إرساء طريق الفلاح والطموح إلى جامعة نزوى …
"علامات السعادة التي تحس وترى من أصحابها" مهمّة في شخصيتنا
استمعت إليه: ثويبة السليمية
الدُّر كلامه، والابتسامة حليفه، والقرآن سبيله، هي شخصية يحتذى بها في طريق الخير، نستضيفها في "إشراقة". الدكتور إبراهيم بن عبد الله بن سليمان الهنائي، من سكان (الغافات) بولاية بهلاء. دعونا نسمع قصة شخصيتنا الفذة من فم القصة نفسها.
(طريق السمو يبدأ بخطوة)
نشأت في أسرة محافظة -ولله الحمد- نشأت كأي فرد عماني في مجتمع محافظ، رحلتي المدرسية بدأت في بلدتي (الغافات) بمدرسة جيفر بن الجلندى وأكملت دراستي الثانوية فيها، ثم واصلت دراستي الجامعية تخصص لغة عربية، ومنها إلى دراسة الماجستير في جامعة نزوى وحصلت على امتياز، وبمنحة دراسية من الدولة أكملت الدكتوراة في جمهورية تونس جامعة (منوبة) اجتزتها بتقدير متميز مع مرتبة الشرف.
أعمل أستاذا متعاونا في كلية العلوم والآداب قسم اللغة العربية بجامعة نزوى، فضلًا عن كوني مدربًا في المعهد التخصصي في وزارة التربية والتعليم، ومدربًا للتحدث باللغة العربية الفصحى في مديرية التربية والتعليم بمحافظة الداخلية.
(سيرة ذاتية مختصرة)
لا نناشد بالرقي ونحن في السبات غارقون، ولا يشحذ همة المرء شيئًا إلا العمل، فالتطور لا ينجز في الأحلام، بل دار العمر العمل، خذ بالأسباب تجد المراد. طموحي الأسمى مكنني من عمل دورات تزيد على 50 دورة تدريبية سواء أكانت للميدان التربوي أم المجتمع الخارجي، منها ما هو في اللغة العربية، والتنمية البشرية وتنمية الذات، وفي الرسائل الإيجابية والتحفيز، في مختلف المؤسسات الحكومية الخاصة.
أيضًا قدمت لموظفي وزارة التربية والتعليم في ديوان عام الوزارة وموظفي المديريات (طريقة كتابة الرسائل الرسمية)، فضلا عن المحاضرات في المساجد بطلب من أصحابها وحصيلة ذلك حظيت بأكثر من 50 شهادة تكريم وشكر؛ فضلا عن الدروع التكريمية وغيرها، وأيضا أعمل مراجعا ومدققا لغويا لرسائل الماجستير والدكتوراة، وللكتب والمقالات، ولي محاولات لا بأس بها غير منشورة في كتابة المسرحيات والقصص والخواطر.
(ما يجب علينا أن أكون)
أن تشعر بقيمة أحلامك وطموحاتك دافعًا لك في خرق حواجز آفاقك. أيضا لي منشورات لبحوث محكمة في مجلات علمية داخل السلطنة مثل مجلة نزوى، وخارجها مثل مصر وتونس، ولطلبة جامعة نزوى نصيب أوفر من جهدي عبر ورش في التحفيز والرسائل الإيجابية بالتنسيق مع مجموعة (فحوى).
(طالبي هو سر نجاحي)
النحات يتقن نحته، والعامل يخلص في عمله، والمعلم تجمع فيه خصال العامل الناجح؛ لأنه بذلك يخرج كادرا من الطلبة صانعي الأرض ومُعمِّروها. أكبر إنجاز للمعلم يمكن أن يحققه حين يصنع طالبا متألقا علميا وخلقيا، لماذا؟ لأنه استطاع أن يغير ذلك الطالب للأحسن. هذا ما نجحت به أن حققت الهدف الذي رسمته وهو أن أنقل طلبتي في جامعة نزوى إلى حال أفضل، إذ أسعى إلى بث الإيجابية والنجاح، هدفي في هذه الجامعة أن أخرج كوكبة من طلبة جامعة نزوى يفاخر بهم الميدان التربوي؛ بل جميع الميادين العملية والعلمية.
سؤالي الدائم: ماذا عن رسم البسمة في قلوب الطلبة بالنجاحات المتعددة، وأن يصبح الطالب قويا قادرا على تحدي مشاكل الحياة، وقادرا على أن يقف بقوة في الحياة بعد خروجه من الجامعة، إن حققت سؤالي فقد بلغت مرادي.
تكويني طينة من صنع الخالق، وإقرارًا مني بأنّ أسخرها فيما يرضي خالقها. ما يجب أن أكون عليه هو ما يجب أن أسعد به. أسعد لحظة لي حينما أجد كلمة شكر من طالب درسته وعلمته، ويجد القارئ بغيته في ذلك الطالب القوي القادر على مجابهة الحياة، فعلمي أن ذلك لم يأت من فراغ بل هناك جامعة أسسته ودرسته لهو شرف، فجامعة نزوى تسعى في تخريج كوكبة كبيرة من طلبة العلم يخدمون الوطن الغالي.
(من وسائل النجاح)
نواجه في يومنا مواقف تذكرنا بشئ قد نسيناه أو حلقة مفقودة تصل بين الأمور قد غفلنا عنها، تلك مفاتيح ورسائل من الله لنا تعيننا على إيجاد مبتغانا. وأنا -ولله الحمد- وجدت رسالتي وهي: نشر العلم، ووسيلتي في ذلك القرآن، حين أقرأه أجد هناك وسيلة تعينني على طلب العلم، مثل قصص الأنبياء والصحابة. لا أقول: "تعلمت وعلمت وانتهى" فما دام الإنسان على قيد الحياة يظل يتعلم ما بقي من رمق حياته، فنحن ما زلنا نتعلم، وما يعينني على مواصلة تعلمي حين أجد طالبا مبدعا مقبلا على القراءة والاطلاع، أجده دافعًا لي أن أقرأ وأطلع أكثر مما أنا عليه الآن. كذلك البيئة الجامعية والمجتمعية بالنسبة لي دافع لي للقراءة والتعلم والكتابة والبحث.
(ما نتج عن تراكمات قرائية)
أفضل ما في الحياة أن يكون الإنسان قارئًا ناهمًا، يستطيع أن يطور من نقاط ضعفه ويعزز من نقاط قوته. حين يكون الإنسان متحدثًا لبقًا، هنا النجاح بعينه؛ لأن التحدث واللباقة ما جاءتا عن عبث، وإنما جاءتا عن تراكمات قرائية وألفاظ مخزنة في فكره، أصبح منها متحدثًا قادرًا. لذا نقاط القوة أعززها أن أجعلها أكثر قوة وقبولا، أما نقاط الضعف فدافع لي للمثابرة والجهد والبحث، فالطريق به مطبات، وكلما واجهت مطبًا رجعت إلى الخلف درجةً لأنطلق مثل السهم الذي يعاد به إلى الخلف حتى ينطلق سريعًا مرة أخرى. وهكذا، أعيد تشكيل خططي التي وضعتها، حتى أنطلق سريعًا إلى المستقبل.
(حديث يطول عن جامعة نزوى)
الحديث عن جامعة نزوى لن يف بحقها، وكل الشكر للعاملين في هذا الصرح العلمي الكبير. يكفيني شرفًا أنها احتضنتني لأكون مدرسًا في قسم اللغة العربية بكلية العلوم والآداب. أفاخر بهذا البنيان خارج الميدان، بل إنني أشجع الطلبة وأولياء الأمور للالتحاق بهذا الصرح العلمي الكبير.
(كلمة لطلبتنا)
أريد أن أقول لطلبة جامعة نزوى أن يُكثفوا القراءة في دروسهم والاطلاع المستمر لزيادة حصيلتهم المعرفية، وألا يؤخروا واجباتهم، فضلا عن حضور الدروس بشكل مستمر، وأشجعهم على البحث الدائم عن المادة العلمية في مكتبة الجامعة، إذ تعد متنوعة صاحبة المعارف الشتى مع حضور ورش العمل المختلفة والندوات؛ سواء أكانوا في الجامعة أم خارجها. وعليه أن يستغل المؤسسة الكبيرة التي ينشأ بها الطالب ويتعلم، سواء في الجانب الاجتماعي أم العلمي أم النفسي.
لا خير في الحياة دون هوى الحافز والطموح. والطموح لا يتأتى إلا بالعمل الشاق، وترك الخمول. ولا بد من أن يضع خطة طويلة الأمد حتى يحقق أهدافه، والقرين الصالح والرفقة الصالحة كذلك. أرِ ربك صدق عملك كي يفتح لك الدنيا بمفاتيح لم تحسبها.