ضمن 18 شركة متنافسة وبمشاركة 70 متنافسا
"GreeNova" يتصدر "هاكاثون الأفكار" بجامعة نزوى
سعيد العزيزي المدير التنفيذي لشركة GreeNova
نجحنا في تحويل شجرة "المسكيت" من نبتة ضارّة إلى مصدر للابتكار البيئي والصناعي وتطوير صناعات صحية متقدمة
تمكنا من اكتشاف مادة صحية وطبية في أوراق شجرة المسكيت واستثمرناها في استخلاص العديد من المواد التجميلية والطبية
تُوِّج "GreeNova" بالمركز الأول في ختام فعالية “هاكاثون الأفكار”، التي نظمتها جامعة نزوى ضمن برنامج "ستارت أب ويكند" لريادة الأعمال، بمشاركة أكثر من 70 شابًا وشابة موزعين على 18 فريقًا، عملوا على تطوير أفكارهم الريادية على مدى ثلاثة أيام متواصلة من العمل الجماعي والابتكار.
الفعالية التي احتضنتها قاعة الحزم بالجامعة، شهدت تنافسًا كبيرًا بين المشاريع، وجاءت نتائجها لتُبرز تميّز مشروع "GreeNova". فيما حل مشروع “فلترك” في المركز الثاني، و”ريو سمارت” في المركز الثالث.
وقد نال مشروع "GreeNova" إعجاب لجان التحكيم لما قدّمه من فكرة مستدامة تجمع بين الحلول البيئية والابتكار التقني.
وأشار بدر بن سعيد بن مسعود العزيزي، المدير التنفيذي لشركة "GreeNova"، إلى تجربتهم في “هاكاثون الأفكار”، والتحديات التي واجهوها، ورؤيتهم المستقبلية لتحويل فكرتِهم إلى شركة ناشئة تواكب احتياجات السوقين المحلي والدولي.
وأضاف: "برزت شركة "GreeNova" كإحدى الشركات الرائدة في تحويل ما كان يُعدّ لفترة طويلة "نبتة ضارّة" إلى مصدر للابتكار البيئي والصناعي. فقد نجحت في تسخير شجرة المسكيت (الغاف البحري) لاستخلاص مواد أولية بديلة للبلاستيك، وتطوير صناعات صحية متقدمة، في خطوة ثورية تجمع بين الاقتصاد الأخضر والتقنيات الحيوية الحديثة.
وعبر أكثر من عامين من الخبرة في الابتكار وريادة الأعمال، استطاعت "GreeNova" أن تضع لنفسها بصمة مميزة؛ بتطوير بديل للبلاستيك يتميز بمتانته العالية، وانخفاض تكلفته، ومقاومته للكسر والحرارة. وقد أثبتت هذه المادة كفاءتها من طريق تقرير موثوق صادر عن مختبر أبحاث علاج النباتات في الصين، تحت إشراف نخبة من العلماء؛ مما يعزز مصداقية الابتكار وقوة المنتج.
ولم تقتصر جهود الشركة على المجال البيئي، بل نجحت في اكتشاف مادة صحية وطبية في أوراق شجرة المسكيت، واستثمرت تلك المواد في إنتاج شامبو، وغسول، وصابون طبيعي 100% مستخلص من شجرة محلية؛ ليكون منتجًا عمانيًا بمواصفات عالمية، قادرًا على المنافسة في الأسواق الدولية، وبديلًا صحيًا وآمنًا للمنتجات التجارية السائدة.
ويعود هذا النجاح إلى شراكة استراتيجية مع وزارة الثروة الزراعية والسمكية وموارد المياه بمحافظة الظاهرة، تم من طريقها استثمار مخلفات شجرة المسكيت التي كانت تُهدر بملايين الريالات سنويًا في مناقصات التخلص منها. وهكذا تحوّل العبء البيئي إلى فرصة اقتصادية، وأصبحت "GreeNova" نموذجًا يحتذى به في مجال الاقتصاد الدائري.
وهذا نص الحوار:
*في البداية.. ما شعوركم بعد تتويج "GreeNova" بالمركز الأول؟
**التتويج هو ثمرة سنوات من الإيمان، والتجربة، والسهر. لقد كانت "GreeNova" فكرة بسيطة، سقيناها بالتعب، وسهرنا على جذورها بالأمل، حتى أثمرت هذا الإنجاز. الفوز لم يكن تتويجًا لمشروع فقط، بل لكل لحظة ترددت فيها أصواتنا بين الحلم والواقع، ثم قررنا أن نصنع الفرق بأنفسنا.
*كيف كانت تجربة 54 ساعة من العمل المتواصل؟ هل هناك لحظة لا تُنسى؟
**كانت التجربة بمثابة سباق مع ذواتنا لا مع الزمن. لحظة فارقة لا ننساها كانت في الثالثة فجرًا، حين تعطّل النموذج الأولي وكدنا نفقد الحماس. لكن أحد الزملاء قال: “نحن لا نخلق منتجات، نحن نخلق حلولًا للحياة”، فكانت كلماته شرارة أشعلت فينا الإصرار من جديد.
*هل كنتم تتوقعون الفوز منذ البداية؟
**آمنا بفكرتنا منذ اليوم الأول، لكننا لم نشارك من أجل الجوائز. تعاملنا مع الهاكاثون كونه مسؤولية نبني من طريها مشروعًا له أثر. وكانت المنافسة قوية بالفعل، لكن نيتنا الصادقة في خدمة البيئة والمجتمع منحتنا دعمًا غير مرئي.
*ماذا تعلمتم عن أنفسكم وعن العمل الجماعي في هذه الرحلة؟
**أدركنا أن القيادة لا تعني امتلاك الإجابات، بل حسن الإصغاء. كما أن العمل الجماعي ليس تجميع مهارات فحسب، بل توحيد رؤى. تعلمنا أن النجاح أحيانًا يأتي من لحظة صبر أو فكرة لم نستهِن بها.
* حدّثونا عن مشروع "GreeNova"... كيف بدأت الفكرة؟
** "GreeNova" ولدت من ملاحظة بسيطة: شجرة المسكيت التي تُعد ضارة في بعض المناطق، تمتلك في الحقيقة خصائص واعدة. فكرنا: لم لا نحوّل هذه المشكلة البيئية إلى فرصة صناعية؟ بدأنا بإنتاج بدائل بلاستيكية من المسكيت، وتوسعنا لصناعة منتجات طبيعية مثل الشامبو والصابون، بفضل خصائصها المضادة للبكتيريا.
*ما الذي يجعل “جرنوفا” مختلفًا عن المشاريع الأخرى؟
** نحن لا نقدّم منتجًا فحسب، بل فلسفة متكاملة لإعادة التفكير في الموارد “الضارة” وتحويلها إلى قيمة. "GreeNova" تعني مستقبلًا نظيفًا ينبع من صلب التحديات البيئية.
* ما دلالة اسم "GreeNova"؟
** الاسم هو دمج بين “Green” أي الأخضر، و”Nova” أي النجم الجديد. فكرتنا أن من التحديات البيئية يمكن أن يولد نجم يضيء طريق الاستدامة.
* ما خطوتكم القادمة؟ وهل هناك خطة لتحويل المشروع إلى شركة ناشئة؟
** نعم، نعمل حاليًا على تأسيس شركة ناشئة تحمل اسم “GreeNova”، مع خطة إنتاج مستدام تستهدف السوقين المحلي والدولي، خاصة في المناطق التي تعاني من تحديات بيئية مشابهة.
*هل تنوون التوسع أو المشاركة في مسابقات أخرى؟
** نحن لا نلهث وراء الجوائز، بل نبحث عن المنصات التي تتيح لنا إيصال صوت الابتكار البيئي. لدينا خطط فعلية للمشاركة في برامج احتضان دولية، خصوصًا في إفريقيا وآسيا.
*ما نوع الدعم الذي تحتاجونه في المرحلة المقبلة؟
** نحن بحاجة إلى دعم فني من خبراء لتطوير منتجاتنا، ودعم مالي يتيح لنا الانتقال من المختبر إلى خط إنتاج فعلي. أيضا نسعى إلى شراكات مع شركات تهتم بالاستدامة.
*لمن توجّهون الشكر في هذا الإنجاز؟
** الشكر لله أولًا، ثم لأفراد فريق “GreeNova” الذين آمنوا بالفكرة قبل أن تتحول إلى واقع. ونشكر مشرفينا الذين دعمونا رغم التحديات، والجهات المنظمة التي منحتنا نافذة لنُطل منها على المستقبل.
* هل لكم أن تطلعونا على أهم الفعاليات والمشاركات التي حضرتم فيها؟
** شاركت الشركة في العديد من الفعاليات الريادية مثل: Startup Weekend وهاكاثونات محلية ودولية، وتأهلت إلى التصفيات النهائية لمسابقة “إنجاز عمان” لعام 2025، وشاركت في فعالية Start of Science في قطر للعام نفسه. وحصلت الشركة على العديد من الجوائز، من أبرزها احتضانها من قبل غرفة تجارة وصناعة عمان بمحافظة الظاهرة ضمن برنامج “الظاهرة تبتكر”؛ مما عزز حضورها في المشهد الابتكاري وريادة الأعمال المستدامة.