تجارب ملهمة من قلب الحدث على لسان المشاركين
"من الفكرة إلى التطبيق: شباب عمان يتنافسون في “هاكاثون الأفكار” بجامعة نزوى"
في تجربة ريادية ملهمة، نظمت جامعة نزوى ممثلة في مركز ريادة الأعمال فعالية “هاكاثون الأفكار” ضمن برنامج “ستارت أب ويكند”، والتي استقطبت 70 شابًا وشابة من مختلف مؤسسات التعليم العالي في السلطنة. تم توزيعهم على 18 فريقًا تنافسيًا، حيث خاضوا تجربة مكثفة امتدت لأكثر من 54 ساعة من العمل المتواصل بهدف تحويل أفكارهم الناشئة إلى نماذج أولية قابلة للتطوير.
ولِقياس أثر هذه التجربة وانعكاسها على المشاركين، طرحت دائرة الإعلام والتسويق بجامعة نزوى عددًا من الأسئلة على المشاركين، لرصد آرائهم وتقييماتهم حول الفعالية ومخرجاتها.
بوابة حقيقية لاكتشاف قدرات الشباب
عبّرت رهف بنت مصطفى المعمري من جامعة السلطان قابوس عن فخرها بالمشاركة في “هاكاثون الأفكار”، ووصفت التجربة بأنها خطوة نوعية في مسارها المهني والأكاديمي، إذ مكّنتها من استكشاف قدراتها في التفكير الإبداعي والعمل الجماعي، بالإضافة إلى خوض تجربة عملية تحاكي واقع تأسيس المشاريع. وأكدت أن مثل هذه الفعاليات تساهم في بناء الشخصية الريادية وتعزز من كفاءة الشباب في التعامل مع التحديات واتخاذ قرارات مبنية على معطيات واقعية.
وأوضحت رهف أن البرنامج وفّر بيئة تعليمية محفزة، أتاحت للمشاركين العمل تحت ضغط الوقت، والتفاعل مع نخبة من الموجهين والخبراء، مما ساعد في تحويل الأفكار إلى نماذج أولية قابلة للتطبيق. كما أشارت إلى أن تنظيم الفعالية جاء بمستوى احترافي يعكس اهتمام الجهات المنظمة بتمكين الشباب وتأهيلهم للانخراط في بيئة ريادة الأعمال. وقالت: “هاكاثون الأفكار لم يكن مجرد مسابقة، بل منصة تدريبية متكاملة نجح في تحويل الأفكار المبعثرة إلى خطوات واضحة وقابلة للتنفيذ”.
وأضافت أن المشاريع المتنافسة حملت في طياتها أفكارًا نوعية تلامس احتياجات المجتمع، ما يدل على القدرات العالية التي يمتلكها الشباب العماني في الابتكار وريادة الأعمال. ودعت رهف إلى ضرورة توفير المزيد من الحاضنات والمسرعات لدعم هذه الطاقات، مشيدة بالدور الحكومي في رعاية رواد الأعمال وأصحاب المشاريع الطلابية. كما أكدت أن استمرار مثل هذه المبادرات سيسهم في بناء منظومة ريادية وطنية متكاملة، ترتكز على المعرفة والإبداع، وتواكب تطلعات رؤية عُمان 2040.
فعالية تعزز التفكير العملي
رائد الأعمال وليد بن محمد المغيري أكد أن مشاركته في “هاكاثون الأفكار” شكّلت محطة مهمة في تطوير أفكاره ومهاراته الريادية، موضحًا أن الفعالية تميّزت بأهميتها في جمع وتحليل المعلومات والتعرف على التحديات والصعوبات التي تواجه أصحاب المشاريع الناشئة. وأشار إلى أن تنظيم المسابقة كان على درجة عالية من الاحتراف، إذ لمس مرونة وتعاونًا كبيرين من المنظمين والمشرفين، وهو ما أسهم في توفير بيئة محفّزة ومريحة للعمل.
وفيما يتعلق بمستوى المشاريع، قال المغيري: "معظم المشاريع المشاركة انطلقت من احتياجات واقعية في السوق، وتهدف إلى تبسيط حياة الإنسان ومواكبة رؤية عُمان 2040م". كذلك أثنى على الدور التوجيهي للمشرفين والمحاضرين الذين كانوا على تواصل مستمر مع الفرق، وأسهموا في تحسين مستوى النماذج المعروضة.
التجربة عززت روح الفريق
من جانبه، يرى إلياس بن عبدالله الحاتمي، من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية – فرع عبري، أن “هاكاثون الأفكار” شكل تجربة استثنائية لصقل المهارات الريادية. وأوضح أن العمل ضمن فرق ديناميكية مكّنه من تطوير التفكير الإبداعي، وتعزيز القدرة على حل المشكلات تحت الضغط، وهو ما اعتبره تدريبًا عمليًا بالغ الأهمية لريادة الأعمال.
وأضاف أن آلية تنظيم المسابقة كانت فعّالة ومتكاملة، إذ أسهمت في خلق بيئة واضحة ومركّزة، ساعدت الفرق على تطوير أفكارها تدريجيًا. وأثنى على لجان الإشراف، قائلاً: "كان لهم دور جوهري في التوجيه والدعم، وتمكنوا من مساعدة الفرق على تجاوز التحديات وصقل الأفكار بطريقة منهجية".
وفي حديثه عن مستوى المشاريع، أكد أن الأفكار المشاركة كانت مبتكرة وواقعية، وتستجيب لاحتياجات المجتمع وسوق العمل، مضيفًا: "بعض المشاريع تمتلك مقومات قوية للتحوّل إلى شركات ناشئة ناجحة". وفيما يخص البرنامج المصاحب، أشار إلى أن الورش كانت مكثفة وغنية بالمحتوى، رغم أن بعضها اتخذ طابع التلقين أكثر من التفاعل، إلا أنها تبقى مفيدة في تقديم معارف جديدة ونصائح عملية للمشاركين.
تجربة محفزة لكسر الخوف وتعزيز الثقة
بدورها، اعتبرت سارة بنت سالم المعمري من جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بإبراء أن مشاركتها في الهاكاثون عززت من قدرتها على التفكير تحت الضغط، والعمل ضمن فريق لحل المشكلات بأساليب إبداعية. وقالت إن المسابقة أتاحت لها فرصة حقيقية لاختبار جدوى فكرتها، من طريق ملاحظات الخبراء والزملاء؛ مما ساعدها على تحسين نموذج العمل.
وأشادت المعمريّة بالتنظيم، مؤكدة أن إدارة الوقت والبيئة المحفزة كانتا من أبرز عوامل نجاح التجربة. وأضافت أن تنوع المشاريع المشاركة، خاصة في مجالات التقنية والحلول البيئية، يعكس وعي الفرق بأهمية الاستدامة والابتكار. وذكرت أن 60% من المشاريع التي تابعتها تملك مقومات حقيقية للتحول إلى شركات قائمة، إذا ما حصلت على الدعم المناسب. أما عن الورش المصاحبة، فقالت: "جميعها كانت محفزة ومثرية، وساعدتني شخصيًا في كسر حاجز الخوف من الفشل، خصوصًا من طريق اللقاءات المباشرة مع رواد أعمال ناجحين نقلوا لنا تجاربهم بصدق".
فرصة مثالية لتطبيق المفاهيم الريادية
أما مريم الجابرية، مؤسسة “جرين ديداكتور” من جامعة نزوى، فقد وصفت التجربة بأنها “ملهمة ومثرية”، إذ أتاحت لها تطبيق مفاهيم ريادة الأعمال عمليًا، بعيدًا عن الطرح النظري. وأشارت إلى أن مستوى التنظيم كان ممتازًا، وأن لجان الإشراف قدّمت توجيهات فعالة ساعدت فريقها على تطوير الفكرة والعمل عليها بمنهجية أكثر وضوحًا.
وأضافت أن المشاريع المشاركة تنوعت في أفكارها، وبعضها يتمتع بمستوى عالٍ من الابتكار ويستحق الدعم والتحوّل إلى مشاريع قائمة. وأثنت على البرنامج المصاحب، وخاصة الجلسات المتعلقة بالتسويق وبناء نموذج العمل، واعتبرت الهاكاثون فرصة رائعة لأي شخص يحمل فكرة ويريد اختبارها وتطويرها في بيئة مشجعة.
التنظيم والورش ساعدتنا على تطوير خبراتنا
من جانبه، قال حذيفة بن وليد الجابري من الكلية المهنية بالسيب، إن مشاركته في الهاكاثون كانت غنية بالتجارب والمعارف، إذ أضافت له العديد من المفاهيم والأفكار التي تساعده في تطوير خبرته الريادية. وأشاد بمستوى التنظيم قائلاً: "كل شيء كان مدروسًا، من الورش التدريبية إلى الجلسات التفاعلية، وكان للمشرفين دور كبير في توضيح بعض المفاهيم الدقيقة ومساعدتنا على فهمها عمليًا".
أيضًا أكد أن البرنامج المصاحب كان ثريًا ومتعدد المحاور، وساعدهم في فهم ريادة الأعمال من زوايا متعددة، مشيرًا إلى أن مثل هذه الفعاليات تشكل منصة حقيقية لبناء الثقة والانطلاق نحو المستقبل بثقة.