السنة 20 العدد 191
2025/08/17

تمكين المشاريع التقنية وريادة الأعمال من طريق شراكة فاعلة بين مجموعة إذكاء وجامعة نزوى دعمًا لرؤية عُمان 2040

 

 

 

المهندس سعيد بن عبدالله المنذري، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إذكاء"  لـ "إشراقة":

نثمن جهود جامعة نزوى في تعزيز بيئة ريادة الأعمال ونطمح لتمكين أكبر عدد ممكن من المشاريع التقنية المتقدمة للحصول على التمويل اللازم 

نطمح بالشراكة مع جامعة نزوى إلى تمكين أكبر عدد ممكن من المشاريع التقنية المتقدمة للحصول على التمويل اللازم من صناديق مجموعة إذكاء

المجموعة تولي أهمية كبيرة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة من طريق المناقصات المباشرة أو العقود الفرعية غير المباشرة

رؤيتنا تنبع من التزامنا بالإسهام في جعل سلطنة عُمان مركزًا إقليميًا للتقنيات المتقدمة، تماشيا مع رؤية عُمان ٢٠٤٠ وتوجهات جهاز الاستثمار العُماني

 

 

 

 

 

وقعت جامعة نزوى والمجموعة العمانية للاتصالات وتقنية المعلومات "إذكاء" يوم 10 يوليو 2025 اتفاقية تعاون تهدف إلى تنظيم وتطوير العلاقة بين الطرفين لدعم وتعزيز ثقافة الابتكار وريادة الأعمال، ودعم مجال المشاريع الناشئة لدى طلبة الجامعة.

وقع الاتفاقية نيابةً عن الجامعة الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس جامعة نزوى، وعن مجموعة "إذكاء" المهندس سعيد بن عبدالله المنذري، الرئيس التنفيذي للمجموعة، وذلك في حرم الجامعة ببركة الموز.

وفي هذا الإطار أجرت صحيفة "إشراقة" حوارا صحفيا مع المهندس سعيد بن عبدالله المنذري، الرئيس التنفيذي لمجموعة "إذكاء" عن أهمية الاتفاقية مع جامعة نزوى، وجهود الشركة فيما يتعلق بدعم ريادة الأعمال، واحتضان مشاريع الشباب ورعايتها.

وثمن المنذري الجهود التي تبذلها جامعة نزوى في تعزيز بيئة ريادة الأعمال داخل الحرم الجامعي، ونرى أن الاتفاقية التي وقعتها مجموعة إذكاء مع الجامعة تشكل منصة حيوية لدعم الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ماليًا واستراتيجيًا. من طريق "صندوق عُمان المستقبل" الذي يمكننا تمويل المشاريع في مرحلة الفكرة بمبالغ تبدأ من 4 آلاف ريال لتصل إلى 40 ألف ريال، مع إمكانية حصول المشروع على تمويل متقدم.

وقال: "تعمل مجموعة إذكاء على دعم الكفاءات الوطنية والابتكار التقني من طريق الاستثمار الاستراتيجي في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات من طريق مجالات وركائز أساسية عدة، بينها الاستثمار في صناديق رأس المال الجريء لدعم الشركات التقنية الناشئة، خاصةً التي توفّر حلولًا ومنتجات تقنية ورقمية مبتكرة".

 

 

 

 

وهذا نص الحوار :

 

* كيف تقيمون أثر البـرامج والمبادرات التي أطلقتها مجموعة إذكاء في السنوات الأخيـرة في دعم الكفاءات الوطنية الشابة من أصحاب المشاريع الصغيرة والمتوسطة؟ وهل هُناك مؤشرات كمية أو نوعية يمكن الاستناد إليها لقياس هذا الأثر في مستوى بيئة ريادة الأعمال، وما حققته الشركة في هذا الجانب من حيث عدد المشاريع والتكلفة الإجمالية للدعم؟

**تعمل مجموعة إذكاء على دعم الكفاءات الوطنية والابتكار التقني من طريق الاستثمار الاستراتيجي في قطاع تقنية المعلومات والاتصالات عن طريق مجالات وركائز أساسية عدة، بينها الاستثمار في صناديق رأس المال الجريء لدعم الشركات التقنية الناشئة، خاصةً التي توفّر حلولًا ومنتجات تقنية ورقمية مبتكرة.

إذ استثمرت المجموعة في ٤ صناديق لرأس المال الجريء حتى الآن، وقامت هذه الصناديق بالاستثمار في شركات ناشئة عدة. وأيضًا، بالتعاون مع جهاز الاستثمار العُماني من طريق صندوق عُمان المستقبل تم تخصيص مبلغ مالي لدعم مرحلة الأفكار، يُدار من قبل المجموعة لتغطية هذه المرحلة المهمة في تأسيس الشركات الناشئة. 

ولتعزيز هذا الصندوق بأكبر عدد ممكن من الأفكار الابتكارية، وقّعت المجموعة مع ٥ جامعات متخصصة في سلطنة عُمان لربط مخرجاتها من مشاريع التخرج والدراسات العليا بالصناديق الاستثمارية التي استثمرت فيها المجموعة؛ لدعم تلك الأفكار وتحويلها إلى منتجات تجارية وتسويقها وبيعها داخل السلطنة وخارجها. وعلاوة على ذلك، يأتي ضمن مهام إذكاء الاستثمار في الشركات التي وصلت مرحلة النمو من أجل دعمها ليس فقط ماليًا، بل أيضًا استراتيجيًا، وربطها وتعزيز حضورها ضمن شركات جهاز الاستثمار العُماني، ودعم توسعها للأسواق الخارجية. وفعلاً، قامت العديد من الشركات التي استثمرت فيها المجموعة بالتوسع في الأسواق الخليجية والخارجية، فمثلًا إحدى شركات المجموعة توفّر حاليًا خدماتها ومنتجاتها في أكثر من ١٣ دولة في العالم، كما أن شركة أخرى قامت ببيع أحد منتجاتها الابتكارية في أسواق أمريكا وتركيا على سبيل المثال لا الحصر. 

كما عالجت المجموعة من طريق صندوق عُمان المستقبل ومجموعة من الأدوات الاستثمارية الأخرى الفجوات الموجودة في بيئة الشركات الناشئة، ابتداءً من مرحلة الفكرة وحتى مرحلة النمو، ونتج عن ذلك تغطية كل مراحل الاستثمار كما تم ذكره سابقًا. أضف إلى ذلك جهود المجموعة في نقل التقنيات الحديثة إلى السلطنة، إذ تمكنت المجموعة مثلًا من الاستثمار في أشباه الموصلات ونقل أحد أهم المكونات في سلاسل القيمة المضافة في هذه التقنية (تصاميم أشباه الموصلات) إلى السلطنة عبر الشراكات والاستثمارات مع الشركات الرائدة في هذا المجال، إذ يعمل حاليًا ما يقرب من ١٠٠ مهندس ومهندسة عمانيين في هذه التقنية، ويتوقع أن يتضاعف العدد في السنوات القليلة القادمة، إن شاء الله.

مثال آخر: الطباعة ثلاثية الأبعاد وصناعة الطائرات دون طيار، إذ استثمرت المجموعة في عدد من الشركات العمانية المتميزة في هذه التقنيات بهدف توطينها في السلطنة وتوفير فرص عمل ذات مستويات مهارية متقدمة. كما أن أحد أهداف استثمارات المجموعة هو دعم الابتكار والتطوير، فعلى سبيل المثال بلغ إجمالي الاستثمار في البحث والتطوير على مستوى المجموعة: ٨٧٧,٠٠٠ ريال عُماني في عام ٢٠٢١ و o ١,٣٠٠,٠٠٠ ريال في عام  و٢٠٢٢ وo ٢,٦٠٠,٠٠٠ ريال في عام ٢٠٢٣ وهو ما يعكس نموًا بنسبة ٥٠٪ بين عامي ٢٠٢١ و٢٠٢٢، و١٠٠٪ بين عامي ٢٠٢٢ و٢٠٢٣. وفي السياق نفسه، نما عدد الموظفين في قطاع البحث والتطوير من: o ٢٥ موظفًا في عام ٢٠٢١  إلى ٦١ موظفًا في عام ٢٠٢٢ ، ووصل إلى ٣٠٦ موظفين في عام ٢٠٢٣.

كما تولي المجموعة أهمية كبيرة لتمكين المؤسسات الصغيرة والمتوسطة، سواء من طريق المناقصات المباشرة التي تطرحها شركاتها، أم العقود الفرعية غير المباشرة. وتشير التقديرات إلى أن: o ٣٠٪ من إجمالي المناقصات المباشرة، بما يعادل ١٢,٢٠٠,٠٠٠ ريال عُماني في عام ٢٠٢٣، ذهبت إلى شركات صغيرة ومتوسطة ،  بينما بلغت نسبة العقود غير المباشرة حوالي ٤٦٪، بقيمة تقديرية بلغت ١٧,٦٠٠,٠٠٠ ريال.

 

*في ضوء ما تقوم به مجموعة إذكاء من جهود في دعم مشاريع الشباب، ما المنهجية العلمية أو المعايير الموضوعية التي تتبعها المجموعة في دراسة وتقييم الأفكار والمشاريع الريادية المقدمة من قبل الشباب؟

** نستخدم في صناديق رأس المال الجريء التابعة لنا آليات تقييم متقدمة مبنية على مراحل عدة. ففي مرحلة الفكرة، نركز بشكل أساس على قوة الفريق المؤسس، وقدرته على التنفيذ، وأصالة الفكرة، والقطاع أو القطاعات المستهدفة، بالإضافة إلى قابلية المشروع للتوسع إقليميًا، وهو أحد معاييرنا المحورية. كما نأخذ بعين الاعتبار قدرة الفكرة على تجاوز حدود السوق المحلي نحو أسواق أكبر، وهو ما نعدّه ركيزة استراتيجية في دعم المشاريع. كل هذه الصناديق لديها لجان استثمار من خبراء متخصصين لتقييم تلك الأفكار بشكل مستقل عن المجموعة، لضمان استقلالية التقييم وموضوعيته. 

 

*هل يمكنكم اطلاعنا على الرؤية المستقبلية لمجموعة "إذكاء" تجاه دعم المشاريع الشبابية الوطنية، وكيف تسهم هذه الرؤية في بناء منظومة متكاملة لريادة الأعمال تركز على الابتكار والاستدامة والتكامل مع أولويات التنمية الوطنية؟

** رؤيتنا تنبع من التزامنا بالإسهام في جعل سلطنة عُمان مركزًا إقليميًا للتقنيات المتقدمة، بما يتماشى مع رؤية عُمان ٢٠٤٠ وتوجهات جهاز الاستثمار العُماني. نعمل حاليًا ضمن منظومة الابتكار الوطنية التي تهدف إلى الربط بين كل الأطراف الفاعلة – من مؤسسات أكاديمية، وهيئات حكومية، وشركات خاصة – سواء من شركاتنا التابعة أم من شراكات استراتيجية، لبناء بيئة تقنية متكاملة تدفع عجلة التنمية الاقتصادية.

تركيزنا القادم سيكون على التقنيات المتقدمة، مثل: الذكاء الاصطناعي، أشباه الموصلات، الطباعة ثلاثية الأبعاد، وغيرها، وقد خُصصت معظم استثمارات المجموعة ضمن خطة أعمالها في هذه المجالات.

 

 

 

 

 

* ما طبيعة الدعم الذي تقدمه مجموعة " إذكاء" للمشاريع المحتضنة؟ وهل يشمل الدعم جوانب مالية فقط أم يتضمن كذلك دعما فنيا وتوجيها استشاريا وتدريباً متخصصا يعزز فرص نجاح المشروع في بيئة السوق التنافسية؟ 

** ندعم المشاريع في مراحلها الأولى من طريق أحد استثمارات المجموعة، وهي التي تعمل بشكل مباشر مع رواد الأعمال في مرحلة الفكرة، لمساعدتهم في تحويلها إلى نموذج أولي، ومن ثَم إلى مشروع قابل للنمو. يشمل هذا الدعم تمويلًا أوليًا، توجيهًا استشاريًا، احتضانًا، وربطًا بالأسواق الإقليمية. كما نعمل حاليًا على بناء شبكة شراكات دولية تساعد هذه المشاريع على دخول أسواق جديدة، وخاصةً السوق السعودي الذي نعدّه بوابة استراتيجية للمنطقة.

 

*في ضوء توقيع اتفاقية التعاون بين جامعة نزوى ومجموعة "إذكاء" كيف تقيمون الأبعاد الاستراتيجية لهذه الشراكة في تعزيز بيئة الابتكار وريادة الأعمال داخل الجامعة، لا سيما فيما يتعلق باحتضان المشاريع الطلابية ضمن حاضنات الأعمال التابعة للمركز؟

** نثمّن الجهود التي تبذلها جامعة نزوى في تعزيز بيئة ريادة الأعمال داخل الحرم الجامعي، ونرى أن هذه الاتفاقية تشكل منصة حيوية لدعم الطلبة وأعضاء هيئة التدريس ماليًا واستراتيجيًا. ومن طريق صندوق عُمان المستقبل يمكننا تمويل المشاريع في مرحلة الفكرة بمبالغ تبدأ من ٤,٠٠٠ ريال وتصل إلى ٤٠,٠٠٠ ريال، مع إمكانية حصول المشروع على تمويل متقدم يصل إلى ٢٠٠,٠٠٠ ريال إن دعت الحاجة، أي بإجمالي ٢٤٠,٠٠٠ ريال عُماني لمشروع واحد في مرحلة التأسيس فقط؛ مما يمنح رائد الأعمال فرصة كاملة للتركيز على تطوير فكرته وتحقيق النمو. 

 

*ما الأثر المتوقع من هذه الاتفاقية على مستوى تمكين المشاريع الطلابية الناشئة، من حيث توفير الدعم المالي والاستشاري والتقني؟ وكيف تسهم هذه الخطوة في تحويل الأفكار الريادية داخل الجامعة إلى مشاريع اقتصادية قابلة للنمو والاستدامة؟

** نطمح من هذه الاتفاقية إلى تمكين أكبر عدد ممكن من المشاريع التقنية المتقدمة للحصول على التمويل اللازم من طريق صناديق الاستثمار التي استثمرت فيها مجموعة إذكاء. هذا الإنجاز سيحفّز المزيد من الطلبة على خوض تجربة ريادة الأعمال، ويزيد من فرص تحوّلهم إلى أصحاب مشاريع مستقبلية، مما يخلق تأثيرًا مضاعفًا في الاقتصاد المحلي والبيئة الجامعية.

وتنص الاتفاقية التي تم التوقيع عليها على تنظيم فعاليات تعليمية وتدريبية تشمل ورش عمل، وجلسات إرشاد، وعروضًا تجريبية في مجال الابتكار، إلى جانب تعزيز فرص تطوير مشاريع ناشئة واعدة بالتعاون المشترك، وتأطير العلاقة بين الطرفين ضمن شراكة استراتيجية.

وتضمنت الاتفاقية تشكيل فريق عمل من الطرفين يتولى مسؤولية وضع خطة عمل لتفعيل مهام الطرفين، ومتابعة الإنجازات الرئيسة ومجالات التحسين بشكل دوري، بالإضافة إلى معالجة العقبات التي قد تعيق تنفيذ الخطة، وتقديم الحلول والآليات المناسبة لتحقيق أهداف الاتفاقية، وتشجيع تبادل الخبرات ودعمها عبر برامج التدريب والإعارة.

عقب التوقيع، بحث الأستاذ الدكتور رئيس جامعة نزوى مع المهندس سعيد المنذري مجالات وفرص التعاون المشترك في دعم ريادة الأعمال، بالإضافة إلى مشاريع الابتكار وريادة الأعمال، وكذلك التعاون في المجالات البحثية والأكاديمية المختلفة.





إرسال تعليق عن هذه المقالة