السنة 20 العدد 189
2025/05/01

الجامعة.. حيث تُصنع الإنجازات ويُبنى الإنسان

 

مصطفى المعمري

 

تحت عنوان "وتتابع الإنجازات"، صدر العدد الأخير من صحيفة "إشراقة" في مايو 2025، حاملاً بين طيّاته ملامح مرحلة مشرقة في مسيرة جامعة أثبتت جدارتها على مختلف الأصعدة. لم تكن هذه الإنجازات طارئة أو عابرة، بل ثمرة سنوات من العمل المتواصل، والرؤية الواضحة، والإيمان العميق بأن الاستثمار الحقيقي هو في الإنسان، أعظم ثروات الوطن.

 

على صفحات هذا العدد، تتجلى ملامح التفوق التي تحققت في ميادين التعليم والبحث والعمل الطلابي، مؤكدة أن الجامعة تواصل بخطى واثقة مسيرتها نحو التميز والريادة. سبع جوائز وطنية وإقليمية في شهر واحد لم تكن مجرد أرقام، بل شواهد حيّة على بيئة أكاديمية مرنة وجاذبة، تحتضن الطاقات وتوجّهها نحو الابتكار والإبداع، مستثمرة في ذلك كل الإمكانيات البشرية والمادية التي تنهض بالقدرات وتفتح آفاق الإنجاز.

 

لقد اختارت الجامعة منذ انطلاقتها أن يكون الإنسان العُماني محور ارتكازها وغايتها الأساسية، فوفرت له برامج تعليمية وتدريبية متجددة تواكب طموحه وتستثمر في قدراته، إيمانًا منها بأن هذا الإنسان هو الثروة الحقيقية التي يُبنى عليها مستقبل الوطن. ومن هنا جاء رهان الجامعة على بناء الكفاءات وتمكينها علميًا وعمليًا، كونه خيارا استراتيجيا لا رجعة عنه. ولهذا يبرز اسم الجامعة في مختلف اللقاءات، والمسابقات، والمؤتمرات، أحد أبرز المشاركين الفاعلين والمؤثرين في المشهد التعليمي، خصوصًا في المجالات الأكاديمية والبحثية والطلابية.

 

ولم يكن الحضور اللافت للجامعة في المؤتمرات والمسابقات الإقليمية والدولية إلا نتيجة طبيعية لهذا النهج، إذ أثبتت جدارتها واستحقت المكانة التي وصلت إليها، بفضل جهود منظومة متكاملة من الأكاديميين والإداريين والطلبة. وما تسجله الجامعة من نتائج لافتة في مؤشرات البحث العلمي والدراسات النوعية، يعكس إدراكها العميق لأهمية العلم والمعرفة وسيلة للارتقاء والتقدم.

 

وفي ظل رؤية وطنية طموحة، وحراك أكاديمي متسارع، تواصل الجامعة مسيرتها مستنيرة بالدعم الحكومي والرؤية المؤسسية الطموحة، واضعة نصب عينيها احتياجات المرحلة المقبلة من كفاءات وطنية مؤهلة ومدرّبة، قادرة على الإسهام الفاعل في مسيرة التنمية الشاملة.

 

وفي عالم تتسارع فيه التحديات والتغيرات، تقف الجامعة اليوم منارة علمية ووطنية رائدة، تسهم بفعالية في بناء مجتمع المعرفة، عبر تأهيل كفاءات وطنية تمتلك المهارة والرؤية والمسؤولية. إن التميز الذي تحققه الجامعة ليس وليد الصدفة، بل ثمرة سياسات واعية، ومشروعات نوعية تتبناها وتدعمها باستمرار. لقد حرصت الجامعة على أن يكون لها حضور فاعل ومشرف في كل المحافل، حاملة اسم عُمان إلى المنصات الإقليمية والدولية بكل فخر واعتزاز. ومع كل هذا الحراك، تظل الجامعة ركيزة أساسا في صناعة التغيير، وصوتًا أكاديميًا يحمل رسالة الوطن ويصنع الأثر في حاضر الأمة ومستقبلها.

 

ويبقى الرهان قائمًا، والهمم عالية، والرؤية واضحة في مواصلة مسيرة العمل في هذه الجامعة، مستفيدة من كل مقومات الدعم والرعاية التي تحظى بها من قبل الحكومة، ومتمسكة بمبادئها التي تقوم على ركائز وأهداف استراتيجية بعيدة المدى، تراعي متطلبات المرحلة واحتياجاتها من القوى البشرية المؤهلة والمدرّبة، وتواكب مسيرة قطاع التعليم العالي، وما يشهده من تطوير وتحديث في مختلف البرامج والتخصصات والمجالات.

إرسال تعليق عن هذه المقالة