مكتبات زرتها (7)
مكتبة جامعة نزوى: حيث تنبض المعرفة وتُصاغ العقول
محمد الإسماعيلي
في قلب جامعة نزوى، بين أروقة العلم ومشاهد التعلّم النابضة، تقف مكتبة الجامعة شامخةً كونها منارة فكرية رائدة، تنثر نور المعرفة في كل اتجاه. إنها ليست مجرد مبنى يعجّ بالكتب، بل فضاء ملهم يجمع بين الأصالة والحداثة، ويؤسس لجيل قارئ، باحث، مبدع، نقاد.
تتنفس هوية المكان
منذ أن تطأ قدماك المكتبة، تشعر بأنك دخلت إلى عالم موازٍ، عالم يعبق بعبير الكتب وروح العلوم الأصيلة. تصاميمها الهادئة، وأناقة رفوفها، وبساطة الأثاث الخشبي، وأمّات الكتب والدواوين، تجسد تناغمًا بين الجمال والوظيفة والاتجاه. هي مكتبة تنتمي للمكان بقدر ما تنفتح على العالم.
أكثر من مجرد كتب
تحتضن المكتبة بين جنباتها آلاف الكتب في مختلف التخصصات والمعارف؛ لكنها لا تكتفي بذلك؛ بل هناك قواعد بيانات إلكترونية حديثة، ومصادر رقمية متقدمة، وأجهزة بحث متطورة، تجعل منها مركزًا معرفيًا متكاملًا يطمح ليواكب روح العصر، ويخدم الطلبة، والباحثين، وأعضاء هيئة التدريس بكفاءة عالية.
مكتبة تُحدث الفارق
ما يميّز مكتبة جامعة نزوى ليس فقط محتواها، بل روحها. طاقمها من العاملين لا يقدّمون الخدمة فحسب، بل يصنعون تجربة. تجدهم دومًا في استقبال الباحثين، يرشدون، ويساعدون، ويُلهِمون. حتى أصبحت المكتبة بيئة حاضنة لجديد الإصدارات والمبادرات، وورش العمل، والفعاليات الثقافية، التي تحوّل البحث العلمي إلى رحلة ممتعة.
نحو المستقبل
وفي حوارٍ سابق مع الدكتور جمال السالمي، مدير المكتبة، كشف عن تغيّرات عديدة قادمة، تهدف إلى تحويل المكتبة إلى مركز رقمي معرفي متكامل؛ إذ ستشهد المكتبة تحديثات في أنظمة الفهرسة، وتوسيعًا في الاشتراكات الإلكترونية، بل وربما مساحات جديدة تعزز من تجربة التعلم الذكي.
حيث تبدأ الحكايات
في زمن يركض خلف السرعة، تظل مكتبة جامعة نزوى مساحة لآفاق مبدعة والبحث العميق. إنها القلب الثقافي النابض للجامعة، والمكان الذي تبدأ فيه الحكايات الأكاديمية، وتنضج فيه الأحلام العلمية. ففي كل زاوية من زواياها، هناك طالب يقرأ، وباحث يكتب، وعقل يتفتح… وهنا، حيث الكتب تُصافح العقول، تبدأ رحلة المعرفة
بين رمزية الكلمات وتفاعل المستفيد
وقد شدّ انتباهي -في الوقت نفسه الذي كنت أكتب فيه هذه المقالة- تغريدة للكاتب والصحفي حسين الراوي، بعثها من مدونته في منصة X، إذ سجّل على إثرها تجربة تُبرز الدمج العبقري بين التقنية والتواصل الإنساني لمكتبة جامعية؛ فكانت كلماته أكثر دفئا وأعز مكانة لتصل إلى قلب القارئ بصدق؛ فاستعماله اللغوي شكّل خطابا مؤثرا وأنيقا على وفق أسلوب أدبي يَليق بجوهر تجربته القيّمة مع مكتبة جامعة نزوى من طريق تواصله مع أمينها الأستاذ محمد الحسيني.
لقد كانت تجربته ملهمة كما وصفها؛ ليُعبّر عن هذا التأثير الإنساني، الذي تقف وراءه جهود أكاديمية وتكنولوجية متطوّرة تبني لبنات أي مؤسسة معرفية، بلغة راقية تُظهر تقديرا للعمل الصامت الذي يكرّس وقته وجهده كادر بشري نبيل؛ بهدف تسهيل إمكانية الوصول إلى المعرفة دون ضجيج أو نزعات فردية.
إنّ هذه التدوينة لَشهادة معبّرة نطق بها الراوي، أو كما تقدّمه المواقع: كاتب في أكثر من صحيفة ومجلة، ومتخصص في القانون الإداري، ومؤلف لكُتب عدة، وصانع مُدربين ومُقدم دورات علمية تدريبية، وباحث في أنثروبولوجيا الشعوب؛ إذ تحتفي بسياق تجربة إنسانية بحثية؛ فقد جمع بين التقدير الذاتي لمكتبة جامعة نزوى كونها منارة علمية ومعرفية، والاعتراف بالدور البشري المميز متمثلا بأمين المكتبة.
وتعكس اختيارات الكاتب -باستعمال كلماته التقديرية والتحفيزية- عمق التجربة التي لم تحتج زيارة ميدانية؛ بل خدمة ذات احترافية عالية وتواصل سريع وفاعل؛ ليتمكّن من الحصول على احتياجاته بفضل الله تعالى ثم النظام الخدمي للمكتبة وكفاءة أمينها الموظّف الذي رفض ذكر اسمه بالكامل؛ لِيعكس فرادته في قيمة رفعة المسؤولية وتواضع العقل المثقف واليد العاملة.
وتواصل مكتبة جامعة نزوى السَير قُدُمًا لتؤكد أنها مصدر معرفي أكاديمي لا غنى عنه؛ إذ لم تسعَ يومًا لتكون مجرّد مكان لِتكديس الكتب وحفظها وعرضها؛ إنّما كنز معرفي ومخزون فكري غنيٌّ بأمّات المصادر وحديث المراجع والدراسات والبحوث وجديدها؛ لتشكّل مادة خصبة لا تُقدّر بثمنٍ للعلماء والأدباء والباحثين وطلبة العلم. كذلك يأتي تحولها الرقمي وتقنيات خدمة البحث المتكامل المرتبط بقواعد بيانات عالمية ليمكّن المستفيدين من سلامة الوصول إلى آلاف المحتويات؛ كونها تدير أنظمة متطوّرة للخدمات الرقمية والمواد البصرية والسمعية وغرف البحث والتنزيل عن بُعد.