعل مع الكفاءات الوطنية والدولية، والتعرف على الأفكار والمبادرات البحثية التي يمكن أن تسهم في تطوير قطاعاتهم وخططهم المستقبلية بما يتماشى مع رؤية عمان 2040.

إن ما تقوم به جامعة نزوى اليوم من جهود في دعم صناعة المؤتمرات وتنظيمها، ونشر مخرجاتها البحثية في مجلات علمية مُحكمة تصدر عن الجامعة، يؤسس لمستقبل واعد يرسخ مكانة الجامعة كونها مركزا علميا ومعرفيا يسهم بفاعلية في تحقيق تطلعات سلطنة عمان، ويجعل من صناعة المؤتمرات أداة استراتيجية لبناء الاقتصاد المعرفي وتعزيز التنمية المستدامة.



إرسال تعليق عن هذه المقالة