السنة 20 العدد 189
2025/05/01

مشاريع طلابية تشعل أسبوع ريادة الأعمال...

عندما تُلهم الكلمات: أسبوع ريادة الأعمال في ذاكرة نزوى

 

 

مشاريع طلابية تتصدر المشهد: هل تقنع روّاد الأعمال والمستثمرين؟

هل تحولت مشاريع التخرج إلى فرص استثمار؟ استطلاع من أرض الحدث

 

في أروقة جامعة نزوى، حيث يلتقي العلم بالطموح، جلسنا نستلهم حكايات رواد حوّلوا أحلامهم إلى إمبراطوريات. في أسبوع ريادة الأعمال، تحولت كل كلمة إلى شرارة إلهام، وكل حوار إلى خريطة نجاح.

 

لم تكن مجرد مقابلات، بل رحلات في أعماق الروح الريادية، نكتشف فيها أن النجاح يبدأ بشغف ولا ينتهي بإنجاز. كل قصة حملت درساً: أن الريادة رقصة جماعية بين المخاطرة والإيمان. هنا، بين جدران العلم، تحولت الأحاديث إلى بذور غرسناها في عقول الحاضرين. لأن الريادة ليست مشروعاً فحسب، بل قصيدة تكتبها إرادة لا تعرف المستحيل. هذه اللقاءات لم تكن عابرة، بل أصبحت منارات تضيء طريق كل من يجرؤ على الحلم.

 

يصنعون الفرق: كيف يرى الطلبة مشاريعهم في أسبوع ريادة الأعمال؟

ريادة من مقاعد الدراسة ... مشاريع طلابية الرائدة

ابتكارات طلابية على طاولة التقييم: صوت الشباب في أسبوع ريادة الأعمال

الجيل القادم من الرواد: انطباعات وطموحات رائدة

 

أنور بنت سليمان المقرشية / غزة كافيه

 

طلبة من جامعة نزوى: فكرة المشروع عبارة عن كافيه يقدم مشروبات باردة وساخنة يستهدف طلبة جامعة نزوى يتميز بالجودة العالية، والأسعار المناسبة. يعد أسبوع ريادة الأعمال أسبوعا مهما جداً؛ إذ إنه فرصة جيدة لتنمية المشروع، ويعرف الطلبة والموظفين في الجامعة عليه وأيضا تزيد نسبة المبيعات ولله الحمد.

 

تقوم جامعة نزوى بتشجيعنا من طريق المشاركة في الفعاليات الموجودة بداخل الجامعة.

 

التحدي الوحيد الذي نقوم بمواجهته حاليا هو طريقة إدخال المشروبات لداخل الجامعة؛ إذ يلزمنا عمل تصريح وإجراءات طويلة نحاول أن ننهيها في القريب العاجل إن شاء الله. 

 

أنور يشجع إخوانه الطلبة بعمل مشروعهم الخاص؛ وذلك للاعتماد المالي وتخفيف مصاريف الجامعة وزيادة الثقة بالنفس.

 

 

عبدالرحمن رضوان آل ثاني – صاحب شركة أسدام للتجارة

مشروعي هو مشروع تكاملي يبدأ من قطاع المقاولات، مرورًا بالتصميم الخارجي، وصولًا إلى تركيب أنظمة المنازل الذكية. ويشمل المشروع إعادة تأهيل وتطوير المباني القديمة وتحويلها إلى مبانٍ حديثة تعمل بأنظمة ذكية متطورة، يمكن التحكم بها عبر الأوامر الصوتية، أو اللمس، أو من طريق شبكة الواي فاي؛ بما يتيح لمالك العقار التحكم الكامل بالمبنى من أي مكان في العالم.

 

ويُعد أسبوع ريادة الأعمال منصة مهمة ومحفزًا كبيرًا لشركتي، إذ يُتيح لي الفرصة لعرض مشروعي أمام عدد كبير من الزوار، والتفاعل معهم والاستفادة من آرائهم ومقترحاتهم التي تسهم في تطوير المشروع.

 

وتلعب المؤسسات التعليمية دورًا مهمًا في دعم رواد الأعمال من خلال تنظيم لقاءات تجمعنا بالأكاديميين والمتخصصين، مما يساعدنا على تطوير مشاريعنا وتبني أفكار جديدة تتجاوز حدود المشروع القائم.

 

كانت بداية مشروعي مليئة بالتحديات، فقد انطلقت فيه في سن مبكرة جدًا، عندما كنت في الثامنة عشرة من عمري؛ وذلك في عام 2012م. لم تكن هناك جهات تمويلية تدعمني آنذاك؛ مما صعّب عمليتي التوسع والتطوير. وواجهت صعوبة في الوصول إلى العملاء وكسب ثقتهم، إلى جانب وجود منافسة قوية في السوق.

 

أنصح الطلبة بالتخطيط المبكر لإنشاء مشاريعهم الخاصة؛ لتكون مصدر دخل مستقر بعد التخرج. وإطلاق مشروع في فترة الدراسة يُعد تحديًا حقيقيًا، لما يتطلبه من توازن بين المحاضرات والاختبارات والالتزامات الجامعية من جهة، وبين متطلبات المشروع من جهة أخرى. فرائد الأعمال يحتاج إلى وقت وجهد واهتمام كبير ليحقق النجاح، خاصة وأن العائد المادي من المشاريع الريادية غالبًا ما يكون أعلى مقارنة بالوظائف التقليدية في سلطنة عمان. 

 

 

 

 

شهد العلوية – شركة بترافلو / جامعة نزوى:

"عملنا على ابتكار مادة صديقة للبيئة يتم تصنيعها من المخلفات الزراعية، وتُستخدم في عمليات حفر الآبار النفطية. يجري خلط هذه المادة مع سوائل الحفر لتقوم بسد التشققات الموجودة في الآبار؛ مما يمنع تسرب المياه من وإلى البئر، وهو ما يسهم في تحسين كفاءة عمليات الحفر وتقليل الأثر البيئي."

 

وأضافت: "أسبوع ريادة الأعمال يمثل منصة فعالة لعرض الابتكارات والمشاريع الواعدة، وقد سعدت بمشاركتي فيه لما يتضمنه من أفكار مبتكرة تعكس إبداع الشباب العماني. حظي مشروعي باهتمام العديد من الزوار، ونال إعجابهم واستحسانهم."

وتابعت: "حظينا بدعم مادي من جامعة نزوى مكننا من المشاركة في مسابقة ‘إنجاز عمان’. أيضا وفرت لنا الجامعة جلسات استشارية مع مختصين ساعدونا في تطوير فكرتنا وتوجيهها بما يتناسب مع متطلبات السوق."

 

وعن أبرز التحديات، أوضحت شهد أن "العثور على مستثمر يعد أحد أكبر التحديات التي نواجهها حالياً، لا سيما وأن المشروع لا يزال في مرحلة التطوير ويحتاج إلى المزيد من الأبحاث العلمية لاستكماله".

 

واختتمت حديثها برسالة لزملائها الطلبة قائلة: "أشجع جميع الطلبة على البدء في مشاريعهم الخاصة دون تردد؛ لما لذلك من أثر كبير في تنمية المهارات الشخصية، وتعزيز الثقة بالنفس. المشروع الريادي هو نقطة انطلاق حقيقية لفهم سوق العمل والتفاعل معه. وإذا كانت لديكم فكرة لمشروع، فلا تنتظروا التخرج، بل ابدؤوا بتنفيذها فوراً".

 

 

نبراس بنت حمد العنبرية/ نغم كافيه 

تقوم فكرة المشروع على تقديم المشروبات الباردة والساخنة، إلى جانب مجموعة من الحلويات والكيك المتنوعة.

يُعد أسبوع ريادة الأعمال فرصة ثمينة لتبادل الخبرات والأفكار، إذ يسهم في الترويج للمشاريع وزيادة المبيعات. وبما أن المشروع يُدار من داخل جامعة نزوى، فإن للجامعة دوراً محورياً في دعمه واستمراريته؛ بتسهيل الإجراءات، وتقديم الدعم والتحفيز المستمر.

 

ومن الطبيعي أن يواجه أي مشروع تحديات وصعوبات، إلا أن الاستمرارية والإصرار هما مفتاح النجاح في تجاوزها.

وفي هذا السياق، أدعو زملائي الطلبة إلى خوض تجربة ريادة الأعمال؛ لما تحمله من فرص واعدة وآفاق واسعة للنمو والتطور. فالكثير من الشركات العالمية الرائدة بدأت مشاريع بسيطة، ثم تطورت مع الوقت؛ لذا أنصح الجميع بعدم الاكتفاء بانتظار الوظيفة، بل بالمبادرة وبدء مشاريعهم الخاصة.

"نظرة الهدوية" – مشروع أُجندة ذكية ومنظِّم يومي

مشروعي ليس مجرد دفتر مواعيد تقليدي، بل أداة ذكية صُممت لتمنح اليوم وضوحًا، والتنظيم معنى. “نظرة” هي أجندة يومية مبتكرة، تساعد الأفراد على إدارة وقتهم ومهامهم بطريقة منظمة وفعّالة، بعيدًا عن العشوائية والتشتت. صممت لتكون بسيطة في استخدامها، لكنها قوية في تأثيرها؛ فهي تجمع بين التخطيط والإنجاز، وتحوّل اليوم المزدحم إلى خطة مرنة ومريحة.

 

هذا الأسبوع شكّل فرصة ذهبية للقاء رواد الأعمال، والتفاعل المباشر مع العملاء، وعرض المنتج بصورة ملموسة. لم تكن مجرد مشاركة، بل منصة حقيقية لشرح فلسفة المشروع، وإيصال قيمته للمهتمين، في بيئة محفّزة تحتضن إبداعات الطلبة وتدعمهم في تحويل أفكارهم إلى واقع ملموس.

 

بحمد الله، كانت تجربة ثرية من بدايتها حتى لحظة التنفيذ. تعلمت فيها الكثير، بدءًا من رسم الفكرة وحتى اختبارها على أرض الواقع. كانت كل لحظة درسًا، وكل تحدٍّ فرصة للتطور. واليوم، أتطلع إلى توسيع نطاق المشروع ليشمل فئات متعددة، خاصة الطلبة، عبر تصميم أجندات تناسب احتياجاتهم المختلفة. والحلم الأكبر هو تأسيس مكتب متخصص يقدم حلولًا متكاملة للإنتاجية، ويجعل من “نظرة” الرفيق اليومي لكل من يسعى لحياة منظمة ومنجزة.

 

ومن أبرز التحديات التي واجهتها كان تردد بعض العملاء في الاعتماد على المنظِّمات الورقية، في ظل العصر الرقمي. لكن دعم الجامعة، وتوفيرها لمساحات عرض وفرص احتضان، ساعدني على كسر هذه الحواجز وكسب ثقة الجمهور تدريجيًا.

 

ورسالتي لكل طالب: لا تتردد في خوض تجربة ريادة الأعمال. ستكتشف في داخلك طاقات إبداعية لا تظهر إلا حين تخرج من قاعة الدرس إلى ميدان الفعل. هذه التجربة لا تعلّمك فقط كيف تُنجز، بل تُعدّك لحياة مهنية مليئة بالتحديات والفرص.

 

 

 

مقصورة الفنون التشكيلية بجامعة نزوى – هاجر الهنائية

السؤال الأول: ما مشروعكم؟

تُعد “مقصورة الفنون التشكيلية” ورشةً إبداعية متكاملة تنضوي تحت مظلة صندوق داعم، وتهدف إلى تنمية المهارات الفنية لدى الطلبة وتمكينهم في مسيرتهم الأكاديمية. نحن نفتح آفاق الإبداع أمام الطالبات من مختلف التخصصات، ونسعى إلى تعليمهن فنون المشغولات اليدوية الراقية التي تتميز بالجودة والإتقان، وتُهيئ للعرض والمشاركة في الأسواق المحلية.

 

تشمل أعمالنا الفنية النحت على الخشب، والنقش على الألمنيوم، والرسم بالحناء، وغيرها من الحرف التي تمزج بين التراث العُماني الأصيل واللمسات المعاصرة.

 

ويمثل هذا الأسبوع فرصة ذهبية لاستثمار طاقات الطلبة وتحويل أفكارهم إلى مشاريع ريادية ناجحة. فهي ليست مجرد فعالية عابرة، بل منصة حيوية لدعم وتطوير المشاريع الطلابية، تمنحها الزخم اللازم للانطلاق والنمو في بيئة محفّزة للإبداع.

 

ومن واقع تجربتي الشخصية، وما لمسته من إنجازات مبهرة داخل هذه المقصورة، أدعو جميع الطلبة إلى اغتنام هذه الفرصة الثمينة. فالمشاريع الريادية في الجامعة لم تعد مجرد أحلام، بل أصبحت واقعًا ملموسًا تُحتضن فيه الأفكار وتُرعى حتى ترى النور.

 

وتختم: أنصح كل طالب وطالبة باتخاذ هذه الخطوة بكل جرأة وثقة. فكل إنجاز عظيم يبدأ بفكرة صغيرة. الجامعة توفر البيئة المناسبة والدعم المطلوب، وكل ما عليكم هو الإيمان بقدراتكم والانطلاق بطموحاتكم. فالمشاريع الريادية ليست فقط مصدر دخل، بل هي أيضًا وسيلة لإثبات الذات، ولبصمة خاصة تتركونها في هذا العالم.

 

مشروع / Eco Vision Humidity – كفاح بنت سعيد العدوي

يهدف هذا المشروع إلى إيجاد حل مبتكر يجمع بين البساطة والتكنولوجيا الحديثة، من طريق تطوير جهاز يعمل على تحويل رطوبة الهواء إلى ماء صالح للاستخدام بطريقة صحية وآمنة.

 

يعتمد الجهاز في عمله على مروحة خاصة تقوم بسحب الرطوبة من الجو، ومن ثم تحويلها إلى ماء باستخدام تقنيات دقيقة أثبتت فعاليتها في التجارب العملية والتقارير الفنية. وقد تمكنا، بفضل الله، من إنتاج لتر كامل من الماء المقطر في ساعة واحدة فقط. ومن هنا انطلقت فكرة المشروع من حلم إلى واقع ملموس، واتخذنا القرار بتأسيس شركة ناشئة لإنتاج المياه بالاعتماد على هذا الابتكار الفريد.

 

هذا الجهاز لا يوفر ماءً نقيًا فحسب، بل يُسهم أيضًا في التقليل من تأثير الرطوبة الضارة على المباني والأسقف. وكما يُقال: "ضربنا عصفورين بحجر واحد".

 

ونظرًا لأهمية المشروع وتميّزه، فقد نال جوائز محلية عدة، وحقق المركز الثاني على مستوى الوطن العربي، كما حصل على شهادة الملكية الفكرية من عدد من الجهات المختصة في مجالات الصناعة، والترويج، والاستثمار بمحافظة نزوى.

 

أنا أؤمن إيمانًا عميقًا بأهمية استثمار الطالب لطاقته وجهده في سنوات دراسته، ليس فقط في التحصيل الأكاديمي، بل أيضًا في بناء مستقبل مهني يُعبّر عن شغفه وطموحه. فالمشاركة في مشروع خاص في أثناء الدراسة تُعد فرصة ذهبية لاكتساب مهارات جديدة، والتعلم المباشر من المعلمين والمشرفين وكل من في البيئة التعليمية.

 

بل وأكثر من ذلك، فإن تنفيذ مشروع ضمن التخصص الدراسي يمكن أن يشكل النواة الأولى لانطلاقة الطالب في عالم ريادة الأعمال بعد التخرج. إنها فرصة لبناء شخصية قوية، واكتساب خبرات عملية، وتشكيل “عقلية ريادية” قادرة على إحداث الفرق.

إرسال تعليق عن هذه المقالة