السنة 20 العدد 189
2025/05/01

كلية العلوم والآداب تشارك في المؤتمر الدولي الثالث عشر "التعليم والتعلّم التحويلي بين الواقع والمأمول" في المملكة الأردنية الهاشمية

 

 

كلية العلوم والآداب

 

في رحاب جامعة جرش بالمملكة الأردنية الهاشمية، انعقد المؤتمر العلمي المحكَّم الثالث عشر تحت عنوان: "التعليم والتعلّم التحويلي بين الواقع والمأمول"، وذلك في الفترة من الحادي عشر وحتى الثالث عشر من مايو 2025، بمشاركة نخبة من الأكاديميين والباحثين من مختلف أقطار الوطن العربي. وقد رعى حفل افتتاح المؤتمر سعادة العين محمود فريحات، عضو مجلس الأعيان، الذي أكد في كلمته أهمية الملتقيات العلمية في تطوير الفكر التربوي العربي ومواكبة التغيرات المتسارعة التي يشهدها العالم في مجال التعليم.

 

وحظيت جامعة نزوى – سلطنة عُمان – بمشاركة فاعلة في هذا الحدث العلمي المتميز، جسدتها عبر وفد أكاديمي وطلابي من برنامج دكتوراة الفلسفة في القيادة التربوية، الذين أسهموا بأوراق بحثية نوعية، وترؤس عدد من جلسات المؤتمر، وتقديم كلمة المؤتمر باسم المشاركين، في دلالة على التقدير الكبير الذي تحظى به الجامعة أكاديمياً.

 

وقدم الدكتور ربيع بن المر الذهلي كلمة المؤتمر، ممثلاً عن الباحثين والمشاركين، إذ أشار إلى أهمية التعليم التحويلي؛ كونه أداة فعالة لإعادة صياغة واقع التعليم العربي، وتحقيق النقلة المنشودة من الأساليب التقليدية إلى التعلم الذي يُكسب الطالب مهارات التفكير والابتكار، مؤكداً أن التعليم التحويلي لم يعد خياراً، بل ضرورة تفرضها التحولات المتسارعة في المشهد العالمي.

 

وقد تولى الدكتور محمود الوائلي رئاسة الجلسة الثانية في اليوم الأول من المؤتمر، فأدار الحوار الأكاديمي بين المشاركين بكفاءة عالية، فيما تولى الدكتور خليفة بن أحمد القصابي رئاسة الجلسة الأولى في اليوم الثاني، مشرفاً على مناقشات علمية تناولت قضايا جوهرية في التعليم والتقنية والقيادة التربوية.

 

 

 

وشارك كل من الدكتور ربيع الذهلي والدكتور محمود الوائلي والدكتور ناصر المزيدي والباحثة طيبة الرواحي بورقة بحثية قدمتها طالبة الدكتوراة طيبة الرواحية حملت عنوان: "الضغوط النفسية التي يواجهها طلبة الإدارة التعليمية والقيادة التربوية في جامعة نزوى وسبل التغلب عليها من وجهة نظر الطلبة"، إذ هدفت الدراسة إلى قياس مستويات الضغوط الأكاديمية والاجتماعية والنفسية التي يواجهها الطلبة، والكشف عن تأثير متغيرات الفصل الدراسي والتخصص والتفرغ في تلك الضغوط. بينما تناولت الدراسة سبل التغلب على هذه التحديات النفسية، وقد خرجت بتوصيات تدعو إلى تعزيز الدعم النفسي والمؤسسي للطلبة.

 

وفي إطار التحولات الرقمية التي تشهدها المؤسسات التعليمية، قدم الدكتور خليفة بن أحمد القصابي، أستاذ مشارك في القياس والتقويم بجامعة نزوى، بالتعاون مع الباحثات في برنامج الدكتوراة: نجلاء بنت موسى البلوشية، وطيبة بنت سيف الرواحية، وبدرية بنت حمود العامرية، دراسة بعنوان: "واقع الأمن السيبراني بجامعة نزوى في ضوء رؤية عمان 2040 من وجهة نظر الأكاديميين". قدمتها طالبة الدكتوراة الأستاذة نجلاء البلوشية، إذ سعت الدراسة إلى تشخيص مستوى الأمن السيبراني المطبق في الجامعة، وتحديد مدى توافقه مع مستهدفات الرؤية الوطنية. وهدفت إلى رصد الفروق في وجهات النظر على وفق متغيرات الجنس والرتبة الأكاديمية، مؤكدة ضرورة تعزيز البنية الرقمية وتطوير استراتيجيات الأمن المعلوماتي.

 

 

وشهد اليوم الثاني من المؤتمر تقديم ورقة بحثية مشتركة بين الدكتور ناصر المزيدي من جامعة نزوى، والدكتورة بسمة الحوامدة من جامعة جرش، بعنوان: "دور المنصات التعليمية الرقمية في تحقيق مبادئ التعليم التحويلي: دراسة تحليلية لتحديات وفرص التكامل التكنولوجي في البيئة التعليمية". تناولت الورقة المفهوم النظري للتعليم التحويلي وأهميته في تنمية قدرات المتعلمين، وسلطت الضوء على الدور المحوري للمنصات التعليمية الرقمية في هذا السياق، مركزة على التحديات الفنية والتربوية التي تواجه هذا التكامل.

 

وفي سياق دعم الحضور الطلابي في المحافل العلمية، شارك عدد من طلبة الدكتوراة بجامعة نزوى في تقديم أوراق بحثية تعكس وعيهم الأكاديمي وقدرتهم على إنتاج المعرفة التربوية. إذ قدم الطلبة: يعقوب الناعبي، الحاج عمر، منى الهنائي، وعزة السعيدي دراسة بعنوان: "درجة ممارسة القيادة الريادية بالمعهد العالي للقضاء في سلطنة عمان من وجهة نظر الموظفين"، وهدفت إلى قياس مدى تطبيق مفاهيم القيادة الريادية في بيئة العمل القضائية، وتأثيرها في تطوير الأداء المؤسسي.

 

 

بينما شارك الباحثون: أحمد الجابري، وعزيزة الشيخ، وشيخة البلوشية بورقة بحثية بعنوان: "مستوى تأثير القيادة الرقمية في التخطيط للموارد البشرية في المديريات العامة للتربية والتعليم بسلطنة عمان من وجهة نظر الموظفين"، وقد تناولت الورقة أثر استخدام التكنولوجيا القيادية في تحسين عملية التخطيط والتطوير في المؤسسات التعليمية.

 

ومن جهة أخرى، قدم الدكتور أحمد "محمد جلال" الفواعير ورقة بحثية ركزت على موضوع بالغ الأهمية، بعنوان: "الاحتياجات التدريبية المرتبطة بالكفاءة التدريسية لمعلمي الطلبة ذوي الاستثناء المزدوج في سلطنة عمان"، إذ هدفت إلى استقصاء الجوانب التي ينبغي تعزيزها لدى المعلمين لضمان جودة التعليم المقدم لهذه الفئة الخاصة، مع التركيز على التكوين المهني والتربوي الملائم لطبيعة التحديات التي يواجهونها.

 

واختتمت أعمال المؤتمر بجلسة ختامية غنية بالمداولات والتوصيات التي شددت على أهمية اعتماد التعليم التحويلي؛ كونه منهجية متكاملة لإصلاح التعليم العربي، وضرورة بناء بيئات تعليمية محفزة على التفكير والإبداع، مع تطوير البنية التحتية الرقمية وضمان أمنها السيبراني، فيما أكدت التوصيات أهمية تبادل التجارب بين الجامعات العربية وتعزيز البحث العلمي المشترك.

 

وأعربت اللجنة المنظمة عن تقديرها العميق لوفد جامعة نزوى، مشيدة بالمستوى العلمي الرفيع للمشاركات العُمانية، ومؤكدة أن حضور الجامعة أضفى على المؤتمر بعداً علمياً وثقافياً متقدماً، يعكس رصانة برامجها الأكاديمية، ونضج طلبتها الباحثين، وسعيها المستمر نحو التميز العلمي والمعرفي.

إرسال تعليق عن هذه المقالة