الدكتور حسين ال عبد القادر عميد الدراسات العليا:
جامعة نزوى تحتضن 1032 طالبا وطالبة في برامج الدارسات العليا منهم 433 طالب جديد
جامعة نزوى تواصل تطوير برامج الدراسات العليا بما يتواكب مع متطلبات السوق ورؤية عُمان 2040"
أوجدنا خيارات وبدائل مختلفة للتسهيل على الطلبة وتوفير البيئة المناسبة التي تراعي ظروفهم المكانية والمادية
برامج الدراسات العليا بجامعة نزوى تشهد نمواً متسارعاً واستقطاباً متزايداً للطلبة من داخل السلطنة وخارجها
نركز على جودة التعليم والمواءمة مع سوق العمل فهو أساس تطوير برامج الدراسات العليا
ندعم مسيرة البحث العلمي بتوسيع برامج الدراسات العليا وإنشاء كراسي ومراكز بحثية متقدمة"
أكد الدكتور حسين ال عبد القادر، عميد الدراسات العليا بجامعة نزوى، أنّ الإقبال على برامج الدراسات العليا كعادة كان مميزا وشهد تفاعلا من قبل الجميع، خاصة في العام الأكاديمي 2025-2026، الذي وصفه بأنه في تصاعد مستمر عاما بعد آخر. وأن هذا التطور نابع من حرص الجامعة على ترسيخ الجودة كونها أحد الأهداف الرئيسة، لا سيما في برامج الدراسات العليا التي تخضع لأنظمة أكاديمية دقيقة وإجراءات عملية أسهمت في تحقيق الأهداف الاستراتيجية لتطوير هذه البرامج.
وأوضح الدكتور عبد القادر أن عدد الطلبة المنتظمين في برامج الدراسات العليا بلغ 1032 طالبًا وطالبة، موزعين على 40 برنامجًا أكاديميًا. وتفصيلًا، يدرس 536 منهم في برامج الماجستير، و458 في برامج الدبلوم العالي، و38 في برامج الدكتوراة. وتشمل هذه البرامج 26 تخصصًا في الماجستير منها أربعة برامج ماجستير جديدة في كلية العلوم الصحية، هي: ماجستير في الصيدلة السريرية، والصيدلة الصناعية، والعلوم الصحية (بمساري القيادة الصحية وتعليم المهن الصحية)، إضافة إلى ماجستير في التمريض بالممارسة المتقدمة، فضلًا عن ماجستير سلامة الغذاء من كلية العلوم والآداب والماجستير التنفيذي في إدارة الأعمال من كلية الاقصاد والإدارة ونظم المعلومات، و11 في الدبلوم العالي منها دبلوم الدراسات العليا في سلامة الغذاء دبلوم الدراسات العليا في علوم المختبرات، و4 تخصصات في الدكتوراة، منها اثنان جديدان تم إطلاقهما هذا العام: دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية وآدابها، ودكتوراة الفلسفة في دراسات الأعمال.
وفيما يخص الطلبة الجدد لهذا العام، بلغ عدد المقبولين في برامج الماجستير 160 طالبًا، و246 في برامج الدبلوم العالي، و27 طالبا في برامج الدكتوراة. وتشمل برامج الدكتوراة المقدمة حاليًا تخصصات في دكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية و دكتوراه الفلسفة في الكيمياء، إلى جانب البرنامجين الجديدين: دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية وآدابها، التي تنقسم إلى مسارين في الدراسات اللغوية والأدبية والنقدية، ودكتوراة الفلسفة في دراسات الأعمال، التي تغطي مجالات متعددة تشمل: إدارة الأعمال، نظم المعلومات، المحاسبة، التمويل، التسويق، وإدارة العمليات.
وأشار عميد الدراسات العليا إلى الإقبال الجيد على هذه البرامج، مستشهدًا ببرنامج الدكتوراة في اللغة العربية وآدابها الذي شهد تفاعلًا ملحوظًا بعد موافقة وزارة التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار على مقترح الجامعة بتعديل شرط "الآيلتس" وجعله اختيارا بدلا من أن يكون إجباريا للطلبة الراغبين في الالتحاق به. كما بيّن أهمية دكتوراة فلسفة دراسات الأعمال، الذي يُعد من التخصصات النوعية ذات الصلة الوثيقة بسوق العمل الوطني، لما يوفره من خيارات متعددة ومسارات تواكب احتياجات القطاعات المختلفة، مؤكدًا أن الجامعة تعتمد في طرح برامجها على دراسات مستفيضة لواقع السوق وتوجهات الحكومة ورؤية عمان 2040.
وأكد الدكتور عبد القادر أن الجامعة تراعي ظروف الطلبة العاملين بتقديم خيارات مرنة في الجداول الدراسية، إذ خُصص يوما الجمعة والسبت لبعض التخصصات، أو يوم واحد فقط في لبعضها الآخر، حسب اتفاق الطلبة وتقييم المشرف الأكاديمي. كما أشار إلى أن الجامعة بدأت تستقبل طلبة من دول مجلس التعاون، مما يعكس السمعة الأكاديمية التي تحظى بها، وأوضح أن هناك توجهًا حاليًا لاستقطاب المزيد من الطلبة الدوليين عبر حملات تسويقية خارجية.
وفيما يتعلق بالرسوم الدراسية، أوضح الدكتور عبد القادر أنها في متناول الجميع وتختلف حسب التخصص، مع وجود مراجعة دورية لها لضمان استمرارية استفادة الطلبة من مختلف البرامج. وأشار إلى أن الجامعة توفر فرصًا لطلبة الدراسات العليا للعمل مساعدين في التدريس أو البحث، إذ يحصل طالب الدكتوراة على 350 ريالًا عمانيًا لكل ساعة معتمدة، وطالب الماجستير على 250 ريالًا؛ مما يسهم في تخفيف الأعباء المالية واكتسابهم خبرات عملية مفيدة.
وعن التعليم الإلكتروني، أشار إلى أن الجامعة تتيح نسبة لا تتجاوز 20% من التعليم عن بُعد في برامج الدراسات العليا، نظرًا لعدم إمكانية التحول الكامل لهذا النمط من التعليم دون موافقة الوزارة، رغم سعي الجامعة المستمر للحصول عليها، موضحا إلى أن الجامعة مواكبة الجامعة للتحولات الرقمية، لا سيما في مجال الذكاء الاصطناعي، إذ بادرت بإطلاق أول "كرسي بحثي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي" بين الجامعات في سلطنة عمان، كما دشنت برنامج بكالوريوس في علوم البيانات وتعلم الآلة، في خطوة تهدف إلى تأهيل الطلبة في مجالات تقنية حيوية ومتسارعة النمو.
وأكد أن التطوير الأكاديمي في جامعة نزوى لا يتوقف، بل يشهد نموًا مستمرًا استنادًا إلى دراسات دقيقة لاحتياجات المجتمع وسوق العمل. وأوضح أن الكليات تلعب دورًا محوريًا في اقتراح البرامج الجديدة، ومثالا على ذلك، أطلقت الجامعة هذا العام برنامجين جديدين في الدكتوراة: دكتوراة الفلسفة في اللغة العربية وآدابها، ودكتوراة الفلسفة في دراسات الأعمال إضافة إلى أربعة برامج ماجستير جديدة في كلية العلوم الصحية، هي: ماجستير في الصيدلة السريرية، والصيدلة الصناعية، والعلوم الصحية (بمساري القيادة الصحية وتعليم المهن الصحية)، إضافة إلى ماجستير في التمريض بالممارسة المتقدمة، فضلًا عن ماجستير سلامة الغذاء من كلية العلوم والآداب، وهو برنامج نوعي يلبي احتياجات المؤسسات العاملة في هذا المجال.
وشدد الدكتور عبد القادر على أن جميع البرامج تمر بمراحل تقييم دقيقة قبل اعتمادها، تشمل استطلاعات رأي واستبانات موجهة لسوق العمل، فضلًا عن التنسيق المباشر مع وزارة العمل، ووزارة الصحة بالنسبة للتخصصات الصحية مشيرًا إلى أن الجامعة لا تتوانى عن مراجعة برامجها القائمة وتطويرها بإضافة مقررات حديثة، لا سيما تلك المرتبطة بالتقنيات الحديثة كالذكاء الاصطناعي وتعليم الآلة.
وفي إطار دعم البحث العلمي، أوضح أن الجامعة تضعه ضمن أولوياتها، إذ توفر تمويلًا داخليًا للبحوث الطلابية، إلى جانب الاستفادة من تمويل مجلس البحث العلمي. كما تشجع منتسبيها على استكمال دراساتهم العليا داخل السلطنة وخارجها، ضمن مشروع طموح لبناء قدرات وطنية في المجال الأكاديمي والبحثي، مشيرًا إلى وجود شغف كبير بين الشباب العماني نحو التطور العلمي، مما يشجع الجامعة على التوسع في برامجها وتحفيز الطلبة على الاستمرار بعد مرحلة البكالوريوس.
واختتم الدكتور عبد القادر حديثه بتأكيد أهمية التعاون بين الجامعات العمانية ضمن منظومة وطنية متكاملة، مشيرًا إلى وجود شراكات حقيقية بين المؤسسات التعليمية في مجالات البحث العلمي والمشاريع الوطنية مثل برامج "إيجاد"، التي تسهم في تحقيق أهداف رؤية عمان 2040.
وأوضح أن الجامعة، ممثلة بعمادة الدراسات العليا، تبذل جهودا مستمرة لتطوير البرامج ومواكبة المتطلبات التربوية والعلمية، إذ قامت بتحديث الموقع الإلكتروني المخصص لعرض وتسويق كافة برامج الدراسات العليا، وتعمل على متابعة الطلبة وتشجيعهم على النشر العلمي والمشاركة في مشاريع بحثية تعالج قضايا مجتمعية وتسعى إلى إيجاد حلول مبتكرة لها.
وبيّن أن الجامعة تولي أهمية قصوى لتأهيل كادر عماني متخصص على مستوى الدكتوراة والماجستير والدبلوم العالي، وهو هدف رئيس تسعى الجامعة لتحقيقه لدعم سوق العمل الأكاديمي والمهني بكفاءات وطنية عالية، إذ تم إنشاء عدد من المراكز والكراسي البحثية بالتعاون مع مؤسسات محلية ودولية.
واختتم بالإشارة إلى أن الدراسات العليا تُعد ركيزة أساسية في منظومة البحث العلمي، وأن الجامعة تعمل على توفير كل الإمكانيات لدعم هذه البرامج سواء من حيث الكادر الأكاديمي، أم التجهيزات البحثية، أم البيئات التعليمية المناسبة، إلى جانب دعم الطلبة لنشر أبحاثهم والمشاركة في المؤتمرات العلمية، مما يسهم في رفع جودة المخرجات ومواءمتها مع احتياجات المجتمع والدولة.
ويتضح جليًا أن جامعة نزوى تمضي بخطى راسخة ومدروسة نحو تعزيز مكانتها مؤسسة أكاديمية رائدة في مجال الدراسات العليا، بطرح برامج نوعية، ومواكبة التطورات التقنية، وتوسيع الشراكات البحثية والعلمية داخل السلطنة وخارجها. وقد أبرز الدكتور حسين عبد القادر، عميد الدراسات العليا، مدى التزام الجامعة بتقديم تعليم أكاديمي عالي الجودة، يستند إلى دراسات دقيقة لاحتياجات السوق، ويستجيب لمتغيرات العصر، لا سيما في مجالات الذكاء الاصطناعي والبحث العلمي، ومن الأرقام، والمبادرات، والدعم المتواصل للطلبة، يتجسد حرص الجامعة على بناء كوادر عمانية مؤهلة وقادرة على الإسهام الفاعل في تنمية الوطن، انسجاما مع رؤية عمان 2040. إن ما تم تحقيقه حتى الآن ليس سوى بداية لمسار واعد في مجال الدراسات العليا، تؤكد فيه الجامعة عزمها على الاستمرار في التطوير والتوسّع، إيمانًا منها بأن البحث العلمي والتعليم العالي هما مفتاح التقدّم والنهضة الشاملة.