خلف كل تخرج حكاية لا تنسى
حررته: خلود بنت خالد الراشدية
في لحظة الوداع، تختلط المشاعر بين الفرح والحنين… فرح الإنجاز وحنين لأيام مضت لن تعود، هي لحظة يقف فيها الخريج على عتبة مرحلة جديدة، يحمل في قلبه ذكريات لا تنسى، وأصدقاء أصبحوا جزءا من الرحلة، وأحلام بدأت تنمو بين جدران الجامعة. بين قاعات المحاضرات وضحكات الزملاء والسهر مع المشاريع والامتحانات… هناك قصة تروى، وذكريات تبقى خالدة ما حيينا. هذه ليست نهاية، بل بداية لحكاية أخرى تبنى على كل لحظة عشناها هنا.
من طالبة إلى معلمة … سطور من الإصرار
أنا عذراء بنت عبدالله النعمانية درست الإحصاء في جامعة نزوى وأكملت مباشرة المشوار لتحقيق حلمي لدراسة التأهيل التربوي في الجامعة، وبحمدالله أصبحت أستاذة في مادة الرياضيات مباشرة بعد تخرجي في هذا العام.
بدأت رحلتي الأكاديمية في جامعة نزوى عام 2018، إذ التحقت بتخصص الإحصاء واستمر شغفي بالتعليم حتى واصلت دراستي مباشرة في برنامج التأهيل التربوي لعام 2024-2025.
ملامح رحلتي الجامعية
كانت رحلة تحول رائعة في شخصيتي ومهاراتي، فقد طورت تجربتي الجامعية من نفسي وجعلتها نسخة أفضل، وأيضًا ساعدتني في تنمية مهاراتي في التصميم وتصوير الفيديو، الأمر الذي جعلني أستقل بهمها كونهما عملا حرا خارج الجامعة.
بدايتي في الجامعة كانت صعبة بسبب بعدي عن أسرتي وعيش تجربة السكن للمرة الأولى، لكن بفضل الله ومعونة الأصدقاء كان الأمر يسيرًا علي الحمدلله.
كرست جهدي في أول ثلاث سنوات لي في الجامعة في العمل على تطوير نادي فحوى مع عدد رائع من الأعضاء، فقد كنت في البداية رئيسة اللجنة الإعلامية وبعدها نائبة للنادي، التجربتان ساعدتاني في تطوير علاقاتي وتحسين شخصيتي للأفضل، فقد شاركنا مع النادي في الكثير من الأنشطة الداخلية والخارجية.
دافع للاستمرار
وقد كان للدراسة في جامعة نزوى أثر بالغ في تشكيل شخصيتي الأكاديمية، إذ زرعت فيّ روح الاجتهاد والسعي المستمر نحو الأفضل، مما ساعدني على تجاوز الكثير من التحديات بثقة وعزم.
قاعات الجامعة ورفقة العلم
بين جدران الجامعة ورفوف الكتب، تشكلت أجمل الذكريات التي لا تنسى… فرغم صعوبة الدراسة في الجامعة بعض الأحيان؛ إلا أن الطاقم التدريسي فيها كان مساندًا ومساعدًا في تحسين وتطوير أدائنا للأفضل.
حنين لا يغيب
تمر الأيام؛ لكن الذكريات الجامعية تبقى حاضرة بكل تفاصيلها … أفتقد ساعات المذاكرة في مكتبة الجامعة وحملي لأغراضي عند انتهاء الساعات المكتبية، أحن أحيانا لشعور اجتياز المواد الصعبة بمعدل رائع وأصدقاء الجامعة ودعمنا لبعضنا. وأفتقد أيضًا أيام فعاليات النادي وسهرنا في قاعة الحزم لأخراج الفعالية بأفضل صورة ممكنة. للجامعة مكانة عجيبة داخلي أحبها وأعتز بدراستي فيها دومًا.
في الذاكرة
لا تزال في ذهني صور بعض الأساتذة الذين تركوا بصمة لا تمحى في رحلتي التعليمية عندما أتذكر الجامعة مباشرة أتذكر البروفيسور الدكتور زهير الحميري؛ فقد كان له الفضل الدائم في تحسين معدلي الأكاديمي وسعي للأفضل، فكان مثالًا يحتذى به، فلا أنسَ مساندته لي في تطوير نفسي في الإحصاء وتحسين أدائي الأكاديمي فيه.
لا تنتهي
رغم أنني لا أرتبط حاليا بعلاقة مباشرة مع الجامعة، إلا أن أثرها لا يزال حيا في داخلي، فهي المكان الذي شكل ملامح طموحي وبصمته باقية في كل خطوة أخطوها اليوم.
رسالة خريجة
اسعوا للأفضل دومًا ولا ترضوا بأن تكونوا أقل من غيركم باستطاعتكم وجهودكم ودعائكم أن تتغلبوا على كل ما هو صعب عليكم. ثقوا بأنفسكم وقدراتكم؛ فلحظة التتويج تستحق ذلك وأكثر … وفقكم الله فيما يحب ويرضى.