في خدمة العلم: من المطالعة إلى الحوار المعرفي ...
مكتبة جامعة نزوى تدعو المجتمع للحوار والإبداع؛ لتكون مرفأ عصر البحث والنشر العلمي
مكتبة جامعة نزوى
تفتح المكتبات الجامعية أبوابها لتدعو عشاق القراءة والبحث إلى فسحة معرفية في مساحة هادئة تُشع بالإلهام طوال فترات العام الأكاديمي... إنَّ هذا التناغم بين الجدول والزمن، يعكس قدرة المكتبة على التكيف مع نبض الحياة الجامعية؛ ليكون الوصول إليها ليس مجرد زيارة، بل رحلة يومية إلى صميم الثقافة والمعرفة.
منذ انطلاقتها مع افتتاح جامعة نزوى في أكتوبر من عام 2004، شكّلت مكتبة الجامعة مركزا معرفيًا ثقافيًا في قلب الحرم الأكاديمي، إذ تحتضن المكتبة المبنى رقم 21، وتتألّف من ثلاث قاعات تُلبّي احتياجات مختلف المستفيدين: قاعة رئيسة تضم مجموعات الكتب والرسائل الجامعية، بالإضافة إلى قاعتين مخصّصتين للمطالعة: إحداهما للطالبات وأخرى للطلاب؛ لتوفر أجواءً طيبة للتركيز والتعلّم.
وفي منتصف هذا الفضاء المعرفي، تمتدُّ ردهة المكتبة لتضم أقسام الإعارة والخدمة المرجعية، بالإضافة إلى محطة استعارة ذاتية مجهزة لتمكين المستفيدين من تجربة سلسة وسريعة في الوصول إلى مصادرهم وتطلعاتهم في شتى التخصصات والمرجعيات.
أهداف مكتبة جامعة نزوى: نهج معرفي وسعي متواصل للتميّز
وترتكز أهداف مكتبة جامعة نزوى على رؤيتها ورسالتها في أن تكون مرجعًا للتميّز لدعم العمليتين الأكاديمية والمعرفية في أروقة الجامعة وخارجها؛ لذا تسعى المكتبة، منذ تأسيسها، إلى تحفيز التعلّم والبحث العلمي من جهة، ولتصبح عنوانًا للتميّز في مصادر المكتبة وخدماتها من جهة أخرى. وترسم طموحات المكتبة تطلعات مشهدها المستقبلي عبر مجموعة من الأهداف الرصينة والمترابطة، إذ تسعى من طريقها إلى تعزيز هويتها الأكاديمية والثقافية في المجتمع عبر أهداف جوهرية عديدة، أبرزها:
-
إثراء مصادر المعرفة؛ إذ تعمل على توفير مصادر معلوماتية متجدّدة مثل المطبوعات والرقميات؛ لدعم متطلبات البحث والدراسة والتدريب، بربط مباشر بين مجتمع الجامعة والمجتمع المحلي؛ لتمكين مصادر الفكر الإبداعي المفتوح.
-
تمكين الوصول السلس؛ إذ تنشط أعمالها على وفق تركيز خاص يسعى إلى تقديم خدمات معلوماتية فعّالة بديهية وسهلة الاستخدام؛ لتدعم رؤية الجامعة في مجالات التعليم والتعلم والبحث العلمي والنشر وخدمة المجتمع بتحسين تجربة المستفيدين من المكتبة.
-
بناء مجتمع معرفي متكامل؛ وذلك ابتداًء من داخل الحرم ووصولا إلى المجتمع العُماني وما بعده، فتسعى المكتبة إلى ربط المعرفة الأكاديمية بمجتمعات متعددة؛ لتعزيز التعاون الأكاديمي ونشر الفكر العلمي خارج حدود الجامعة ليسهم في خدمة طلبة العلم أيًّا كانوا.
وتتضافر جهود مختلف أقسام المكتبة لتصنع روية متماسكة بين كل هذه الأهداف؛ بل يمكن القول إن مكتبة جامعة نزوى لا تكتفي فقط بدعم العملية الأكاديمية، بل تسعى إلى أن تكون منارة تعليمية وثقافية، تعكس روح الابتكار والتعاون والارتباط في المجتمع. فالرؤية هنا واضحة: تعزيز مكانة المكتبة لتصبح مرجعًا متميزًا في مصادرها وخدماتها، يتقاطع فيه التعليم والبحث والتفاعل المجتمعي والتفكير الإبداعي المستدام.
المصادر والمراجع: تنوع يعكس عمق المعرفة بلمسة تقنية حديثة
تشكّل مكتبة جامعة نزوى محورًا معرفيًّا حيويًا، إذ تحوي بين رفوفها أكثر من 60 ألف عنوان من الكتب المطبوعة التي تُجدّد بانتظام عبر الشراء من معارض الكتب، مثل: معرض مسقط الدولي، وإهداءات كريمة من مؤلفين ومؤسسات علمية داخل السلطنة وخارجها.
على الجانب الرقمي، تحتضن كذلك مكتبة غنية من المصادر الرقمية التي تشمل: الدوريات العلمية والكتب، وأطروحات ورسائل ماجستير ودكتوراة، وأوراق مؤتمرات عالمية. وتُوفّر هذه الموارد المتنوعة عبر المكتبة العلمية الافتراضية العُمانية (مصادر)، التي تتيح نقطة دخول موحّدة نحو قواعد بيانات ضخمة مثل ProQuest وEBSCO، بالإضافة إلى مصادر الوصول الحر.
وتغني المكتبة الرقمية خبرة البحث العلمي بلغة متعدّدة تغطي جميع التخصصات والدرجات الأكاديمية، من البكالوريوس مرورًا بالماجستير وصولًا إلى الدكتوراة، فيما تُسهم المراجع المحكمة في تعزيز النزاهة الأكاديمية، مدعومة ببرامج توثيق علمي تضمن الأمانة الفكرية.
وتُثري المكتبة أدواتها بمفاتيح الذكاء الاصطناعي التي تسهل استيعاب المحتوى بعمق، من طريق دعم القراءة النقدية والتحليل العلمي للدراسات والبحوث، في خطوة تهدف إلى تمكين الباحثين من استخلاص الرؤى بفعالية وسهولة.
المكتبة وقواعد البيانات: نافذة على عوالم المعرفة
تحتضن مكتبة جامعة نزوى رصيداً متنوعاً من قواعد البيانات التي تُوفّر خزانات معرفية متكاملة تغطي مختلف التخصصات، إذ تعد مزيجا مثاليا بين التنوع والعمق؛ فتشمل قائمة هذه الاشتراكات مصادر متعددة اللغات، وتستهدف تخصصات واسعة مثل: التربية والعلوم الإنسانية والتكنولوجيا الحديثة والعلوم الهندسية والإدارة.
أضف إلى ذلك التوزيع الجغرافي والمعرفي، فمنها ما يركّز على المحتوى العربي، وأخرى توفّر مصادر عالمية، مرورًا بالمتخصصة في الهندسة والتكنولوجيا والعلوم الاجتماعية والإدارة، وغيرها من حقول المعرفة. إلى جانب ذلك، تتيح أدوات متقدمة للبحث، إذ توفر معظم هذه المنصات وظائف بحثية قوية؛ مثل: البحث بالنص الكامل، والتوثيق الآلي، والتصفية المتقدمة، وإمكانيات الوصول المفتوح أو التزامن مع أدوات إدارة المراجع.
وتشمل قائمة قواعد البيانات التي تشترك فيها المكتبة:
-
المنهل Al Manhal، وهيقاعدة فريدة في العالم العربي تقدم مكتبة إلكترونية شاملة باللغة العربية، تضم كتباً ومجلات وأطروحات وتقارير ومؤتمرات علمية من الشرق الأوسط: أفريقيا وآسيا. وتوفر المنصة أدوات بحث متقدمة، مثل: البحث بالنص الكامل، والروابط السياقية، والتظليل، والتوثيق التلقائي باستخدام برامج مثل EndNote وRefWorks، وتخدم المكتبات الأكاديمية بالحصول على مصادر موثوقة ومحكمة.
-
EBSCO، إذ تصنف واحدةمن أكبر مزودي حلول البحث للمكتبات عالمياً، وتشمل خدماتها مئات قواعد البيانات المتنوعة، والدوريات العلمية المحكمة، والكتب الإلكترونية، بالإضافة إلى Discovery Services التي تسهل عملية البحث داخل موارد المكتبة.
-
Almandumah، خدمة عربية توفر أبحاث الدوريات والرسائل الجامعية في تخصصات مختلفة، تشمل: الآداب وعلوم اللغة والقانون والعلوم الإسلامية والعلوم الاجتماعية والإنسانيات والعلوم التربوية والعلوم الإدارية وغيرها. علما أن دوريات جامعة نزوى والرسائل الجامعية المنجزة من الكليات مرفوعة رقميا في هذه الخدمة، ومتاحة للباحثين من مختلف أنحاء العالم.
-
Emerald، تعمل على التعريفبنشر الأبحاث والدوريات في مجالات الأعمال والإدارة والعلوم الاجتماعية، وتوفر قاعدة بيانات تضم ملايين السجلات ودوريات كاملة النصّ تعود إلى ما قبل عقود.
-
IEEE Xplore، تُعد المرجع الأبرز في الهندسة الكهربائية والإلكترونية وعلوم الحاسب، إذ تحوي قاعدة البيانات هذه أكثر من مليون وثيقة، من مقالات بحثية ومؤتمرات وفصول كتب تقنيّة.
-
ICE Virtual Library، وهيمزوّد رئيس بالمعلومات في مجال الهندسة المدنية وعلوم البناء ومواد البناء، وتقدّم مصادر علمية متخصصة تلبي احتياجات الباحثين والمهندسين.
-
IGI Global، مخصص لتغطية البحوث في مجالات: الإدارة، وعلوم الحاسب، والإعلام والاتصالات، وكذلك العلوم الاجتماعية والإنسانية، ويقدم محتوى أكاديميًا متنوعًا.
-
ProQuest، يمتاز بتوفيره مجموعة واسعة من الكتب الإلكترونية والدوريات الأكاديمية في شتى مجالات المعرفة، ويُعد منصة بحث شاملة تلبية لحاجيات الباحثين.
-
Taylor & Francis eBooks وTaylor & Francis Online، وهمامنصتان تقدّمان محتوى إبداعيًا وصحفيًا في مجالات متعددة، من العلوم الإنسانية إلى التخصصات متعددة الاهتمامات، وتشمل كتباً إلكترونية ومقالات بحثية من دور النشر المعروفة عالميًا.
المكتبة: منارة مرجعية في رحلة الفكر والبحث
وتوفّر مكتبة جامعة نزوى خدمات مرجعية شاملة؛ ليكون الوصول إلى المصادر والطّرق البحثية مدعومًا بكفاءة عالية وأسلوب مرنٍ، إذ تتضمن هذه الخدمات في طليعتها "الخدمة المرجعية"، التي تُعنى بمساندة الباحثين والمستفيدين؛ سواء بالحضور الشخصي داخل أروقة المكتبة لجلوس الباحث مع أمين المكتبة للحصول على الاستشارة والدعم في مهارات البحث، أم عبر البريد الإلكتروني (lib@unizwa.edu.om) أم الهاتف 25446458 أم تطبيق واتساب على الأرقام؛ مما يجعل العملية مرنة وسريعة في آن واحد.
وبفضل هذه القنوات المتنوعة، تتحول المكتبة إلى نبراس للباحث الأكاديمي، لا سيما أولئك الذين يسعون إلى الكتابة الأكاديمية أو النشر العلمي أو المذاكرة. وتندرج هذه المبادرة ضمن رؤية ثقافية تواكب التقدّم التقني والمعرفي الذي يربط بين القديم والحديث، إذ تتوخّى المكتبة أن تكون جسرًا بين الأسئلة البحثية والحقول المعرفية، داعمة بإرشاد مباشر أو رقمي/تقني، وممهدة لمسار بحثي وتوثيقي يزخر بالتأصيل العلمي والدقة الأكاديمية والملكية الفكرية.
ومن منطلق التزامها بنشر المعرفة ورفد المسيرة الأكاديمية، ترتقي المكتبة إلى سقف التميز من طريق خدمة الإعارة المصممة خصيصًا لتلبية احتياجات فئات متعددة من المنتسبين إلى الجامعة. وفي هذا الإطار، تتوزع الفئات المستفيدة إلى أعضاء الهيئة الأكاديمية، والموظفين الإداريين، وطلبة الدبلوم والمرحلة الجامعية الأولى، وطلبة الدراسات العليا، بالإضافة إلى الباحثين من خارج الجامعة الحاصلين على عضوية مكتبية.
وتنسجم هذه السياسة ضمن رؤية شاملة ترتكز على دعم التعليم والبحث، إذ تُؤمن المكتبة لكل فئة شروطًا واضحة في عدد المواد ومدة الاستعارة؛ لتُتيح بذلك للأكاديميين والطلبة والباحثين من خارج المؤسسة فرصة تطبيق مناهجهم البحثية بأريحية ومرونة. وبوسع هذه الفئات أن يعتمدوا على هذه الخدمة كونها جسرا فعالا بين المعرفة والبحث العلمي، إذ يعكس ذلك حرص المكتبة على تعزيز دورها كبيت ثقافي يعانق طموحات البحث والنشر الأكاديمي.
وتُقدّم المكتبة تجربة شاملة تتجاوز الإعارة لتشمل الحجز الأكاديمي للكتب، وتيسير النسخ والطباعة والمسح الضوئي برسوم رمزية، إلى جانب توفير مساحة ملائمة للنقاش الجماعي، وإثراء المسار التعليمي من طريق ورش وبرامج تدريبية تبدأ مع كل فصل دراسي.
وتتيح المكتبة لأعضاء هيئة التدريس حجز مجموعات من الكتب المطبوعة مدة فصل دراسي لتكون محلّ استعمال طلبتهم داخل المكتبة فقط، دون خروجها؛ مما يعزز تركيز المجموعة على محتوى موحد في بيئة حضورية. وفي سياق آخر، يستطيع المستفيدون الذين تجاوزوا مدة الإعارة القانونية حجز بعض الكتب فترة إضافية قصيرة مدتها ثلاثة أيام لضمان إمكانية استعارتها في أثناء تلك الفترة المحدودة.
المكتبة: في قلب المشاركة الثقافية
وتتفاعل مكتبة جامعة نزوى مع محيطها المجتمعي عبر برامج تدريبية واستشارية تستهدف الأفراد والمؤسسات، وتتعاون في دعم الفعاليات الثقافية داخل الجامعة وخارجها. وتُتيح أيضًا عضوية رمزية لأفراد المجتمع والخريجين مدة عام قابل للتجديد، تمنحهم حق الوصول إلى خدمات المكتبة ومجموعاتها المطبوعة والإلكترونية.
وبذلك، وفي قلب النسق الأكاديمي والثقافي، لا تكتفي المكتبة بدورها التقليدي في حفظ الكتب، بل تمتد لتكون جسرًا حيًا بين الجامعة والمجتمع. عبر عضوية ميسورة وبرامج غنية وفعاليات تنويرية، تفتح المكتبة فضاءات متعددة للمعرفة والتفاعل، وتُقّدم كونها منصة للباحث والمفكّر، وتجعل من مبناها بيتًا للجمهور، حيث ينبض الفكر ويتجدد الحوار.
أضف إلى ذلك تلك الأنشطة والفعاليات الثقافية المنتظمة التي تتصدّر المشهد الثقافي للمكتبة في مجموعة متنوعة من الأنشطة، مثل: الموسم الثقافي، والجلسات الحوارية، ومسابقة "تحدي القراءة"، ومعارض الكتب، والنشر الثقافي والعلمي المنهجي في الصحف والمجلّات والمنصات الرقمية؛ لتُبرز الجوانب الحديثة والبارزة في كيفية الوصول إلى أيسر الطرق لخدمات الباحثين والمكتبات والبحث العلمي.