السنة 20 العدد 189
2025/05/01

محمد مصطفى العفوري، المدير العام لأكاديمية الرواد للتدريب والاستشارات لـ "إشراقة":

اتفاقية تعاون مع أكاديمية نزوى للتدريب والتطوير خطوة مهمة نحو تطوير المهارات وتعزيز القدرات

 

 

المشروع يسهم في سيعزز من مستوى البرامج التدريبية ويفتح المجال لتطوير القدرات التنافسية

المنصة تنسجم مع رؤية الجامعة نحو التحول الرقمي؛ إذ يُعد تدريب الموارد البشرية وتأهيلها جزءًا أساسًا من هذا التوجه

 

 

وقّعت أكاديمية نزوى للتدريب والتطوير في جامعة نزوى، وأكاديمية الرواد للتدريب والاستشارات بالمملكة الأردنية الهاشمية، يوم الأحد 16 فبراير 2025م، اتفاقية تعاون تهدف إلى إطلاق منصة تدريب إلكتروني، تُسهم في توفير أحدث التقنيات التعليمية والتدريبية لخدمة مجتمع الجامعة والمجتمع الخارجي.

 

جرى توقيع الاتفاقية في الحرم المبدئي لجامعة نزوى، بحضور الأستاذ الدكتور أحمد بن خلفان الرواحي، رئيس الجامعة. وقد وقّعها عن أكاديمية نزوى للتدريب والتطوير المهندس سالم بن علي الهنائي، المشرف على الأكاديمية، فيما مثّل أكاديمية الرواد للتدريب والاستشارات محمد مصطفى العفوري، المدير العام.

 

ويأتي إطلاق منصة التدريب الإلكتروني في أكاديمية نزوى استكمالًا للدور التنموي الذي تنتهجه الجامعة، وسعيها الدائم لتوفير أحدث الوسائل والتقنيات التعليمية والتدريبية، بما يسهم في تأهيل الكوادر البشرية وتعزيز قدراتها المعرفية والمهنية.

 

ستوفّر المنصة برامج تدريبية متنوعة ومتكاملة تشمل المجالات: الاقتصادية، والاجتماعية، والهندسية، والصحية، والإنسانية، إلى جانب تخصصات أخرى تدعم تطوير الكفاءات وتأهيلها لسوق العمل؛ مما يُعزز من قدراتها على المنافسة والإنجاز والإنتاجية.

 

وستعمل أكاديمية نزوى على دراسة السوق العُماني واحتياجاته من البرامج والتخصصات التدريبية، خصوصًا الحديثة منها، بما يُسهم في تعزيز مهارات الطلبة والموظفين والعاملين في المؤسسات الحكومية والخاصة. ويأتي ذلك في إطار سعي الأكاديمية إلى التوسع في تقديم برامج تدريبية متنوعة، سواء من طريق الحضور والمشاركة المباشرة أم عن بُعد.

وللتعرف على الاتفاقية وما تمثله من أهمية وشراكة بين الجامعة ممثلة في أكاديمية نزوى للتدريب والتطوير، وأكاديمية الرواد للتدريب والاستشارات كان لـ"إشراقة ": هذا اللقاء مع محمد مصطفى العفوري، المدير العام لأكاديمية الرواد للتدريب والاستشارات. 

 

*ما الذي يميز هذه الاتفاقية بين أكاديمية الرواد للتدريب وأكاديمية نزوى للتدريب والتطوير؟

** ما يميز هذه الاتفاقية هي الشراكة الاستراتيجية التي تجمع الطرفين، إذ يمثل تبادل الخبرات جوهرًا لعمل التدريب بين جهتين متخصصتين في هذا المجال. كما أن الإضافة النوعية التي تقدمها الاتفاقية من طريق منصة التدريب الإلكترونية تُعد الأكبر من حيث البرامج التدريبية بالمحتوى العربي وفي مختلف التخصصات.

 

* كيف جاءت فكرة إطلاق منصة التدريب عن بُعد في سلطنة عمان، وما أهدافها؟

** فكرة إطلاق المنصة في سلطنة عمان كانت تراودنا في أكاديمية الرواد منذ سنوات، نظرًا لما تحتله السلطنة من مكانة في مجال التدريب والتأهيل، ولما تشهده من تطور ملحوظ في السنوات الأخيرة في تنمية الموارد البشرية. كنا دائمًا نبحث عن الشريك المناسب، وقد تحقق ذلك من طريق هذه الاتفاقية مع أكاديمية نزوى للتدريب والتطوير، التي كانت الخيار الأمثل.

أما أهداف إطلاق المنصة، فقد جاءت منسجمة مع رؤية سلطنة عمان الحديثة نحو التحول الرقمي، إذ يُعد تدريب الموارد البشرية وتأهيلها جزءًا أساسا من هذا التوجه، بل يُمثّل أحد أركانه الرئيسة. وتسعى المنصة إلى تدريب أكبر عدد من العاملين في القطاعين العام والخاص، بأقل التكاليف وأعلى جودة ممكنة، ما يدعم تطوير جميع القطاعات وتحقيق أهدافها.

 

*تمتلك أكاديمية الرواد خبرة واسعة في مجال التدريب الإلكتروني، ما الإضافة النوعية التي ستقدمها المنصة الجديدة للمجتمعين الأكاديمي والمهني في جامعة نزوى، والمجتمع العماني بشكل عام؟

**أحد أبرز التحديات الحالية في مجال التدريب هما عاملَا الوقت والتكلفة؛ وذلك نتيجة لتزايد حجم الأعمال على الأفراد، مع الحاجة المستمرة للتطوير ومواكبة التغييرات. من هنا، تأتي الإضافة النوعية للمنصة، التي توفر مجموعة كبيرة من الدورات في مجالات الإدارة، وتكنولوجيا المعلومات، والهندسة، والفنون، إضافة إلى اللغات.

تُخدم هذه الدورات المجتمعين الأكاديمي والمهني في جامعة نزوى سواء عبر دورات حضورية أم مسجلة. وتقدم المنصة للمجتمع المحلي ورشًا تعريفية مجانية في مواضيع متنوعة، بالإضافة إلى مجموعة من الدبلومات التدريبية المتخصصة في مجالات الإدارة والمهن والتكنولوجيا، مستهدفة جميع فئات المجتمع، بغض النظر عن مستواهم التعليمي.

 

*ما أبرز التخصصات والبرامج التي ستوفرها المنصة؟ وهل ستكون هناك برامج تدريبية مصممة خصيصًا لتلبية احتياجات سوق العمل العُماني؟

** تتميّز المنصة بتنوّع تخصصاتها، إذ توفر دورات في مجالات الإدارة والمحاسبة، وتكنولوجيا المعلومات، والأمن السيبراني، والتصميم الداخلي والجرافيكي، والهندسة، والصحة والسلامة المهنية، والقانون، وتكنولوجيا التعليم الرقمي، إضافة إلى اللغات وبرامج أخرى.

وقد صممت معظم هذه البرامج بناءً على احتياجات المؤسسات في القطاعين العام والخاص. وتعمل الأكاديمية من طريق قسم تطوير الأعمال وقسم التعليم الإلكتروني على دراسة السوق العُماني وتلبية متطلباته التدريبية بشكل دقيق.

 

*كيف ستسهم المنصة في تطوير مهارات الطلبة والموظفين وتعزيز قدراتهم التنافسية في سوق العمل؟

** تتميّز المنصة بتقديم دورات تدريبية درست بعناية من قِبل قسم الاستشارات في الأكاديمية. ورُبطت هذه الدورات بالتخصصات الجامعية واحتياجات سوق العمل؛ مما يسهم في تنمية مهارات الطلبة الحياتية والمهنية وتعزيز فرصهم في سوق العمل.

أما بالنسبة للعاملين من أصحاب الخبرات، فتُقدّم المنصة دورات احترافية متخصصة تساعد على تطوير قدراتهم؛ مما يسهم بدوره في تعزيز أداء مؤسساتهم ورفع كفاءة قطاع الأعمال عمومًا.

 

*برأيكم، إلى أي مدى يمكن أن يُسهم التدريب الإلكتروني في تعزيز فرص التوظيف، خاصة في ظل التحولات الرقمية المتسارعة؟

**لقد أثبت التدريب الإلكتروني نجاحه وفاعليته الكبيرة، خصوصًا أنه يركّز على البرامج والدورات النوعية المطلوبة في سوق العمل؛ مما يعزز فرص المتدربين في الحصول على مهارات حديثة. أيضا يسهم في سرعة إيصال المعلومات وتجاوز تحديات الزمان والمكان؛ مما يسرّع عملية التعلم ويواكب التحول الرقمي العالمي.

 

 

 

**تمتلك أكاديمية الرواد شراكات مع جهات دولية مانحة للشهادات المعترف بها عالميًا. هل ستكون شهادات هذه المنصة معتمدة دوليًا؟ وكيف يمكن للمتدربين الاستفادة منها؟

نعم، بموجب هذه الشراكة الاستراتيجية، ستكون الاعتمادات الدولية جزءًا من المنصة. وسيستفيد منها المتدربون من ناحيتين: أولًا، من طريق الحقائب التدريبية المعتمدة التي أُعدّت وفقًا لأحدث المعايير العالمية؛ وثانيًا، من طريق إمكانية تقديم الامتحانات الدولية والحصول على شهادات معتمدة دوليًا.

 

*هل هناك خطط مستقبلية لتوسيع نطاق التعاون بين أكاديمية الرواد وأكاديمية نزوى، سواء من حيث إضافة برامج جديدة، أم إطلاق مبادرات تدريبية متخصصة؟

**بكل تأكيد، يُعد التطوير المستمر أحد أهداف هذا التعاون. سيجري العمل على إضافة برامج ودورات تدريبية جديدة بناءً على الاحتياجات المستقبلية للقطاعات المختلفة، وذلك بعد إجراء لقاءات مع مديري التدريب في المؤسسات.

وتتميّز هذه المنصة بتجدد برامجها عبر فريق متخصص يواكب متطلبات سوق العمل. وتشمل الخطط مبادرات تدريبية متخصصة موجّهة لتخصصات وقطاعات معينة، وقد اعتُمد هذا التوجه ضمن بنود الاتفاقية.

 

*في ظل المنافسة المتزايدة في مجال التدريب الإلكتروني، ما استراتيجيتكم لجذب المتدربين وضمان تحقيق أقصى استفادة من المنصة؟

**تحقيق الميزة التنافسية كان هدفًا رئيسا منذ اللحظة الأولى لإنشاء المنصة. فهي تُعد أكبر منصة تدريب إلكتروني بالمحتوى العربي، وتحتوي على مكتبة ضخمة من الدورات في مختلف المجالات، بنظامي البث المباشر والمسجل.

وتقدم المنصة دعمًا فنيًا على مدار الساعة، وتوفّر تقارير مفصّلة لإدارات الموارد البشرية في الشركات؛ مما يُسهم في إدارة العملية التدريبية بكفاءة وتحقيق أهداف المؤسسات.

 

*أخيرًا، كيف ترون مستقبل التدريب الإلكتروني في العالم العربي؟ وما أبرز التحديات التي تواجهه، خاصة مع التطور السريع في التكنولوجيا وأساليب التعليم الحديثة؟

**أصبح التدريب الإلكتروني اليوم قرارًا لا اختيارًا، في ظل التحول الرقمي العالمي، والعالم العربي جزء لا يتجزأ من هذا المشهد المتسارع. نشهد يومًا بعد يوم تزايدًا في قبول هذا النمط من التدريب، وخاصة مع وجود منصات أثبتت نجاحها مثل منصة نزوى للتدريب والتطوير.

 

أما التحدي الأكبر الذي يواجه التدريب الإلكتروني فهو مدى قبول الأفراد والمؤسسات له؛ لكنه تحدٍ آخذ في التناقص تدريجيًا، مع ازدياد الوعي بأهمية هذا النوع من التعليم. من التحديات الأخرى أيضًا مواكبة التطور السريع في التكنولوجيا، وضرورة تحديث المحتوى بشكل دائم، إلى جانب الحاجة إلى توفير بيئات تعلم تفاعلية تحاكي الواقع العملي.

 

رغم هذه التحديات، فإن مستقبل التعليم والتدريب يسير بوضوح نحو التحول الرقمي. ونحن في أكاديمية الرواد، من طريق فريق من المستشارين والخبراء المتخصصين، وبالشراكة مع أكاديمية نزوى، نعمل على بناء منصة تدريب إلكتروني تلبي متطلبات المستقبل، وتُحدث فرقًا حقيقيًا في مسيرة التدريب في العالم العربي، وصولًا إلى بيئة تعليمية أكثر شمولًا وابتكارًا وتمكينًا.

إرسال تعليق عن هذه المقالة