ابتكار عُماني لمواجهة التلوث البلاستيكي
الغالية الكلبانية تطور أكياسًا بيئية تتحول إلى سماد في 7 أيام
في مبادرة نوعية تُعزز من جهود الاستدامة البيئية، تمكنت الطالبة الغالية بنت ناصر بن علي الكلبانية من جامعة نزوى من ابتكار أكياس صديقة للبيئة قابلة للتحلل الكامل في غضون سبعة أيام، لتتحول بعدها إلى سماد عضوي يُسهم في تغذية التربة؛ مما يجعلها بديلاً مستدامًا وعمليًا للأكياس البلاستيكية التقليدية.
وفي تعليقها على الابتكار، أوضحت الطالبة فاطمة بنت ناصر الهنائية أن هذا المشروع جاء استجابة لحاجة متزايدة لحلول بيئية فعالة تُسهم في حماية البيئة وتقلل من المخاطر المرتبطة بالاستخدام المكثف للبلاستيك. وأضافت أن الأكياس الجديدة تمتاز بسرعة تحللها إلى سماد عضوي في فترة قصيرة لا تتجاوز الأسبوع، دون التأثير في جودتها في الاستخدام، إذ يجري تصنيعها من مكونات طبيعية بالكامل مستمدة من البيئة العمانية، وقابلة لإعادة الاستخدام. كذلك أشارت إلى أن هذه الأكياس تُعزز دعم القطاع الزراعي نظرًا لمكوناتها العضوية، لافتة إلى أن الفكرة تعتمد على إعادة تدوير مواد طبيعية محلية كانت تُهدر في السابق.
وأشارت إلى أن الخطوة الآتية تتمثل في تحويل هذا الابتكار إلى منتج تجاري قابل للتسويق والإنتاج الواسع؛ مما من شأنه دعم الاقتصاد الوطني ويُقلل من الاعتماد على المنتجات المستوردة. كذلك بيّنت أن المشروع قد حاز عددا من الجوائز المحلية المرموقة، من بينها المركز الأول في مسابقة نادي الابتكار العلمي بجامعة نزوى، والمركز الأول لأفضل ابتكار طلابي موجه للجامعات والكليات العسكرية لعام 2024، بالإضافة إلى المركز الأول في مسابقة "مبتكر" ضمن مهرجان عمان للابتكار 2024.
من جهتها، أوضحت الكلبانية أن تطوير الابتكار مر بمراحل علمية عدة، شملت البحث والدراسة، مرورًا بالتجارب المخبرية لاختبار التركيبات الطبيعية المثلى، وانتهاءً بتقييم الخصائص الفيزيائية والكيميائية، ثم تصنيع النماذج الأولية. وأضافت أن العمل جارٍ حاليًا لتطوير المنتج بشكل نهائي استعدادًا لمرحلة الإطلاق التجاري.
وأشادت بالدعم الأكاديمي الذي وفرته جامعة نزوى، إذ أُتيحت لها الإمكانيات اللازمة من مختبرات وإشراف علمي واستشارات تخصصية، إضافة إلى تمكينها من المشاركة في فعاليات علمية لنشر فكرة المشروع. واعتبرت الكلبانية أن المشروع يُعد نموذجًا ناجحًا لتحويل مشاريع التخرج إلى منتجات قابلة للتطبيق التجاري، في ظل دور الحاضنات العلمية التي تدعم الابتكارات وتُحولها إلى شركات ناشئة.
وفي ختام حديثها، أكدت الكلبانية أن المشروع واجه تحديات عدة، كان أبرزها محدودية الموارد المالية الضرورية للانتقال من الفكرة إلى منتج نهائي، إضافة إلى التحديات الفنية المرتبطة بصياغة تركيبة تجمع بين الكفاءة البيئية والعملية. وشددت على أهمية الحاضنات العلمية في دعم مثل هذه المشاريع بتقديم الدعم الفني والمالي والقانوني، وتسهيل الوصول إلى المستثمرين والمؤسسات المعنية؛ ليُعزز فرص تحويل الأفكار الواعدة إلى واقع تجاري ملموس.