شهاب الشكيلي: من حلم البدايات إلى منصة التتويج
ذاكرة التخرج ... ملخصات أصبحت كنزًا جامعيًا
كتبت: إيمان بنت عيسى العبرية
في رحلة لا تشبه غيرها، نسج شهاب بن حمد الشكيلي حكايته في دروب العلم والتحدي، متسلحًا بالشغف والإصرار، حتى وصل إلى منصة التتويج حاصدًا درع الامتياز ومرتبة الشرف في تخصص العلاج الفيزيائي من كلية العلوم الصحية ببرنامج التجسير، إحدى أبرز منارات التأهيل الطبي في سلطنة عُمان.
يتحدث شهاب عن بداياته قائلًا: "كانت اللحظة التي وقفت فيها على عتبة الجامعة نقطة تحوّل في حياتي. دخلت إليها محملًا بأحلامي، وبشغف لا يعرف الانطفاء. لم تكن الجامعة بالنسبة لي جدرانًا وقاعات فقط، بل كانت رحلة بناء للذات، تعلمت فيها أن الطموح لا حدود له، وأن النجاح الحقيقي ينبع من الداخل".
شغف لا ينطفئ... حكاية خريج عُماني استثنائي
لكن الطريق لم يكن مفروشًا بالورود. يستذكر شهاب موقفًا طريفًا لا يخلو من الصعوبة: "في بداية البرنامج، لم تُطرح مادة أساسية باللغة الإنجليزية، فاستبدلت بأخرى لا تمت للتخصص بصلة، بل كانت بلغة عربية تمامًا! وجدت نفسي في عالم مختلف تمامًا، بين طلبة من تخصصات بعيدة عن مجالي، وكان عليّ أن أتكيف بسرعة. كانت تجربة علّمتني أن المرونة والتأقلم لا يقلان أهمية عن التخصص الأكاديمي ذاته".
حين يصبح الامتياز عادة... قصة نجاح
ولكل طالب بصمته، أما بصمة شهاب فقد كانت فريدة: "كنت معروفًا بين الزملاء بـ”صاحب الملخصات”. لم يكن بعضهم يبدأ المذاكرة إلا بعد أن أنهي ملخصي! كنت لا أستطيع الدراسة إلا بعد تلخيص كل شيء، فتحولت هذه الملخصات إلى جواز عبور نحو النجاح للعديد من الزملاء، وما زال طلبة الدفعات الآتية يطلبونها حتى اليوم".
من قاعات الجامعة إلى مؤتمر بولندا... مسيرة لا تعرف المستحيل
وعن لحظة التخرج، يقول شهاب: "لا يمكن للكلمات أن تصف شعور الوقوف على منصة التكريم، حين تحمل شهادة الامتياز ووسام مرتبة الشرف، وتُستضاف مباشرة على الهواء في قناة “عُمان مباشر”. إنها لحظة تختصر سنوات من الجد والاجتهاد، وتغرس فيك شعورًا لا يوصف بالفخر والعزم".
أما عن طموح ما بعد التخرج، فقد تميز مشروعه بدرجة الامتياز واختير لتمثيل سلطنة عمان في مؤتمر دولي في بولندا، وهو ما يصفه شهاب بأنه: "تجربة لا تُنسى، أثرتني علميًا وإنسانيًا، ووسّعت آفاق رؤيتي للتخصص عالميًا".
العلاج الفيزيائي كما يرويه: مهنة، رسالة، ومسيرة تطوعية
اليوم، يُمارس شهاب مهنته بكل فخر اختصاصي علاج فيزيائي في المستشفى السلطاني، ويواصل عطائه من طريق عضويته التطوعية في مجلس إدارة الجمعية العمانية للعلاج الفيزيائي، إذ يشغل منصب أمين السر. يقول عن ذلك: "أؤمن أن المهنة رسالة قبل أن تكون وظيفة، وأن العطاء لا يجب أن يُقاس بالراتب، بل بما يُمنح للوطن من إخلاص وتفانٍ".
رحلة التميز: تحوّل التحديات إلى إنجازات
ويختتم رسالته لكل من بدأ رحلته الجامعية بقوله: "ازرعوا في أنفسكم حب العلم، واسعوا إلى التميز لا الاكتفاء. الجامعة ليست مجرد محطة عبور، بل هي بوابة للمستقبل الحقيقي. تذكّروا دائمًا أن الأمم لا تُبنى إلا بالمعرفة والعمل، وأن لعُمان رجالًا ونساءً لا يرضون إلا بالمجد، في ظل قائدنا المفدى حضرة صاحب الجلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم – حفظه الله ورعاه".