السنة 20 العدد 189
2025/05/01

 

تقديرًا لجهودها المؤسسية في تعزيز مفاهيم الاستدامة على الصعيد الأكاديمي والبحثي والمجتمعي

جامعة نزوى تفوز بالجائزة البرونزية في أسبوع عُمان للاستدامة 2025

التتويج يعكس التزام الجامعة بتحقيق رؤية عُمان 2040 من خلال التعليم الأخضر والابتكار البيئي والتنوع البحثي 

الجامعة أنموذجًا في دمج التعليم بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، ويرسخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية تقود التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة 

 

 

في إنجاز مستحق ومشرف، حصلت جامعة نزوى على الجائزة البرونزية في أسبوع عُمان للاستدامة 2025، وذلك في الحفل الختامي الذي أُقيم بمركز عُمان للمؤتمرات والمعارض يوم 11 مايو 2025م.

 

وقد تسلم الجائزة نيابة عن الجامعة الدكتور وليد بن خالد الراجحي عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة في جامعة نزوى في الحفل الذي رعاه معالي المهندس سالم بن ناصر العوفي وزير الطاقة والمعادن ، بحضور عدد من أصحاب المعالي والسعادة والمختصين وممثلي الجهات الحكومية والخاصة، إلى جانب نخبة من المنظمات الدولية المعنية بالاستدامة.


يمثل هذا الإنجاز تتويجًا لرؤية الجامعة الراسخة في جعل الاستدامة جزءًا جوهريًا من فلسفتها الأكاديمية والتنموية. فمنذ تأسيسها، حرصت الجامعة على غرس قيم الاستدامة في رؤيتها الاستراتيجية وخططها التنفيذية، وربطها بالمناهج التعليمية والمشاريع الطلابية والبحثية. كما تم تبني الاستدامة كأحد المحاور الأساسية في الأنشطة المجتمعية والابتكار المؤسسي والذي يعكس التزام الجامعة بتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الموارد، بما في ذلك الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية، وإدارة مياه الري، وتدوير النفايات، والتنقل المستدام داخل الحرم المتماشي مع رؤية عمان .

 

 

وهذا ما اكد عليه الدكتور وليد بن خالد الراحجي عميد عمادة التخطيط وإدارة الجودة والذي قال: في جامعة نزوى تبنت الجامعة الاستدامة كأحد المحاور الأساسية في الأنشطة المجتمعية والابتكار المؤسسي والذي يعكس التزام الجامعة بتطبيق تقنيات الطاقة المتجددة وكفاءة استخدام الموارد، بما في ذلك الاعتماد على أنظمة الطاقة الشمسية، وإدارة مياه الري، وتدوير النفايات، والتنقل المستدام داخل الحرم المتماشي مع رؤية عمان ٢٠٤٠.


وقال الدكتور الراجحي:  حصول الجامعة على هذا الجائزة وفي منافسة مفتوحة مع كبرى الشركات يعكس التزام الجامعة بتعزيز مبادئ الاستدامة، ليس فقط كمفهوم نظري، بل كممارسة واقعية تمتد من السياسات الإدارية إلى البحوث والمناهج والبنية التحتية ، كما يؤكد أن الجامعة أصبحت نموذجًا في دمج التعليم بالمسؤولية البيئية والاجتماعية، ويرسخ مكانتها كمؤسسة أكاديمية تقود التغيير نحو مستقبل أكثر استدامة في سلطنة عمان.


وفي ظل التحديات العالمية المتسارعة، تبرز الحاجة إلى مؤسسات تعليمية تتحمل مسؤوليتها في بناء مستقبل أكثر توازنًا واستدامة. ومن بين هذه المؤسسات، تتألق جامعة نزوى كنموذج وطني متكامل للاستدامة، يربط بين الأصالة والتجديد، وبين الرؤية الوطنية والممارسات العالمية. فمنذ تأسيسها عام 2004، اختارت الجامعة أن تجعل الاستدامة مبدأً مؤسسيًا شاملًا، لا يقتصر على الجانب البيئي، بل يمتد إلى التعليم، والبحث العلمي، والإدارة، والبنية التحتية.


ـوفي الجانب الأكاديمي، حرصت جامعة نزوى على دمج مفاهيم الاستدامة في صميم العملية التعليمية. وقد انعكس ذلك من خلال إدراج موضوعات بيئية وتنموية في المقررات الدراسية لعدة تخصصات، لاسيما في مجالات الهندسة والعلوم الطبيعية. ولم تقتصر الجهود على مجرد تضمين المفاهيم النظرية، بل تم تطوير برامج أكاديمية متخصصة مثل “علوم الطاقات المتجددة”، لتأهيل كوادر وطنية قادرة على قيادة التحول نحو الاقتصاد الأخضر. كما نفذت الجامعة مبادرات طلابية فاعلة، مثل حملة “Green UoN”، التي هدفت إلى رفع الوعي البيئي بين الطلبة، إلى جانب فعاليات توعوية في الاستهلاك المسؤول وإعادة التدوير. ومن خلال شراكات أكاديمية دولية، أتيحت للطلبة فرصٌ للاطلاع على تجارب تعليمية عالمية في مجالات التنمية المستدامة، ما عزز من وعيهم بالقضايا البيئية على المستويين المحلي والعالمي.

 

 
أما في ميدان البحث العلمي، فقد رسخت الجامعة مكانتها من خلال مبادرات بحثية نوعية تخدم قضايا البيئة والمجتمع، وفي مقدمتها “كرسي اليونسكو لدراسات الأفلاج”، الذي يُعد أول كرسي من نوعه على مستوى العالم، ويعكف على دراسة النظم المائية التقليدية العُمانية باعتبارها نموذجًا فريدًا لإدارة الموارد الطبيعية بشكل مستدام. وقد نشرت الجامعة، عبر هذا الكرسي، أبحاثًا علمية مرموقة نالت إشادة دولية، مثل الدراسة التي نُشرت في مجلة Geography and Sustainability حول الاستدامة والمياه الافتراضية. وتواصل الجامعة ريادتها البحثية عبر شراكتها الاستراتيجية مع وكالة ناسا في مشروع لرصد جودة الهواء باستخدام تقنيات الاستشعار عن بعد، حيث شارك عدد من طلبة الفيزياء في تحليل بيانات حقيقية ساهمت في تقييم التلوث الجوي في مناطق متعددة من السلطنة.


ولم تتوقف الجامعة عند حدود التعليم والبحث، بل مدّت فلسفة الاستدامة إلى أساليب إدارتها وتشغيلها اليومي، إذ جعلت من الحوكمة البيئية والاجتماعية والاقتصادية جزءًا أصيلًا من خطتها الاستراتيجية. فقد قامت بتركيب أنظمة إنارة موفرة للطاقة، وأنظمة ذكية للري تعتمد على مياه معاد تدويرها، وتبنت خطة شاملة لإدارة النفايات تشمل الفرز من المصدر، وإعادة التدوير، وتقليل الاعتماد على الورق من خلال التحول الرقمي. وفي هذا السياق، طورت الجامعة مؤشرات أداء بيئية لقياس مدى التقدم في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، ووفّرت تدريبًا مستمرًا للموظفين والطلبة حول أفضل الممارسات البيئية. وقد أثمرت هذه الجهود في حصول الجامعة على الجائزة البرونزية في أسبوع عُمان للاستدامة 2025، بعد منافسة مع عدد من المؤسسات الكبرى في مجالات الطاقة والصناعة والخدمات.


وتمثل البيئة الجامعية ترجمة ملموسة لفلسفة الاستدامة، حيث تعتمد على تصميم بيئي متكامل، يجمع بين الجمال الطبيعي وكفاءة استخدام الموارد. ويُعتبر “البيت الصديق للبيئة” أحد أبرز إنجازات الجامعة في هذا الجانب، إذ تم إنشاؤه باستخدام مواد بناء مستدامة، ومزود بأنظمة شمسية لتوليد الطاقة، ويُستخدم كمختبر تعليمي وبيئي يتيح للطلبة والباحثين دراسة تطبيقات العمارة الخضراء في الواقع. كما ساهمت الجامعة في تشجير الحرم وزيادة الغطاء النباتي من خلال زراعة أنواع محلية مقاومة للجفاف، إضافة إلى إنشاء “بستان عُمان” الذي يحتضن نباتات عمانية نادرة، ما يعزز من التنوع الحيوي داخل الحرم الجامعي. ولا تقتصر أنشطة الجامعة البيئية على الداخل، بل تمتد إلى المجتمع، من خلال مشاركاتها في مبادرة “مدينة نزوى الصحية” بالتعاون مع منظمة الصحة العالمية، وجهودها في تنظيم حملات تشجير وتنظيف بالشراكة مع المجتمع المحلي.

 

 
لقد أثبتت جامعة نزوى أن الاستدامة ليست مجرد شعار، بل هي ثقافة مؤسسية وسلوك عملي، يمكن تحقيقه عندما تتوافر الرؤية والالتزام والإرادة. ومن خلال ربط التعليم بالبحث، والإدارة بالبيئة، أثبتت الجامعة أن المؤسسات الأكاديمية يمكن أن تكون محركًا حقيقيًا للتنمية المستدامة، ورافعة لتحقيق أهداف رؤية عُمان 2040. واليوم، تُعد جامعة نزوى نموذجًا يُحتذى به في المنطقة في كيفية تحويل التحديات البيئية إلى فرص تعليمية وبحثية وتنموية.


إن تجربة جامعة نزوى في الاستدامة تقدم دروسًا عميقة حول تحقيق أثر مستدام في مجتمعنا. فالمستقبل لا يُبنى بالشعارات، وإنما بالممارسات المدروسة، والرؤى المستنيرة، والإيمان بأن الإنسان، إذا أُتيحت له المعرفة والفرصة، قادر على أن يكون صانع التغيير وحامي الطبيعة في آنٍ واحد.

 

الجدير بالذكر بأن جوائز أسبوع عُمان للاستدامة أطلقت تكريمًا للمؤسسات التي تطبق أفضل ممارسات الاستدامة في المجالات البيئية والاجتماعية والحوكمة المؤسسية (ESG). وتشرف على الجائزة لجنة تضم خبراء من جهات وطنية ودولية متخصصة، حيث تمثل الجائزة إحدى المبادرات الرئيسية لأسبوع عُمان للاستدامة، الذي يُقام سنويًا ليكون منصة وطنية لتبادل الخبرات، وعرض أحدث الابتكارات في الطاقة النظيفة، المياه، إدارة النفايات، والتقنيات الذكية.


إرسال تعليق عن هذه المقالة