السنة 20 العدد 189
2025/05/01

 

من قاعات التدريب إلى واجهات الصحف الرقمية: تجربة مهنية تصنع الفارق

محمد عبدالمجيد: الكتابة كانت طريقي للاحتجاج والتحليل… والتكنولوجيا فتحت أمامي آفاقًا جديدة في الصحافة

 

 

الصحافة العربية بين التحديات الرقمية وحتمية التطوير

التدريب الصحفي… من مهارات البحث إلى تقنيات التقاضي عن بُعد

الورق لا يموت… لكنه يحتاج إلى نبض رقمي

الصحف الورقية وثائق قانونية يجب أن تتطور لا أن تُلغى

بين جوجل ويوتيوب… أدوات الصحفي تتغيّر ولكن الرسالة تبقى

 

في أروقة صحيفة الجمهورية المصرية، وفي دورة تدريبية جمعت بين التعلّم والتطبيق، كان لنا لقاء مميز مع أحد الأسماء البارزة في عالم الصحافة. صحفي مدرب يتمتع بشغف لافت ومهارات تتشكل بخطى واثقة. بدأ يشق طريقه في الميدان بخبرة تتجاوز سنواته. في هذا الحوار، نتعرف إلى رؤيته للصحافة، وتجاربه في بلاطها، وما يحمله من طموحات وآمال لِمستقبل المهنة؛ وذلك في زمن تتسارع فيه التحولات داخل غرف الأخبار، وتتعالى فيه الأسئلة عن مستقبل المهنة، لتظل تجارب الصحفيين مرآة صادقة لما يعتمل في كواليس الصحافة المعاصرة. 

 

وفي أثناء هذه الدورة التدريبية التي نظّمتها صحيفة الجمهورية، أجرينا حوارًا معه؛ لنسبر أغوارًا جعلته يجمع بين التعلم الأكاديمي والممارسة الميدانية. تناولنا رؤيته لدور الصحافة اليوم، تحديات البدايات، وأحلامه في أن يكون جزءًا من جيل يكتب فصلاً جديدًا في تاريخ المهنة.

 

س1/ عرّفنا بداية بنفسك: من حيث النشأة الاجتماعية والعلمية والعملية؟

 

محمد أحمد عبدالمجيد الحمرى والاسم الصحفي "محمد عبدالمجيد" من مواليد محافظة الشرقية، متزوج من أمل حسن محررة بقسم الاقتصاد بجريدة الجمهورية ولدي 4 أبناء: أحمد وخالد ومروان ومريم. حصلت على بكالوريوس علوم زراعية من جامعة عين شمس في تخصص علوم التربة، ثم التحقت عقب التخرج مباشرة بمنحة دراسية بكلية الإعلام جامعة القاهرة في فنون الاتصال، وكانت بمثابة نقطة انطلاق في تحول مساري المهني للعمل في الصحافة، فلم أكن أمتلك للعمل في الصحافة سوى موهبتي في الكتابة التي اكتسبتها من القراءة في مجالات متنوعة منها العلمية والأدبية والدينية والسياسية، ومثلما تقول القاعدة: "لكي تكتب يجب أن تقرأ"، فتشكل لدى الوعي والقدرة في التحليل والاستنتاج. وكنت حريصا على قراءة ومتابعة الجرائد اليومية والأسبوعية، وخاصة مقالات كبار الكُتاب في ذلك الوقت هناك أسماء كبيرة ومؤثرة في بناء الصور الذهنية والتأثير بشكل كبير في اتجاهات الشباب.

 

وجاءت هجمات 11 سبتمبر عام 2001، وما تبعها من هجوم شرس على العرب والمسلمين، وإلصاق تهمة الإرهاب بكل عربي وخاصة لو مسلم يزيد بل يؤكد هذا الاتهام، مما استفز مشاعري وتفكيري، وخاصة أنني لم أجد من يكتب حجج مقنعة للرد على الهجوم الأمريكي، فبدأت أسمع وأقرأ التحليلات السياسية والأمنية، واستشعرت حينها أن مهنة الكتابة هي الأنسب لقدراتي وطبيعة شخصيتي للتعبير عن ذاتي وفرصة حقيقة لأطرح رؤيتي وتحليلي للموضوع، قد يكون من وجهة نظري فقط، ولكنه أعطاني شعورا بالرضا فكان لوالدي أطال الله في عمره الفضل في عملي بجريدة الرأي الأسبوعية، وهى إحدى الجرائد القومية؛ أي التي تمتلكها الدولة، في بداية عملي وطبيعة العمل في الجرائد المصرية في ذلك الوقت تعتمد بشكل كبير على دخول المحررين الجدد معترك العمل واكتساب المهارات الذاتية في التعلم، من العمل الميداني دون أي توجيه أو قياس مهارة.

 

ويعد معيار التعيين في الوظيفة هو الالتزام بمواعيد العمل ومتابعة المصدر المنوط على الصحفي متابعته، وتقديم تقارير يومية بقصص في بعض الأحوال تكون غبية، وغير منصفة.

 

بعد العمل مدة 4 سنوات في أقسام الحوادث والثقافة والتحقيقات، تم تعيني محررا بشكل دائم وليس متدربا، وهو المسمى المتوافق عليه للصحفيين في بداية عملهم، الذي يمنح الجريدة أي ما كان مالكها أو توجهها، الحق في انتهاك كافة حقوق الصحفي المادية والمعنوية بحجة أنه متدرب عليه التعلم واكتساب المهارات المهنية والخبرة العملية والعمل في ظروف صعبة وقاسية؛ ليتمكن من مزاولة المهنة والحصول على عضوية نقابة الصحفيين، التي تُعد عضويتها رخصة لمزاولة مهنة الصحافة في مصر وخارجها.

 

هنا وجدت نفسي أمام تحديات كثيرة، منها ضرورة التعلم لكافة فنون العمل الصحفي والتعرض للقوالب الصحفية المختلفة، فكان لدراستي السابقة في كلية الزراعة أثر جيد وقد تكون هي المهارة الوحيدة أو الميزة التي اكتسبتها من الدراسة في الزراعة؛ آلا وهي البحث العلمي والتفكير بشكل علمي ومنهجي، فدائمًا الدراسة بالكليات العلمية تُكسب الطالب مهارة تحديد المشكلة وطرق الحل وتوصيفها بشكل علمي ودقيق.

 

بدأت مرحلة جديدة في عام 2004 وكان للدكتورة عبير سعدي، عضو مجلس نقابة الصحفيين وقتها ومقررة لجنة التدريب في النقابة، فضل كبير وأيادي بيضاء على أعضاء النقابة الجدد، وأنا منهم، إذ رشحتني وغيري من الزملاء للالتحاق بدورات تدريبية في كافة فنون العمل الصحفي، ومنح دراسية في كليات وجامعات مرموقة، أثقلت خبراتي ومهاراتي الصحفية، بل امتد الأمر بتوفير دورات في اللغات الأجنبية منها الإنجليزية والإسبانية من طريق الاتفاق مع المراكز الثقافية الموجودة في مصر أو الجامعات؛ منحا لأعضاء النقابة دون تحملهم أي تكلفة مادية تذكر.

 

بالنسبة لي كانت المهارات التكنولوجية في العمل الصحفي، خاصة مع ظهور مواقع الإنترنت مصدرا للأخبار والمدونات، وغيرها في ذلك الوقت، لتكون بابا جديدا وتحديا أيضًا للصحفيين. ثم انتقلت للعمل بمؤسسة دار التحرير "الجمهورية" بقطاع التكنولوجيا، التي كان يقوده حينها الكاتب الصحفي الكبير محمد الشرقاوي، أطال الله في عمره.

 

والذي لا أنساه في بداية عملي معه عندما حصلت علي منحة من كلية الإعلام جامعة الأهرام الكندية، تقدمت له بطلب تفرغ للدراسة، ففوجئت بالرد على الطلب خطاب شكر معلق في لوحة إعلانات القطاع يشكرني فيه على سعي في تحصيل العلم، ومتابعتي لما هو جديد في مجال الإعلام، ولتوضيح أثر هذا الخطاب في هذه الفترة، كان من الصعب على الصحفيين المعينين الحصول على موافقة الجريدة للتفرغ لعمل دراسات عليا أو لاستكمال دراسة أو منحة دراسية، والرد الجاهز "حاجة العمل لا تسمح"، ولابد من محاولات كثيرة ووساطات للحصول على موافقة جهة العمل للتفرغ للدراسة.

 

هذا الرجل الذي أعتز أني تتلمذت على يده، أخذ يوجهني بأن أصقل مهاراتي في تعلم فنون التدريب، فحصلت على دورة تدريبية في تدريب المدربين "TOT"، وكانت البداية مع أشهر المدربين المصريين في ذلك الوقت الأستاذ شريف العطار، ثم التحقت بدورة متقدمة بالصوت الهولندي الحر مع المدرب مستر "بيتر فيروي".

 

وبدأت أتعلم كيفية إدارة المواقع الإخبارية، من حيث بناء الموقع وتحديد العناصر البشرية وتوزيع مهام العمل، وخطة الإنتاج ودورية التغذية، والتسويق، بفضل الله حاليًا أعمل نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ومشرف على موقع الجريدة، مهمتي الأساسية رقمنة النسخة الورقية للجريدة، وتسويق المحتوى عبر وسائل التواصل المختلفة بما يتوافق مع قواعد العمل التي حددتها الهيئة الوطنية للصحافة. 

 

س2/ أين تكمن أهمية التدريب الذي يحظى به الصحفيون في المؤسسات الصحفية؛ وذلك قياسا لتعدد وتنوع وسائل التعليم والتأهيل الحر في المصادر المفتوحة؟

للأسف الشديد التدريب لم يعد من أولويات المؤسسات الصحفية، ويعتمد على الرغبة الذاتية للصحفي في التعلم لما هو جديد في المهنة، وإن كان للجنة التدريب بنقابة الصحفيين دور إيجابي في السعي لتحسين أوضاع أعضاء النقابة بتقديم دورات تدريبية متنوعة، وأيضًا الهيئة الوطنية للصحافة بصفتها المالك والإدارة للمؤسسات الصحفية القومية التي تشرف عليها، ولكن الأمر يحتاج إلى وقفة حقيقية لِتقييم المستوى المهني، وتحديد الاحتياجات وطرق التدريب والتواصل، وقياس مخرجات التدريب بشكل علمي.

 

س3/ في ظل التدفق المعلوماتي الرهيب الذي نشهده في وقتنا الحاضر، نجد أن المحتوى الصحفي بحاجة إلى تسويق خاص كي ينال حظه من الانتشار والاهتمام. ما توصياتكم كونك متخصصا في هذا المجال وصحاب تجربة مميزة في نطاق جغرافي يعد رائدا في الصحافة والإعلام (مصر)؟

المحتوى الصحفي مهما بلغت قوته دون تسويق ظل تأثيره حبيس الأدراج، فيجب علينا كوننا مجتمعا صحفيا أن نعي جيدًا لأهمية التسويق الرقمي عبر منصات التواصل الاجتماعي، والتعرف عن قرب على أدوات هذه المنصات وليس بالضرورة أن أكون محترفا في البرمجة، ولكن على الأقل يجب أن يمتلك الصحفي الـ KNOW HOW، في التكنولوجيا وأن تكون لديه خطة واضحة بالمستهدف وطرق الاستهداف حتى تصل رسالته إلى المتلقي ويكون لها أثر في سلوكه.

 

س4/ حصلت على شهادة "BULATS" من المجلس الثقافي البريطاني لإجادة اللغة الإنجليزية، والرخصة الدولية (ICDL) لقيادة الحاسب الآلي. ما أهمية أن يكون الصحفي شاملا بمهاراته وأدواته في وقتنا الحاضر؟ وكيف يتأتّى لطلبة الصحافة الاتجاه نحو هذا المنحى؟

لا يختلف أي إنسان على أهمية إتقان الصحفي اللغة العربية واللغات الأجنبية حتى يتمكن من الاطلاع على الاتجاهات الجديدة في المهنة والمتابعة المهنية للأحداث، الدولية، ومن ذلك ينسحب الحكم أيضًا على المهارات التكنولوجية التي يجب امتلاكها؛ وذلك لتغير طرق وسائل عرض الأخبار، فكيف لي أن أستخدم الكمبيوتر أو الهاتف دون معرفة بأبسط قواعد التطبيقات التي تستخدم لإنجاز عملي الصحفي، وهذه المهارات تفتح مجال عمل بأجور مجزية للصحفيين، لأنه بجانب المهارات الصحفية لديه المهارات اللغوية والتكنولوجية.

 

نصيحتي لطلبة الصحافة وحديثي التخرج، ضرورة الاشتباك مع قواعد ومهارات المهنة عبر المنح الدراسية التي تقدمها الجامعات والمعاهد المتخصصة والاتحادات النوعية الدولية؛ مثل: الاتحاد الدولي للصحفيين، وغيرها ومتابعة مواقعها للتعرف على الجديد من حيث الأدوات أو الفنون الصحفية الرقمية، ولِتحديد الهوية الرقمية للصحفي، التي تسهل عليه بناء نموذج التعلم بحيث تكون البداية تحديد الهدف ومراحل التنفيذ، وفقًا لظروفه المادية والعملية.

 

س5/ قدّمت دورات مكثّفة ومحاضرات متنوعة في عدد من مراكز التدريب الصحفية المتخصصة. صف لنا عصارة هذه التجربة الثرية؛ سواء إليك أنت كونك محاضرا ومدرّبا، أم على صعيد الطلبة والمتدربين؟

التدريب الصحفي كان بالنسبة لي تحديا كبيرا، فكانت البداية في أول الدورات التدريبية هي التعريف بأدوات جوجل في البحث، الذي كان حينها من المهارات المطلوبة في العمل الصحفي تطور الأمر للإخراج الصحفي للصحف الورقية، التي كان لها أثر رائع في تجربتي للعمل مخرجا لمجلة مهرجان القاهرة السينمائي الدولي عام 2012، ثم التدريب على إدارة المواقع الإلكترونية وبناء وتصميم المواقع الإخبارية.

 

ألزمني عملي في التدريب ضرورة المتابعة لكل ما هو جديد في مهنة الصحافة ووسائل الإعلام، فكان تحدٍ آخر عندما ظهرت مواقع التواصل وقبلها اليوتيوب، فكان لزامًا عليّ التعرض لهذه التطبيقات والمنصات للتعرف على آلية عملها. ولكن مع مرور الوقت واكتساب الخبرة أصبح لدي القدرة على تصميم أي محتوى تدريبي قد استهدف به طوائف أخري قريبة من العمل الصحفي، وبالفعل كانت لي تجربة مميزة مع نقابة المحامين بإعطاء دورة تدريبية لحوالي 150 محاميا عن مهارات التقاضي عن بُعد، التي تزامنت مع تغير في آليات التقاضي بحكم ما فرضته الظروف وقتها في جائحة كورونا للعمل عن بُعد، عندما طلب مني تصميم البرنامج لم يكن لدي تصور -ليس فقط عن المحتوى المفروض للتدريب- ولكن عن المستهدفين بالتدريب، وبإعمال العلم حددت إطار الدورة والمحتوى في المهارات المطلوبة للعمل عن بُعد من ناحية المهارات التكنولوجية بغض النظر عن المواد القانونية والأحكام، وبفضل الله خرجت الدورة بإشادة من المحامين الحاضرين، إذ إنهم اكتسبوا أو على الأقل تعرفوا على مهارات جديدة بالنسبة لهم.  

 

أما بالنسبة لطلبة الصحافة الذين أقدم لهم التدريب بشكل دوري عبر مركز التدريب الصحفي بجريدة الجمهورية، أعتقد أني أقدم لهم كافة ما لدي من معلومات وأدوات تتناسب مع مستواهم المهني والإدراكي. ويختلف بالطبع المحتوى وطريقة التقديم عندما يكون التدريب مقدما لصحفيين محترفين أو مبتدئين.

 

وبشكل عام كل ما أنتجه من مواد تدريبية أخذت على نفسي عهدا أن هذا الإنتاج ليس خاضعا لحقوق الملكية الفكرية؛ بل أقدمها دون إلزام لأي متدرب بضرورة الرجوع إلي أو ذكري مصدرا، إذا أراد استخدامها أو توزيعها.

 

وحاليًا أعتز باعتمادي مدربا صحفيا بمنصة قويم التابعة لمنظمة اتحاد دول التعاون الإسلامي.

 

س6/ كيف تنظر إلى الصحافة العربية عامة والعمانية خاصة في الوقت الراهن، الذي أصبحت فيه وسائل النشر الإخباري متنوعة وسريعة النشر والتعاطي مع المعلومة؟

هناك تقارب كبير في أوضاع الصحف العربية من ناحية الالتزامات السياسية والاقتصادية وإن قل روادها أو المتابعين لها بشكلها التقليدي، لكن كافة الصحف العربية الآن أدركت أن مخرجات عرض الصحيفة يجب أن تترقمن وتتوافق مع أجهزة وطرق التصفح عبر أجهزة المحمول والحاسبات.

 

فدور الصحفي ببساطة نقل الأخبار والأحداث عبر جريدته أو موقعه الإخباري الموثق، وهذا بطبيعة الحال يختلف عن وسائل التواصل الاجتماعي، التي تنقل الأخبار والأحداث من وجهة نظر صاحب الحساب فقط، دون مراعاة قواعد مهنة الصحافة والإعلام في التوثيق من المصادر المعنية والتوازن والحياد والتنصل، وهذا بالطبع يجعلها مصدرا موثوقا للمتلقي، وتلعب الرقابة الذاتية للصحفيين دورًا مهمًا في استمرار الصحف في تأدية دورها، وأنا أرى أن الصحف وخاصة الورقية هي وثائق قانونية وتاريخية، لا يجب إهمالها، بل يجب تطويرها وتحديثها بما يتواكب مع الأدوات التكنولوجية والحلول الرقمية الحديثة.

 

س7/ ما توجيهكم للدوريات الصحفية الصادرة عن الجامعات والكليات؟ وكيف يمكن الانتقال بها نوعيا في مختلف جوانب التناول والنشر والتسويق؟

الدوريات الصحفية الصادرة عن الجامعات دورها الأساس نشر الأبحاث والدراسات الجديدة في مجال تخصصها؛ لذا ما ينسحب على الصحف والمجلات العامة من ضرورة بحث تغيّر آليات العرض والتناول والتقديم وتوظيف أدوات التسويق الرقمية، ضروري لتحقيق المستهدف منها وتطوير أدائها.

 

س8/ حدّثنا عن أهمية مواقع التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية في مجال العمل الصحفي؟ وكيف يمكن توظيفها أحسن توظيف؟

إذا كان الخبر المطبوع هو: وصف أو تقرير دقيق غير متحيز عن الحقائق المهمة التي تتصل بوقائع جديدة تعني القراء وتهمهم أو هو: تقرير يصف بدقة وموضوعية حادثة أو واقعة أو فكرة صحيحة تمس مصالح أكبر عدد من القراء ... وهي تثير اهتمامهم بقدر ما تسهم في تنمية المجتمع وإصلاحه ويجب أن تمتاز بالآنية.

 

فان مفهوم الخبر الإلكتروني يدل على الأخبار التي يتم بثها على المواقع الصحف الإلكترونية والمواقع الإخبارية المختلفة والمواقع "التلفزيونية والإذاعية" على الشبكة وعلى مدار الساعة. وهذه الأخبار تخضع  في غالبية المواقع إلى عمليات تحديث مستمرة؛ لتتمكن من إضافة أيّ تفاصيل جديدة إلى الحدث، وتزوده بالصور والخلفيات، وبالإضافة إلى ربطها بالأحداث المتشابهة وقواعد البيانات والمعلومات.

 

وعليه فإن الخبر الإلكتروني: تقرير عن الحادث يهم الجمهور بمعرفته. 

متصفح الإنترنت: هدفه محدد وتوقعاته عالية.

غير صبور: يتصفح المواقع بسرعة، ولكنه لا يقرأها بالكامل.

لديه الكثير من الفرص والعروض الأخرى (ثماني ثواني ليبقى على صفحتي حسب الدراسات). 

تفاعلي يحب أن يشارك برأيه.

وعليه يجب أن نراعي في تصميم المواقع الإخبارية أو صفحاتها الرسمية أن تكون واضحة المعالم ولا تحتاج إلى شرح.

سهل الوصول إلى المطلوب بها.

بها توازن بين الصور والنصوص. 

توضح إمكانية التفاعلية. 

توضح كيفية البحث في الأرشيف.

وهذه بعض أساسيات الكتابة للمواقع الإلكترونية.

العنوان:

جذاب

سطر واحد فقط

قصير 

حقيقي

بسيط وواضح لا يقبل معنيين 

يوضح أهم ما في الموضوع 

يضيف معلومة

 

المقدمة Teaser:

•تعرف المستخدم بأساسيات الموضوع 

•التشويق

•عدم تكرار العنوان أو ما هو في الفقرة الأولى ولكن يكمل العنوان

•مكتمل ومستقل: يمكن إزالته من النص دون الإخلال بالمعنى

•جملتين أو ثلاثة حدا أقصى (حسب البرنامج ولكن من المفضل ألا تزيد على 220 حرف بالفراغات) 

 

النص:

•أهم المعلومات في البداية

•لغة بسيطة ومفهومة

•تقسيم النص على فقرات، تحتوي كل فقرة فكرة واحدة 

•ربط منطقي بين الفقرات 

 

العناوين الفرعية:

•جذابة وشائقة

•يوضح الفكرة الأساسية للفقرات 

•يساعد القارئ ويوجهه في أثناء قراءة الموضوع (قد يختار القارئ فقط جزء من النص لقراءته) 

 

مكملات النص: 

•الصور (تعليق الصور يمكن أن يضيف معلومة) 

•الفيديو (فيديو مكمل لا يكرر ما في النص وأستطيع أن أستغني عن جزء من النص لو لدي فيديو تفصيلي- من المفضل أن أضع الفيديو في أسفل النص أو إلى جانب فقرته الأخيرة لأنه عادة سيُغني الشخص عن القراءة) 

•الروابط (توضح خلفيات القصة ويمكن منه أن أتنازل عن كثير من التفاصيل والخلفيات)

 

و هناك عوامل رئيسة تسهم في تشكيله، وهي: الحقائق، والتسويق، والقراء؛ أي أن الهدف من الخبر جَذب القارئ لقراءته

 

* الشروط التي يجب توفيرها في الخبر الصحفي الالكتروني:

1. يجب أن يكتب للإنترنت؛ بِمعني أن يتضمن الوضوح والدقة والمباشرة 

2. يجب أن تكون جملة قصيرة ومكثفة 

3. يجب أن تكون على شكل فقرات 

4. يجب ألا يتجاوز أربع جمل بسيطة 

أيضاً بشكل عام يجب أن يتوفر فيه: الصدق - الحالية - السرعة - الجدة - الدقة - الإثارة - الأهمية

 

• مميزات الخبر الإلكتروني:

أ‌- تعدد الوسائط المستخدمة في تقديمه، إذ يشمل الكلمة المطبوعة، والصور الثابتة والمتحركة ويمكن الاستماع إليه صوتياً

ب‌- تعدد المصادر

ت‌- التحديث المستمر على مدار الساعة

ث‌- البحث داخل أخبار الموقع، أو في شبكة الويب

ج‌- سهولة الوصول إلى نوعيات معينة من الأخبار من طريق خريطة الموقع

ح‌- ربط الأخبار المنشورة بالأخبار المتشابهة

خ‌- إمكانية وصولها إلى البريد المستخدم فوراً

 

* تحرير الخبر الإلكتروني:

إذا كان التحرير الصحفي يعرف بأنه: العملية التي تبدأ فور عملية الكتابة الصحفية، وتتم بشكل يدوي باستخدام الورقة والقلم

فإن التحرير الإلكتروني: التحرير الذي يجري على إحدى شاشات الكمبيوتر، إذ يجلس المحرر أمامه ليقوم بتصويب المادة الصحفية المعروضة عليها وتعديلها، والمخزنة على الملفات جهاز الكمبيوتر

وفي حال غياب المحرر في إجراء أي تعديلات على المادة الصحفية، فمن الممكن أن يقوم بذلك بسهولة ويسر؛ باستخدام لوحة المفاتيح الملحقة بشاشة العرض المرئي؛ لذا فإن عملية التحرير هنا تعني القيام بواحد أو أكثر من الإجراءات الآتية:

- إضافة معلومات جديدة على المادة الموجودة بالملف

- حذف بعض المعلومات الموجودة بالملف

- نقل بعض المعلومات من مكان إلى آخر بالملف

 

أما المفهوم الأكثر تركيباً للتحرير الإلكتروني، فإن المسألة فيه تتجاوز الجانب المتعلق بالمحرر الصحفي كونه فردا يكتب موضوعاً صحفياً بالاستعانة بأداة التكنولوجيا إلى إدارة العملية التحريرية داخل الصحيفة ككل، وفي هذه الحالة يعتمد على التحرير الإلكتروني على نظام الشبكة المحلية التي تربط كافة العناصر العملية الإنتاجية داخل الصحفية.

 

والتحرير الإلكتروني يحتاج إلى وضع معايير سيكولوجية وفنية وتقنية خاصة يجب أن يفهمها ويستخدمها الكاتب في إعداد نصوص يكون لها أعظم تأثير في الوسيلة حديثة، ويتطلب من الكاتب أن يكون ماهراً في التعامل مع البيئة الاتصال الذي تتنوع عناصره ومفرداته بشكل كبير، وماهراً أيضا في ربط هذه العناصر والجمع بينهما لتكوين شكل جديد لمادة يستفيد من خصائص الإعلام الرقمي. وعليه فإن التحرير الإلكتروني "أو الكتابة الرقمية" يختلف عن الكتابة الورقية، من حيث التأثير على القارئ، وتغيّر طرائق استقبال النصوص، وطريقة التدوين، وثبات، حركية النصوص، والخطوط، وتشعبها، وتشجيرها، أو تفاعلها مع النصوص أخري موازية أو مجانسة.

 

ويفرّق المختصون بين "كتابة الخبر news writing" و "التحرير الخبري news editing" : ( )

إذ هناك فروق بين فن كتابة الخبر وفن تحرير الخبر مثلما يأتي:

1- إن فعل الكتابة (يكتب to write) تختلف عن فعل التحرير (تحرير to edit) فالأول يتعلق باختيار الكلمات وصياغة الجمل والفقرات التي تروي الحدث.

أم الثاني وهو تحرير الخبر فيتعلق بترتيب الجمل وفقرات الخبر أو ترتيب الوقائع والمعلومات التي يتضمنها وفقاً لاعتبارات كثيرة.

 

2- إن عملية الكتابة منفصلة – في الواقع العلمي – عن عملية التحرير، إذ إن الكتابة تسبق عملية التحرير، إذ من المنطقي أن يكتب الخبر أولاً ثم ترتب جملة الفقرات بعد ذلك في ضوء أهمية كل منها. إلى جانب أن الصحفي الذي يكتب الخبر ليس بالضرورة هو من يحرره. فالخبر يكتبه في المقام الأول من جمعه أو من حصل عليه (أي المخبر الصحفي) أما من يحرره فغالباً ما يكون المحرر المقيم في الصحيفة وصاحب الخبرة الأطول في التعامل مع الأخبار.

 

س9/ كيف يمكن للصحفي اليوم أن يوائم بين ضرورة امتلاك ناصية لغة صحفية قوية والحاجة الماسة إلى تمتعه بأدوات فنية وتقنيّة؟

أولا يجب عليه امتلاك قواعد وأصول المهنة ثم يتبع ذلك بالتدريب والاطلاع لاكتساب المهارات التقنية التي تساعده في تأدية عمله ووصول رسالته إلى جمهوره المستهدف. 

 

س10/ ما نصيحتك لمشتغلي الصحافة وطلبتها؟

للصحفيين راقب المنافسين حتى تتعلم من مهاراتهم وتتلاشى أخطاؤك. 

للطلبة أبحث دائمًا عن الفرص التدريبية والمنح الدراسية حتى تتمكن من قواعد المهنة وأصولها، وتتمكن من أدوات تطويرها.

إرسال تعليق عن هذه المقالة