جامعة نزوى تعلن عن إنشاء كرسي لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لدعم البحث والابتكار في التقنيات الحديثة وتعزيز دور التقنية في تطوير التعليم
ربيع رمضان، أستاذ كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي لـ "إشراقة":
ـ كرسي الذكاء الاصطناعي بجامعة نزوى خطوة استراتيجية نحو اقتصاد معرفي وطني
ـ نؤسس لبيئة بحثية متقدمة تسهم في بناء قدرات عمانية رائدة في الذكاء الاصطناعي
ـ الذكاء الاصطناعي ليس خيارًا بل ضرورة لتطوير التعليم والبحث وخدمة المجتمع
ـ نسعى لتحويل نتائج البحوث إلى حلول واقعية تدعم رؤية عمان 2040
ـ بناء جيل عماني متمكن تقنيًا هو هدف رئيس لكرسي الذكاء الاصطناعي
أعلنت جامعة نزوى عن إنشاء كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في خطوة نوعية تهدف إلى دعم البحث العلمي والابتكار في التقنيات الحديثة، وتعزيز دور الذكاء الاصطناعي في تطوير منظومة التعليم العالي وخدمة خطط التنمية المستدامة في سلطنة عمان.
ويأتي هذا التوجه في إطار جهود الجامعة المستمرة لمواكبة المتغيرات المتسارعة في مجالات التكنولوجيا والعلوم الرقمية، وبما يتماشى مع الأهداف الاستراتيجية للارتقاء بجودة الأداء في التعليم والبحث وخدمة المجتمع.
وقد تم تصميم الأهداف البحثية والعلمية للكرسي على وفق خطة استراتيجية متدرجة تمتد إلى مراحل زمنية محددة، تضمن بناء قاعدة علمية متينة، وتعزيز القدرات البحثية والمعرفية للجامعة بشكل مستدام، إضافة إلى الإسهام في تأهيل الكفاءات العمانية الشابة في مجالات الذكاء الاصطناعي وتطبيقاته المتنوعة.
ولتعرف عن قرب أهمية الكرسي والبرامج والخطط التي سيعمل عليها في المرحلة القادمة ، كان بـ "إشراقة" هذا اللقاء مع الأستاذ الدكتور ربيع رمضان، أستاذ كرسي جامعة نزوى لتطبيقات الذكاء الاصطناعي.
س. ما الدوافع الرئيسة التي أدت إلى إنشاء هذا الكرسي في هذا التوقيت تحديدًا؟
ج. التوقيت الحالي لإنشاء كرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي في جامعة نزوى ليس مصادفة، بل نتيجة لتقاطع عوامل استراتيجية حاسمة عدة، تجعل من هذه اللحظة الوقت الأمثل لهذه المبادرة الطموحة. أولاً وقبل كل شيء، نشهد اليوم توفر كميات هائلة من البيانات الضخمة التي تتطلب تحليلاً ذكياً متقدماً لاتخاذ قرارات مدروسة ومبنية على الأدلة، وهذا التطور يفتح المجال أمام إمكانيات لا محدودة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في مختلف القطاعات الحيوية.
أما من الناحية الاقتصادية والتقنية، نلاحظ نمواً متسارعاً في الطلب على المختصّين المهرة في مجال الذكاء الاصطناعي عبر القطاعات المختلفة في سلطنة عُمان ومنطقة الخليج بشكل عام؛ مما يخلق فرصة ذهبية لتطوير الكوادر المحلية المتخصصة. إضافة إلى ذلك، فإن التطور الهائل في قدرات الحوسبة والحوسبة السحابية يمكّن من تطوير تطبيقات ذكاء اصطناعي أكثر تقدماً وتعقيداً مما كان ممكناً في السابق؛ مما يجعل الاستثمار في هذا المجال أكثر جدوى وفعالية.
أما من الناحية الاستراتيجية الوطنية، فإن رؤية عُمان 2040 تضع التركيز بشكل واضح على الابتكار التقني والتحول الرقمي كونها محركات أساسية للتنويع الاقتصادي، وهذا التوجه الوطني يتطلب استثمارات جدية في البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي. كذلك هناك حاجة ملحة إلى تطوير قدرات الذكاء الاصطناعي المحلية والأصيلة لمواجهة التحديات المحلية بحلول مخصصة ومصممة خصيصاً للبيئة العُمانية، بدلاً من الاعتماد على حلول مستوردة قد لا تناسب الخصوصيات المحلية.
علاوة على ذلك، نشهد اليوم تزايداً ملحوظاً في حجم البيانات المتاحة مع إنشاء مستودعات بيانات جديدة؛ مما يوفر فرصة فريدة لدفع عجلة البحث والابتكار واتخاذ القرارات المبنية على الأدلة عبر قطاعات متعددة. وأخيراً، هناك حاجة متزايدة إلى وضع أطر أخلاقية شاملة لضمان الاستخدام العادل والمسؤول لتقنيات الذكاء الاصطناعي مع احترام القيم الثقافية العُمانية والمعايير المجتمعية، وهذا ما يجعل إنشاء الكرسي في هذا التوقيت ضرورة حتمية لقيادة هذا التطور بطريقة مسؤولة ومدروسة.
س ـ كيف ترون أهمية الذكاء الاصطناعي في تشكيل مستقبل الجامعات والتعليم العالي؟
ج ـ يُعد الذكاء الاصطناعي بمثابة ثورة حقيقية تعيد تشكيل وجه التعليم العالي والجامعات على مستوى العالم، وهو ليس مجرد أداة تقنية إضافية، بل محرك أساس للتحول الجذري في طرق التعليم والبحث والابتكار. ومن الناحية الأكاديمية، يسهم الذكاء الاصطناعي في إحداث نقلة نوعية شاملة بتطوير مناهج متخصصة ومتقدمة في التعلم الآلي وذكاء الأعمال والنمذجة الاقتصادية ومبادرات ريادة الأعمال؛ مما يؤهل الطلبة لسوق العمل المستقبلي الذي سيكون مدفوعاً بالتقنيات الذكية. كما يمكّن من دمج الذكاء الاصطناعي مع المحور الحاسوبي وأدوات التعليم التفاعلية؛ مما يخلق تجربة تعليمية شاملة ومتكاملة.
وفي مجال البحث العلمي، يفتح الذكاء الاصطناعي آفاقاً جديدة تماماً للابتكار والاكتشاف بتطوير منهجيات بحثية مبتكرة قادرة على حل التحديات العلمية المعقدة وتسريع عمليات الاكتشاف بطرق لم تكن متاحة من قبل. ويسهم الذكاء الاصطناعي في تعزيز البحث الطبي الحيوي ونمذجة الأمراض والطب الدقيق؛ مما يحدث نقلة في فهمنا للصحة والمرض ويمهد الطريق لعلاجات أكثر فعالية وتخصصاً. كما يمكّن من تطوير أدوات متقدمة للمراقبة البيئية ونمذجة النظم البيئية والإدارة المستدامة للموارد؛ ليساعد في مواجهة التحديات البيئية الملحة.
س. هل لكم أن تطلعونا على الأهداف البحثية والعلمية التي يسعى الكرسي لتحقيقها في السنوات الأولى؟
ج. صُممت الأهداف البحثية والعلمية للكرسي على وفق خطة استراتيجية متدرجة ومدروسة تمتد إلى مراحل زمنية محددة، بحيث تضمن بناءً متيناً وتطوراً مستداماً للقدرات البحثية والعلمية. تبدأ المرحلة الأولى للتأسيس في السنة الأولى بالتركيز على بناء الأسس القوية للكرسي من طريق فريق أساس متخصص ذي خبرة دولية، بالإضافة إلى باحثين متخصصين في مختلف تطبيقات الذكاء الاصطناعي، وموظفين إداريين قادرين على دعم العمليات البحثية والأكاديمية بكفاءة عالية. كذلك تشمل هذه المرحلة إعداد وتجهيز المرافق البحثية المتخصصة والمختبرات المتقدمة وأنظمة الحوسبة عالية الأداء التي تدعم الأبحاث المعقدة في مجال الذكاء الاصطناعي.
والهدف الرئيس في هذه المرحلة التأسيسية هو وضع أجندة بحثية أولية شاملة وخارطة طريق تقنية واضحة لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في المجالات المستهدفة، مع التركيز على تحديد الأولويات البحثية التي تتماشى مع الاحتياجات المحلية والإقليمية. هذه الأجندة ستشمل تحديد المشاريع البحثية الرائدة التي يمكن أن تحقق نتائج سريعة ومؤثرة، بالإضافة إلى وضع الأسس للمشاريع طويلة المدى التي تتطلب استثمارات أكبر ووقتاً أطول للنضج.
تأتي المرحلة الثانية للبحث والتعاون لتركز على التنفيذ الفعلي للأجندة البحثية بإطلاق مشاريع ريادية في المجالات ذات الأولوية. هذه المشاريع ستكون بمثابة نماذج أولية تثبت فعالية التطبيقات المقترحة، وتمهد الطريق للتوسع في مراحل لاحقة. كذلك تشمل هذه المرحلة تعزيز شبكة التعاون المحلي والإقليمي والدولي مع الباحثين والمؤسسات الرائدة في مجال الذكاء الاصطناعي؛ مما يضمن تبادل الخبرات والمعارف، ويرفع مستوى الأبحاث المنجزة. وأحد الأهداف المهمة في هذه المرحلة تنظيم برامج تدريبية متخصصة وورش عمل ودورات تدريبية متقدمة لتطوير القدرات والمهارات للباحثين والطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية؛ ليضمن بناء قاعدة معرفية قوية وقادرة على مواصلة التطوير والابتكار. كذلك تهدف هذه المرحلة إلى إنتاج النتائج البحثية الأولى ونشرها في مجلات علمية محكمة عالمياً.
المرحلة الثالثة للتوسع والنشر تهدف إلى توسيع نطاق المشاريع الناجحة لتطبيقات أشمل وأكثر تأثيراً، مع التركيز على نقل النتائج من المختبرات إلى التطبيقات العملية في المجتمع والصناعة. وأخيراً، تمتد خطة الكرسي إلى مرحلة الاستدامة، التي تهدف إلى الحفاظ على زخم المشاريع وتطوير نماذج تمويل مستدامة تضمن استمرارية العمل البحثي والتطويري. هذه المرحلة تركز على تعظيم الأثر المجتمعي من طريق الابتكارات والحلول طويلة المدى، مع العمل على تحويل النتائج البحثية إلى منتجات وخدمات قابلة للتسويق تخدم المجتمع وتدعم الاقتصاد الوطني.
س. ما المجالات المحددة التي سيتم التركيز عليها بوجود الكرسي؟
يركز كرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي على أربع مجالات استراتيجية محددة بعناية لتتماشى مع الأولويات الوطنية لسلطنة عُمان ورؤية 2040، مع ضمان تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة والخبرات الموجودة في الجامعة. المجال الأول والأساس هو تطبيقات الموارد الطبيعية، إذ سيعمل الكرسي على تسخير قوة الذكاء الاصطناعي لتحسين إدارة واستغلال وحفظ الموارد الطبيعية الثمينة في عُمان. ويشمل هذا المجال تطوير أنظمة ذكية متقدمة لإدارة موارد المياه التي تُعد من أهم التحديات في المنطقة، بالإضافة إلى تحسين استخدام الأراضي والتطوير الزراعي ومراقبة التنوع البيولوجي باستخدام تقنيات التعلم الآلي والرؤية الحاسوبية.
هذه التطبيقات ستمكن من تحقيق استغلال أكثر استدامة للموارد الطبيعية، وتحسين قدرات التنبؤ بالتغيرات البيئية، ودعم اتخاذ القرارات المبنية على الأدلة للتحديات البيئية الخاصة بالنظم البيئية العُمانية والثروات الطبيعية المحلية. كذلك سَيشمل العمل على تطوير نماذج تنبؤية للتغير المناخي وتأثيره على الموارد المحلية، وأنظمة إنذار مبكر للكوارث الطبيعية، وحلول ذكية لمراقبة جودة المياه والهواء والتربة.
المجال الثاني المحوري هو الابتكارات الطبية والرعاية الصحية، إذ يحمل الذكاء الاصطناعي إمكانيات تحويلية هائلة لتحسين تقديم الرعاية الصحية ونتائج المرضى. سيطور الكرسي أدوات تشخيص ذكية متقدمة تعتمد على تحليل بيانات التصوير الطبي للكشف المبكر عن الأمراض؛ مما يمكن من التدخل الطبي في مراحل مبكرة وأكثر فعالية. كذلك سيعمل على تطوير أنظمة صحية تنبؤية ذكية تحسن استغلال موارد المستشفيات وتحسن من كفاءة العمليات الطبية، بالإضافة إلى أطر الطب الشخصي التي تحلل البيانات الجينية والسريرية لإنشاء خطط علاجية مخصصة لكل مريض على حدة.
المجال الثالث الاستراتيجي هو تحسين الطاقة والمعادن، إذ سَيعالج الكرسي التحديات الحرجة في القطاعات الاستراتيجية للموارد في عُمان بتطبيقات الذكاء الاصطناعي لكفاءة الطاقة واستكشاف المعادن وتحسين الاستخراج.
المجال الرابع والأخير هو التطبيقات المبتكرة الشاملة، إذ سيستكشف الكرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي المبتكرة ذات الإمكانيات الكبيرة للتأثير الاقتصادي خارج النطاقات الأساسية الثلاثة. كذلك سيركز على تطوير حلول عملية يمكن تسويقها من طريق مشاريع الشركات الناشئة.
س. كيف سيسهم الكرسي في تطوير مهارات الطلبة وأعضاء الهيئة الأكاديمية في هذا المجال؟
ج. يُعد تطوير المهارات والقدرات البشرية أحد أهم الأهداف الاستراتيجية لكرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي، إذ يدرك الكرسي أن النجاح الحقيقي في هذا المجال يعتمد بشكل أساس على بناء جيل من المتخصصين المهرة والقادرين على قيادة التحول الرقمي في السلطنة. بالنسبة للطلبة، سيوفر الكرسي برامج تدريبية متخصصة ومتقدمة تشمل دورات مهنية في أحدث تقنيات الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى برامج شهادات معتمدة في منهجيات الذكاء الاصطناعي المتطورة. هذه البرامج ستغطي مجالات واسعة تشمل التعلم الآلي والتعلم العميق ومعالجة اللغات الطبيعية والرؤية الحاسوبية وأخلاقيات الذكاء الاصطناعي؛ مما يضمن حصول الطلبة على تعليم شامل ومتوازن.
وسيحصل الطلبة على فرص بحثية فريدة بمشاركة طلبة الدكتوراة والماجستير في مشاريع بحثية أساسية ومبتكرة تحت إشراف خبراء محليين ودوليين؛ ليمنحهم خبرة عملية حقيقية في تطبيق النظريات والتقنيات التي يتعلمونها. بالنسبة لأعضاء الهيئة الأكاديمية، سيعمل الكرسي على تطوير قدراتهم عبر محاور رئيسة عدة. أولاً، سيدعم الكرسي عملية تطوير المناهج بمساعدة أعضاء الهيئة الأكاديمية في دمج تقنيات الذكاء الاصطناعي في المقررات الدراسية الحالية؛ مما يضمن مواكبة المناهج للتطورات التقنية الحديثة وإعداد الطلبة لسوق العمل المستقبلي. هذا الدعم سيشمل توفير المواد التعليمية والأدوات والبرمجيات اللازمة، بالإضافة إلى التدريب على كيفية استخدامها بفعالية في العملية التعليمية.
وسيوفر الكرسي فرصاً واسعة للبحث التعاوني، إذ سيتمكن أعضاء الهيئة الأكاديمية من المشاركة في مشاريع بحثية متعددة التخصصات تجمع بين خبراتهم في مجالاتهم التخصصية وتقنيات الذكاء الاصطناعي الحديثة. هذا التعاون سيفتح آفاقاً جديدة للبحث والابتكار، ويسهم في إنتاج بحوث عالية الجودة والتأثير. كما سيتم تنظيم ورش عمل متخصصة ودورات تدريبية منتظمة لتدريب أعضاء الهيئة الأكاديمية على أحدث الأدوات والمنهجيات في مجال الذكاء الاصطناعي؛ ليضمن بقاءهم في المقدمة من ناحية المعرفة والخبرة التقنية.
س. هل من خطط لتطبيق مشاريع الذكاء الاصطناعي داخل الجامعة أو بالتعاون مع مؤسسات خارجية؟
ج. نعم، هناك خطط شاملة ومدروسة لتطبيق مشاريع الذكاء الاصطناعي على مستويين متكاملين ومتوازيين، الأول داخل الجامعة والثاني بالتعاون مع مؤسسات خارجية متنوعة؛ وذلك لضمان تحقيق أقصى استفادة من الإمكانيات المتاحة وتعظيم الأثرين المجتمعي والاقتصادي للبحوث والتطبيقات المطورة. وداخل الجامعة، سيعمل الكرسي على إنشاء شبكة تعاون داخلي شاملة مع جميع الكليات والوحدات والمراكز البحثية لتطوير المناهج والخبرات متعددة التخصصات.
س. ما أبرز التحديات التي تتوقعون مواجهتها في تفعيل هذا الكرسي؟
ج. تتنوع التحديات المتوقعة في تفعيل كرسي تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر محاور رئيسة عدة تتطلب تخطيطاً دقيقاً وإدارة استراتيجية محكمة لضمان النجاح في تحقيق الأهداف المرسومة. ومن الناحية التقنية، يُعد توفير البنية التحتية التقنية المتقدمة أحد أكبر التحديات، إذ يتطلب الكرسي استثمارات كبيرة في الخوادم عالية الأداء المجهزة ببطاقات معالجة رسوميات متخصصة قادرة على التعامل مع الحوسبة المكثفة للذكاء الاصطناعي.
ويشكل التطور السريع والمستمر في تقنيات الذكاء الاصطناعي تحدياً حقيقياً، إذ تتطلب مواكبة هذا التطور استثمارات مستمرة في تحديث الأدوات والبرمجيات والأجهزة، بالإضافة إلى التدريب المستمر للفرق العاملة على أحدث التقنيات والمنهجيات. إضافة إلى ذلك، تشكل قضايا أمان وخصوصية البيانات المستخدمة في البحوث تحدياً، خاصة عند التعامل مع البيانات الطبية والحكومية الحساسة؛ مما يتطلب وضع بروتوكولات أمنية صارمة وأنظمة حماية متقدمة تضمن سرية وسلامة المعلومات. هذا إلى جانب التحديات المالية والأخلاقية والمجتمعية.
س. ما الرسالة التي تودون توجيهها للطلبة والباحثين بشأن أهمية الانخراط في مجالات الذكاء الاصطناعي؟
ج. رسالتنا للطلبة والباحثين في جامعة نزوى وخارجها واضحة ومحددة: نحن نقف اليوم عند نقطة تحول تاريخية؛ إذ لم تعد تقنيات الذكاء الاصطناعي مجرد موضوعات أكاديمية أو خيال علمي، بل أصبحت واقعاً ملموساً يعيد تشكيل جميع جوانب الحياة البشرية بطريقة جذرية وشاملة. وانخراطكم في هذا المجال الحيوي والمتنامي لا يفتح أمامكم فرصاً مهنية لا محدودة فحسب، بل يمنحكم أيضاً القدرة على أن تكونوا جزءاً من الحل للتحديات الحقيقية والملحة التي تواجه مجتمعكم المحلي والعالمي على حد سواء.