معهد التأسيس بجامعة نزوى يستعد لاستقبال الدفعة 22 من الطلبة الجدد
د. أحمد الرحبي: نركز على تنمية استقلالية الطالب وتعزيز مهارات القرن الحادي والعشرين
برنامج اللغة الإنجليزية خضع لمراجعة شاملة ليُركز أكثر على تنمية استقلالية الطالب في التعلم
مركز أنجز ركيزة أساسية لتقديم حصص دعم فردية وجماعية في اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسوب
نستخدم منظومة EduWave لإدارة بيانات الطلبة الأكاديمية، ومنصة Moodle لتوفير المحتوى التعليمي والاختبارات الإلكترونية
مع بداية كل عام أكاديمي جديد، تتجدد طاقة جامعة نزوى لاستقبال طلبتها الجدد، وتفتح أبوابها لجيل جديد من الحالمين بمستقبل واعد. ويُعدّ معهد التأسيس المحطة الأولى في رحلة الطالب الجامعية، إذ يهيّئه علميًا ومهاريًا للانتقال السلس إلى برامج التخصص.
وفي ضوء ذلك استقبلت جامعة نزوى، ممثلة في معهد التأسيس، يوم الجمعة الموافق 19 سبتمبر 2025م، ما يقرب من 900 طالب وطالبة من طلبة "الفاونديشن"، وذلك من إجمالي عدد الطلبة الذي يزيد عن 1827 طالبًا وطالبة مرشحين لدخول اختبارات تحديد المستوى في اللغة الإنجليزية، من المقبولين للدراسة في الجامعة للعام الأكاديمي 2025/2026م. وهو ما يعكس الثقة المتنامية التي تحظى بها الجامعة من قبل الطلبة وأولياء أمورهم، بفضل ما توفره من بيئة تعليمية محفزة ومرنة تدعم النجاح والتميّز الأكاديمي، والسمعة الطيبة التي تحظى بها الجامعة من قبل الجميع.
وأكد الدكتور أحمد الرحبي، مدير معهد التأسيس، أن المعهد حرص مع بداية العام الأكاديمي 2025-2026م على تهيئة بيئة تعليمية محفزة تدعم انطلاقة الطلبة الجامعيين، بإعداد موارد وأنشطة تعريفية تساعدهم على التأقلم بسلاسة مع متطلبات المرحلة الجامعية.
وذكر في تصريح لـ "إِشراقة" أنه تم إعداد دليل شامل للبرنامج التأسيسي يتضمن المواد ومتطلباتها، والسياسات الأكاديمية، والإرشادات الخاصة بالحضور والتقييم، والخدمات المتاحة داخل الجامعة، بالإضافة إلى بيانات موظفي المعهد والخدمات التي يقدمونها. كما نُظم يوم تعريفي خاص بطلبة البرنامج التأسيسي يتضمن عرضا مرئيا عن البرنامج ومخرجاته التعليمية، ولقاءات مع أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية، وجولة تعريفية داخل الحرم الجامعي لتعريف الطلبة بالبيئة الجامعية من اليوم الأول.
تطوير البرامج والخدمات
وفي إطار تطوير البرامج والخدمات، أوضح د. الرحبي أن برنامج اللغة الإنجليزية خضع لمراجعة شاملة ليُركز أكثر على تنمية استقلالية الطالب في التعلم، من طريق التحضير المسبق باستخدام مواد مكثفة؛ مما يتيح حصصًا تفاعلية أعمق وأكثر إثراء. كما تم اعتماد أساليب تدريس حديثة لمواد الرياضيات تشجع التعلم التعاوني ضمن مجموعات دعم أكاديمي، وتحديث محتوى مادة مبادئ الحاسب الآلي باستخدام حزمة Microsoft Office 365 ونظام التشغيل Windows 11، مع التركيز على تنمية مهارة الطباعة باستخدام لوحة المفاتيح. أما مادة مهارات الحياة والتعلم فقد أُعيد تصميمها لتشمل أنشطة ومشاريع تفاعلية تعزز المهارات الحياتية والتعليمية للطلبة.
وأشار إلى أن هذه الجهود رافقها تنسيق مكثف مع عمادة القبول والتسجيل لإعداد قوائم الطلبة الجدد، ومع دائرة شؤون الطلبة لتنظيم اختبار تحديد المستوى، وتخصيص أماكن انتظار مريحة لأولياء الأمور، إضافة إلى تنظيم جلسة تعريفية خاصة بهم لشرح متطلبات البرنامج وآليات الدعم المتاحة. وقد كان لدائرة الإعلام والتسويق دور بارز في توثيق وتغطية فعاليات المعهد منذ بداية العام، بينما قدمت الدوائر الأخرى مثل العلاقات العامة والدائرة المالية الدعم اللوجستي اللازم. وأسهمت وحدة الأمن الجامعي في تنظيم الحركة داخل الحرم وضمان سلامة الجميع.
جهود كبيرة للارتقاء بالطالب
ولم يقتصر دور المعهد على توفير البيئة الأكاديمية، بل قدم حزمة واسعة من برامج الدعم المساند. فبرنامج اللغة الإنجليزية يتضمن مشاريع بحثية مصغّرة ومهامًا في الكتابة الأكاديمية والعروض التقديمية، وتُنشر أفضل هذه المشاريع في مجلة المعهد Connections. كما يشكل مركز أنجز ركيزة أساسية لتقديم حصص دعم فردية وجماعية في اللغة الإنجليزية والرياضيات والحاسوب، إلى جانب نوادي القراءة، أنشطة تفاعلية تعليمية، ومبادرة Voice لتنمية مهارات المحادثة والاستماع. كما ينظم المركز ورش عمل ودروس تقوية مسائية عبر الإنترنت للتركيز على استراتيجيات الامتحانات والتدريبات الإضافية.
ويولي المعهد اهتمامًا كبيرًا بالتوجيه والإرشاد الأكاديمي، إذ يتم تعريف الطلبة بلوائح الجامعة وأنظمتها منذ الأسبوع الأول من الدراسة عبر دليل الطالب والموقع الإلكتروني وخطط التدريس، إضافة إلى المناقشات الصفية. ويعتمد المعهد سياسة الباب المفتوح لتسهيل التواصل مع أعضاء الهيئة الأكاديمية والإدارية. ويعد المعلم المستشار الأكاديمي الأول للطالب، ويتم تصعيد الحالات التي تحتاج متابعة إضافية إلى مسؤول الإرشاد الأكاديمي ثم إلى إدارة المعهد عند الحاجة.
أما على صعيد التقنيات، فيستخدم المعهد منظومة EduWave لإدارة بيانات الطلبة الأكاديمية، ومنصة Moodle لتوفير المحتوى التعليمي والاختبارات الإلكترونية، إلى جانب البريد الجامعي ونظام الإرشاد الأكاديمي الإلكتروني ومكتبة الجامعة الرقمية. ويعتمد على منصات مساندة مثل: Cambridge One وKhan Academy وبرنامج GMetrix، إلى جانب تدريب الطلبة على الطباعة باستخدام تطبيق Rapid Typing.
ولدمج الطلبة في المجتمع الجامعي، ينظم المعهد فعاليات متنوعة، مثل: اليوم المفتوح، وملتقى اكتشاف التخصصات، وجماعة معهد التأسيس، إلى جانب إشراك الطلبة في تنظيم الفعاليات لتعزيز شعورهم بالمسؤولية وتنمية مهارات القيادة والعمل الجماعي.
مراجعة مستمرة لمواكبة التحولات
وأشار د. الرحبي إلى أن مناهج البرنامج التأسيسي تخضع لمراجعة مستمرة لمواكبة التحولات السريعة ومتطلبات رؤية عُمان 2040، مع التركيز على مهارات القرن الحادي والعشرين والتعلم المستقل. وتُقاس جودة المخرجات الأكاديمية بالتعاون مع كليات الجامعة وتحليل البيانات الأكاديمية واستطلاعات آراء الطلبة والتغذية الراجعة من أعضاء هيئة التدريس.
واختتم مدير المعهد حديثه برسالة موجهة إلى طلبة الدفعة الجديدة، حثهم فيها على التخطيط الجيد منذ اليوم الأول، وطلب المساعدة عند الحاجة، والمشاركة الفاعلة داخل الصف وخارجه، وتطوير مهاراتهم باستمرار واستغلال الموارد المتاحة، وتحمل مسؤولية تعلمهم وانضباطهم الذاتي. وتمنى أن يغادر الطلبة السنة التأسيسية وهم أكثر استقلالية في التعلم، ملتزمين بالقيم الجامعية، وشغوفينَ بالمعرفة، وقادرين على التكيف مع التحديات بثقة ومرونة.
وأكد الدكتور أحمد الرحبي، مدير معهد التأسيس بجامعة نزوى، أن إجمالي عدد الطلبة المقبولين للدراسة في المعهد هذا العام يبلغ 1854 طالبا وطالبة، يخضع منهم 1827 لاختبارات تحديد المستوى، موزعين على ثلاث فترات يوميا: تبدأ الدفعة الأولى في الساعة 8:00 صباحا وحتى 10:30 صباحا، تتبعها الدفعة الثانية من الساعة 11:00 صباحا وحتى 1:30 ظهرا، ثم الدفعة الثالثة من الساعة 2:00 ظهرا وحتى 4:30 عصرا.
وأوضح الدكتور الرحبي قائلا: "الجامعة استعدت مبكرا لاستقبال هذا العدد الكبير من الطلبة، إذ جُهِّزت 13 قاعة امتحان بأحدث الوسائل التقنية المعتمدة في اختبارات اللغة الإنجليزية الدولية، مثل نظام الـ IELTS، وهُيِّأت كل قاعة لاستيعاب 25 طالبا. وخصص المعهد قاعة للحالات الاستثنائية، للطلبة الذين يواجهون صعوبات أو يصلون متأخرين بسبب بعد مناطقهم، إلى جانب تقديم الدعمين الفني والتقني الفوري في حال مواجهة أي عراقيل في أثناء الامتحان". وتأتي هذه الترتيبات ضمن حرص الجامعة على أن تكون تجربة الطالب التعليمية شاملة وميسرة منذ اليوم الأول.
وأكد الدكتور الرحبي حرص الجامعة الدائم على توفير كافة الخدمات والوسائل التي تضمن للطلبة التميز والنجاح في مسيرتهم التعليمية، مشددا على أن الجامعة تضع أبناءها الطلبة في مقدمة أولوياتها، وتسعى إلى تقديم تعليم عالي الجودة يرتقي بتطلعاتهم، ويؤهلهم لسوق العمل ومواصلة التعليم الأكاديمي باقتدار.
ونوّه إلى الدور الحيوي الذي يضطلع به معهد التأسيس، والجهود التي يبذلها في توفير أحدث الوسائل والتقنيات في مجال تدريس اللغة الإنجليزية، موضحا أن المعهد مصمم بما يواكب التوجهات الحديثة في التعليم، ويستثمر فيه على المستويين البشري والمادي؛ بهدف إعداد الطلبة وتمكينهم من مواصلة دراستهم الجامعية بكل كفاءة وسلاسة.