رحل فطوبى للراحلين
كتبه: أبو الخِل خليل بن محمد بن راشد الحوقاني
ليلة الأحد: 12 ذو الحجة 1446هـ
الموافق 8 يونيو 2025م
دخل علينا عيد الأضحى المبارك 10 ذو الحجة 1446هـ الموافق له 6 يونيو 2025م، ونحن نفتقد من تعوّدنا زيارته كلَّ عيد، بل تعوّدنا زيارته في مختلف الأوقات والمناسبات؛ خاصة بعد مرضه الأخير وقعوده في البيت، إنه الوالد العزيز الحبيب سالم بن سعيد العدواني - رحمه الله- الذي رحل عن دنيانا الفانية في السابع من ذي الحجة لعام 1446هـ الموافق له 3 يونيو 2025م.
ولد في نزوى في بستان دارس في يوم 1 يناير 1933م – حسب تقدير السن للتاريخ الميلادي-. وفي سنينه الأولى التحق بمدارس القرآن لتعلم القراءة والكتابة في المساجد، إذ كانت نزوى تعج بالعلماء والأدباء والفقهاء، فكان العهد عهد الإمام محمد بن عبد الله الخليلي (ت: 1373هـ/1954م) ويذكر الوالد سالم العدواني عن نفسه أنه كان مع أقرانه في سن الصغر يذهبون لمصافحة الإمام الخليلي، وكانت كفه كالقطن. وللحصول على لقمة العيش بدأ الوالد سالم العدواني مزاولة مهنة البيدرة كأغلب العمانيين في ذلك الزمان؛ وهو العمل في الجانب الزراعي، خاصة النخيل من خروفة وتحدير وشِرَاطة إلا أن هذه المهنة لم تكن كافية لسداد احتياجاته المعيشة؛ فضلاً عن وجود الفقر وقلة الأعمال الأخرى. فقرر؛ استجابة لدعوة أخويه الأكبر منه سنًّا علي وسليمان أن يهاجر إلى زنجبار- أندلس عُمان- ويعمل معهما هناك، وكان عمره حينها 17 سنة، أي حوالي عام 1950م. وأصبح بعدها يتردد على عُمان بين فينة وأخرى؛ لكنَّ أكثر استقراره في زنجبار وبقي بها مدة 32 سنة، ورجع بعدها إلى عُمان عام 1982م، وكان عمره ما يقارب 49 سنة.
وعندما استقر به المقام في نزوى قافلا من زنجبار بدأ البحث عن عمل آخر؛ فرجع إلى مهنة البيدرة، ومارس تجارة بيع الملابس والأحذية، ثم انتقل لمهنة الحراسة في إحدى شركات السيارات بشارع الوكالات في منطقة فرق، وبعدها انتقل إلى سوق نزوى لممارسة التجارة الحرة، وأصبح لديه "تبروزة" بسطة يبيع فيها الحلوى والمكسرات.
يمشي الهوينا قادما إلى مسجد العسَّافة كعادته إذ كان حينها لا يتكئ على عصا، فَيَصِلُ المسجد باكرًا مُقدِّمًا ركعتين تحيةً للمسجد ثم ينتظر وصول أصحابه الشيَّاب: حمود بن حمد الخروصي "ضيقة"، وسليمان بن سعيد المنذري "الحدادية" وعبد الله بن محمد بن عيسى العبيداني – شفاه الله - ومحمد بن سالم الأغبري، وسعود بن زهران الإسماعيلي، وحمود بن سعيد الإسماعيلي "الجحافي"، ومحمد العنبري "السليمي" وغيرهم من جماعة المسجد، منهم من رحل إلى الدار الآخرة، والقليل من بقي منهم.
وبعد صلاة العصر ما زلتُ أذكر كلمته الشهيرة "كمسيت خليل" "كمسيت صالح بن سعيد" "كمسيت سعيد بن خلفان" "كمسيت حمود" وأحسبها أنها اختصار لثلاث كلمات، هي: "كيف أمسيت يا خليل؟" وبعدها يتشاور مع جماعة المسجد للذهاب إلى عزاء سمع به في سبلة الغنتق أو الغافتين أو سبلة حارة الوادي أو غيرها من الأماكن، وينادي على الوالد محمد بن سالم الأغبري: "أوووه محمد أتلقيونا قدَّامكم أنا وأحمد بن سعيد" يقصد أحمد بن سعيد الإسماعيلي جاره أو أحيانا يكون برفقة جاره خلفان بن هلال العَدواني أو نجده برفقة ابن أخيه سعود بن محمد العَدواني، وإن لم يجد هؤلاء تقدَّم إلى الباحة ليركب مع الوالد محمد بن سالم الأغبري وبقية الجماعة الحاضرين، ويا لروعة من يصاحبه ويجلس معه، تجد البشاشة واللطافة والضحك المصحوب بالطَّميشة والغشمرة اللطيفة خاصة مع الوالد المرحوم حمود ضيقة؛ إذ كان اسم على مسمى، يضيق ذرعا – وهي طبيعة فيه- من مواقف بسيطة، والوالد سالم العدواني كونه رفيقه، عادة ما يتلاطف معه ليثير غضبه، وهو غضب مصحوب بالمزاح لا الجد، وينتهي بالضحك.
وعقب صلاة المغرب لا يخرج إلى بيته إلا لحاجة، فمن عادته أن يرابط بين الصلاتين، ومعه والدي والوالد حمود ضيقة والوالد محمد بن سالم الأغبري حفظه الله. وفي سنواته الأخيرة قبل مرضه يبقى وحيدا في المسجد بين الصلاتين ويلازم تلاوة كتاب الله، ويقرأ في اليوم معدل جزء أو جزئين، رغم بداية مرضه وشعوره بالعنن الدائم لأقدامه، وكم من المرات سقط في المسجد من الكرسي لعدم قدرته على التوزان، وكم من المرات أرجعه الولد الفاضل حمد بن خلفان بن حمد بن عامر راعي الدكان إلى بيته؛ لعدم قدرته على المشي. بل حتى عندما لم يتمكن من المشي أصبح يأتي بالسيارة ذهابا وإيابا مع ابنه علي أو حفيده المنيب بن علي.
ولما بدأت خطواتنا الأولى ونحن صغار إلى مسجد العسَّافة بولاية نزوى كنت أراه من أوائل المبادرين للصلاة في الجماعة، وحسب ذاكرتي الخؤون لم أره مستدركا في صلاته إلا مرة واحدة. ويذكر لي ابنه علي أنه تمر عليه السنة والسنتان ولا يفوته فرضٌ في المسجد؛ بل هذا بشهادة جماعة المسجد من المقيمين والوافدين؛ كل هذا لحرصه على شهود صلاة الجماعة، وقد اعتاد على عدم تركها، "ولكل امرئ من دهره ما تعوَّدا". وحتى لما عجز ومرض عن شهود صلاة الجماعة في المسجد، تأسف كثيرا لعدم قدرته الوصول إلى المسجد؛ وكان من فطانة أولاده وأحفاده أن أقاموا صلاة الجماعة معه في البيت؛ لئلا يصلي بمفرده، وليشعر أنه ما يزال مواظبًا على صلاة الجماعة، وهذا من توفيق الله للعبد أن يستمر في أداء الصلاة في جماعة إلى آخر أيام عمره.
ومن المواقف العجيبة في هذا الجانب ما أخبرني به ابنه علي أن والده لم يحضر لصلاة المغرب في المسجد في عام 2011م، فسأله ابنه علي: يا أبتي لِمَ لم تحضر المسجد لصلاة المغرب؟ فتساءل الوالد سالم: وهل أُذِّنَ لصلاة المغرب؟! فقال له: نعم وقد صلينا وانتهينا. – أي كأنه ذهل ونسيَ وقت الصلاة على غير عادته – وهذا الأمر أحدث شكًّا لدى أولاده فذهبوا به إلى المستشفى؛ فتبين أنه مصاب بجلطة، ولم يعرفوا ذلك إلا بسبب تغيُّبه عن شهود صلاة الجماعة، فأجريت له عملية بعد عدة أيام، وأول ما أفاق من تخدير العملية، ورجعت له قواه العقلية قال أول عبارة: "تراني ما صليت"، فقالوا له: ستصلي إن شاء الله تعالى.
وبعضنا وللأسف الشديد لا يشكو مرضًا ولا وجعًا، ويتخلف عن أداء صلاة الجماعة؛ بل نجد كثيرين يدخلون مساجد في المراكز التجارية أو المولات أو المساجد التي على الطرقات، ويتهرب من أداء صلاة الجماعة أو يدخل ويصلي مباشرة بنفسه ولا يكلف نفسه عناء انتظار أحد ليؤدوا الصلاة في جماعة، وإن أقيمت الصلاة جماعة وهو يصلي مفردا يواصل صلاته ولا يقطعها فيدخل مع الجماعة القائمة، وأُحْجِمُ عن الحديث عن الذين لا يصلون أبدا. والله المستعان
وكما جاء في بعض الروايات أن "قارئ القرآن لا يَخرف" يذكر لي ابنه علي أنهم كانوا مرة يصلون صلاة المغرب في جماعة في البيت، ومعهم والده على كرسي – وهو في عمر الثانية والتسعين سنة – وبمعيتهم كذلك حفيده المنيب بن علي، فقرأ ابنه علي آياتٍ من منتصف سورة البقرة فتوقف في موضع لم يستطع استحضاره؛ ففتح له والده مباشرة. وعند انتهاء الصلاة التفت ابنه علي معاتبًا ولده المنيب: "أنت نائم وما شاء الله جدَّك وهو بهذا العمر وذهنه حاضر ويفتح لي الآية".
ولا زلت أذكر بعض المواقف الطريفة في مسجد العسافة بصحبة الوالد سالم العدواني، فلا بد على الداخلين أن يسلِّموا عليه؛ لأنه أول القادمين عادة للصلاة بعد المؤذن إن لم يكن هو المؤذن، ومكانه معروف في الصرح الخارجي، "السلام عليكم باه سالم؟ وعليكم السلام خليل كمسيت؟". وكم شكى منا من تطويل الصلاة في بعض الأحيان في صلاة التراويح "عن طَّول علينا في الصلاة ترانا رجولنا". وأذكر مرةً سألني وأنا داخل للمسجد عن تكبيرات عيد الأضحى متى تنتهي؟ فقلت له: في اليوم الثالث عشر من أيام التشريق، وهذا القول ربما كان جديدا عليه وعلى كبار
السن معنا في المسجد، ومنهم والدي الإمام، فكان من عادتهم أن يقطعوا التكبيرات في اليوم الثاني عشر من أيام التشريق باعتباره اليوم الثالث من أيام عيد الأضحى المبارك، فتقدَّم والدي حينها لصلاة العصر في اليوم الثاني عشر من ذي الحجة وسلّم من صلاة العصر ولم يكبِّر والتفت للجماعة ليدعو فقال له علي العدواني ابن الوالد سالم: باه محمد بعدهن التكبيرات بعدهن، فقال له والدي متعجبا: كيه اليوم نهايتهن. قال له الأستاذ علي: لالا بعدهن باه محمد كبّر كبّر. فرجع والدي متوجها إلى القبلة وقال: "تعايينابكم" ثم كبَّر. فابتسمت الجماعة من تلك الكلمة وكان يقصد بها: حيرتونا من هذه الأقوال التي تأتون بها كل مرة.
ويُعرف الوالد سالم بن سعيد العدواني بدراجته الهوائية فيغدو ويروح بها إلى سوق نزوى، وابتسامته التي يوزِّعها على السابلين في الطريق، أو يضرب على "الطرنجيلة" مُحدثًا صوتًا موسيقيا رائعا، مُشْعِرًا الآخرين بمروره أو رغبته في عبور الطريق. وكان رفيقه الدائم في قيادة الدراجة الهوائية أخوه المرحوم سليمان بن سعيد العدواني أو ابن أخته الوالد الفاضل حمود بن سعيد الفرقاني – أطال الله في عمره.
وعند رجوعهم من السوق بدراجتهم الهوائية قبل أذان الظهر يمرون على الوالد ناصر بن نصير الصباحي؛ ويتناولون القهوة ويجلسون معًا مُعيديْنَ شيئا من ذكرياتهم الكثيرة في زنجبار؛ إذ كان رفيقهم هناك. وعندما يصل الوالد سالم بن سعيد العدواني منطقة دارس قُرب بيتنا ينادي والدي بأعلى صوته وهو على طريقه: "أووووه محمد بن راشد عاد غدّيوه سعيد" ثم يضحك كثيرا ويواصل طريقه. إذ كان حينها يعلم أن ولده سعيدا موجودٌ في بيتنا برفقة أخي حمد -رحمه الله- عندما كانا لا يفترقان إلا قليلا.
ولما لازم سوق نزوى لممارسة بيع المكسرات والحلوى، كان بجواره والدي، وعند ذهابي عند والدي لا بدَّ أن أمر لأسلم عليه أو بصحبة إخوتي، ولا بد أن أنقل بعض الطُّرف والنُّكت بينهما؛ إذ كان لوالدي والوالد سالم بن سعيد العدواني "تبروزة" يعرضان عليها بضائعهما للبيع، ويفصل بينهما المطعم في السوق المركزي للخضروات.
وعند السلام عليه يقول لي: "أوووه خليل عدتوا مودين الغوازي البنك؟" ويضحك كثيرا حتى يحمرَّ وجهه، ومقصده أن السوق لا بيع فيه ولا شراء فلا حركة تُذكر، وأنه من كثر بيع والدي بعثنا بأموالنا إلى البنك. وعندما أرجع لوالدي وأخبره بما قال لي الوالد سالم يضحك كثيرا ويقول لي: "هيه خبره شالينهن الغوازي من كثرهن في جواني، فاشعاتنا ظهورنا".
وإن ذهب أحدهما أو كلاهما إلى الحج في تلك السنة؛ فإننا نقوم بمقامهما في التبروزة، ابنه علي نيابة عن والده، وأنا أو أحد إخواني نكون بمكان والدي، وهي السنة التي تحدث فيها الخسارة بسببنا.
وتجارة الحلوى والمكسرات يزيد الإقبال عليها في العشر الأواخر من رمضان أو العشر الأوائل من ذي الحجة أي قبل العيدين، ونظرا لكثرة الحركة نحضر لمساعدة الوالد ومعي بعض إخواني، وفي المقابل يأتي ابنه علي لمساعدة والده، وهنا تحدث النكت والطرف الممتعة، فكم تلقينا اللكمات والصفعات بسبب التأخر عن والدي أمام الخلق، ولم أكن شاهدا حينها على مواقف الوالد سالم العدواني مع ابنه علي؛ ولا أظن تخلو مما يمر بنا.
ولكون الحركة التجارية مع والدي والوالد سالم العدواني تكثر في هذه الأيام فقط؛ فإنهما يجتهدان في تعويض ما فاتهما في الأشهر الماضية، ويحرصان على الظفر بأكبر قدر ممكن من الأموال؛ لدفع مستحقات إيجار التبروزة؛ فضلا عن سداد حاجيات الأسرة، ونحن لا نحسن هذه الحسابات الدقيقة التي يحسبان لها حسابا؛ فنأتي لمساعدتهم أو البقاء مكانهم، ويحدث أن
نبيع بأقل عن الثمن الموضوع للسلعة؛ تساهلاً مع المشتري، ولتمشي السلعة أيضا بدل وجودها لأشهر طويلة خاصة المكسِّرات، ومرةً أذكر أن علي ابن الوالد سالم العدواني أراد أن يبيع شيئًا من المكسِّرات بأقل عن القيمة التي وضعها أبوه، فاستأذنه للتخفيض على المشتري، فردّ عليه الوالد سالم والغضب على وجهه "بيعه وحدك كان باغي" بمعنى عليك أن تدفع الفارق من جيبك.
أما علاقته بالناس وبجيرانه خاصة؛ فطيبة وجميلة جدا، فكان يحبهم كثيرا ويضيِّفهم في بيته؛ حتى الوافدين الذين يجاورنه أو يصلون معه في المسجد، كان يرعاهم وينشدهم ويضيِّفهم معه في البيت؛ خاصة جاره البيت بالبيت الأستاذ عون السوداني، المقيم في السلطنة منذ عشرات السنوات. فكان دائم الطلب من ابنه علي أن ينادي جارهم الأستاذ عون؛ لتناول القهوة في البيت معًا؛ فضلا عن الناس الآخرين. ولم يصل خبر وفاة الوالد سالم العدواني إلى الأستاذ عون، وعندما علم تأسف كثيرا، فحضر إلى مجلس العزاء، فأخذ يصافح الناس وهو يبكي وإلى أن انتهى، ولم يتوقف بكاؤه إلا عندما أحضره علي ابن الوالد سالم العدواني بنفسه بالقُرب منه؛ وهدَّأ روعه وخفَّف عنه.
وفي آخر سنوات عمره اشتكى من عنن أرجله؛ فضلا عن كبر السن، وكان باب بيته مفتوحا لزيارته من الناس، وتعوَّدنا جماعة المسجد أو بصحبة بعض إخواني أن نزوره باستمرار على مدى ما يقرب من 5 سنوات وهو على فراش المرض، مبتسمًا محتسبًا صابرًا، وحالته في كل سنة تسوء. وأصبحت بعدها أزوره بنفسي عندما أزور والدي بمنطقة دارس، وعادة أزوره بعد صلاة العصر أو قبيل المغرب، وأحيانا لا أرغب بتناول القهوة ويصر عليَّ بقوله: "قهوة الغروب تزيل الكروب".
وفي رمضان الماضي 1446هـ/2025م ساءت حالته أكثر واحتاج إلى عناية أكبر، فنُقِلَ إلى بيت ابنه الأكبر سعيد بمنطقة حي التراث الشمالي وزرته هناك بصحبة العم عيسى بن زاهر الإسماعيلي، ولما ازداد وضعه الصحي سوءًا بقي في مستشفى نزوى أكثر من أسبوعين، ويسَّر الله لي زيارته كذلك قبل وفاته مع العم عيسى بن زاهر الإسماعيلي، وبعدها بأيام وصلنا خبر وفاته، وهو في سن 93 سنة.
وفي أيامه الأخيرة بالمستشفى ذكر لي كذلك ابنه علي أنه أراد اختبار ذاكرة أبيه في القرآن، وعليه جهاز التنفس، فقال له: باه. بسم الله الرحمن الرحيم، إذا جاء نصر الله والفتح..، فأكمل والده السورة إلى نهايتها وهو في مرضه الأخير. وفي هذا دلالة إلى أن قراء القرآن المداومين على تلاوته لا يصابون بالخَرف ولا الهذيان.
ومن البشارات التي بلَّغني بها ابنه علي أيضًا أنه في وقت وفاته تقريبا عند الساعة الرابعة إلا ربع فجرًا رأت إحدى بناته في المنام أن أبيها واقفٌ في مكان جميل جدا، وكأن شبابه رجع إليه، مرتديًا ملابس بيضاء، ومن خلفه ماء وأفلاج وأشجار، وقال لها كلمات طيبات. وعندما استيقظت لصلاة الفجر ذهبت للوضوء ثم اطلعت على الهاتف فوجدت خبر وفاة أبيها في نفس وقت رؤيتها. ورؤيا أخرى رأتها إحدى النساء لما حضرت العزاء رأت الوالد سالم العدواني وعليه بياض في وجهه وهو يتمتم بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم "اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم ..." وهي تردد الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، واستيقظت من نومها وهي تصلي على النبي صلى الله عليه وسلم. وهذه البشارات المنامية كما قال النبي صلى الله عليه وسلم: "الرؤيا الصالحة من الرجل الصالح هي عاجل بشرى المؤمن".
رحم الله الوالد سالم بن سعيد العدواني وتقبله في الصالحين، وجعل أيام مرضه كلها كفارة من الذنوب والخطايا فقد ثبت عن سيدنا النبي صلى الله عليه وسلم من طريق السيدة عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها أنه قال: ما يصيب المؤمن من همٍّ ولا غم ولا حزن ولا وصب حتى الشوكة يشاكها إلا كانت كفارة لخطاياه. سائلين الله تعالى أن يجعله ممن كُفِّرتْ خطاياهم وإيانا والقراء. اللهم آمين