عودة إلى مقاعد الدراسة: استعادة الشغف والأمل في عالم المعرفة
كتبت: إيمان بنت عيسى العبرية
خريجة صحافة في جامعة التقنية والعلوم التطبيقية بنزوى، حيث كانت الفترة مليئة بالشغف والطموح، وأحمل في قلبي أملًا كبيرًا في أن أتمكن من تحقيق أحلامي في مجال الإعلام، وأن أجد لي مكانًا في عالم الصحافة. كانت المحاضرات والنقاشات تثير في نفسي الرغبة في التعلم والاستكشاف، وكنت أطمح إلى أن أستخدم مهاراتي في الكتابة والتواصل لإثراء المجتمع ونقل الحقيقة.
كل يوم كان يمثل لي خطوة نحو تحقيق حلمي، وكلي ثقة بأن المستقبل يحمل لي فرصًا رائعة. لكن الحياة لا تحدث دائمًا كما خططنا لها، فقد واجهت تحديات وصعوبات لم تكن في الحسبان؛ مما جعلني أعيد التفكير في مساري وأبحث عن طرق جديدة لتحقيق أهدافي.
في السنوات الخمس التي قضيتها في البحث عن وظيفة في مجال الصحافة، واجهت العديد من التحديات والإحباطات؛ إذ كنت أقدم طلبات عمل عديدة وأحضر مقابلات لكن دون جدوى؛ مما جعلني أشعر باليأس في بعض الأحيان، ومع ذلك لم أفقد الأمل تمامًا؛ بل بدأت أفكر في العودة إلى مقاعد الدراسة لتعزيز مهاراتي وتوسيع معرفتي، فكانت هذه الفكرة بمثابة شعاع من الأمل، إذ أدركت أن التعليم يمكن أن يفتح لي أبوابًا جديدة ويمنحني الأدوات اللازمة لتحقيق طموحاتي.
العودة للدراسة كانت خطوة جريئة لكنها كانت ضرورية للحصول على وظيفة؛ لذا عدت وكلي مشاعر متضاربة، في البداية كان الافتقار إلى وظيفة يثقل كاهلي ويجعلني أشعر بالضياع، فكنت أراقب أصدقائي وهم يحققون إنجازاتهم، بينما كنت أشعر أنني عالقة في مكان واحد، لكن مع مرور الوقت، بدأت أفكر في أن العودة إلى التعليم يعد فرصة ستفتح لي أبواب جديدة مستقبلا.
عندما دخلت الحرم الجامعي، شعرت بنبض الحياة من حولي. كانت هناك ضحكات وزملاء جدد، لكنني شعرت أيضًا بالخوف والقلق. هل سأكون قادرة على التكيف مع هذا العالم الجديد بعد فترة طويلة من الابتعاد؟ هل سأتمكن من مواكبة الدروس والامتحانات؟ هي أسئلة تدور في ذهني؛ لكنني قررت أن أواجه مخاوفي.
مع كل يوم يمر، بدأت أستعيد شغفي بالتعلم؛ إذ كانت المحاضرات تثير حماسي، والكتب تعيد لي ذكريات الشغف الذي كنت أفتقده. بدأت أرى أن العودة إلى الدراسة ليست مجرد وسيلة للحصول على شهادة، بل رحلة لاستكشاف الذات وتطوير المهارات.
كلما تعلمت شيئًا جديدًا، شعرت بقوة تتجدد في داخلي. العودة إلى مقاعد الدراسة بعد انقطاع طويل كانت تجربة مؤلمة وجميلة في آن واحد. على الرغم من التحديات، إلا أنني أستشعر الأمل والتفاؤل. أتعّلم أن الفشل ليس نهاية الطريق، بل بداية جديدة، وأن التعليم هو المفتاح الذي سيفتح لي أبواب المستقبل.
عندما عدت إلى الدراسة شعرت وكأنني أعود إلى منزلٍ قديم. كل زاوية تحمل ذكريات، وكل رائحة تذكّرني بأيامٍ مضت. كان قلبي ينبض بشغفٍ متجدد، كأنما الحياة تعود إليّ من جديد. في أول محاضرة لي، لاحظت أن بعض زملائي كانوا يتحدثون عن مشاريع جديدة وأفكار مبتكرة، بينما كنت أشعر بأنني خارج الدائرة.
لكن بعدها اقتربت مني إحدى الزميلات ورحبت بي بحرارة؛ مما أعاد لي ثقة في نفسي. تحدثنا عن كل ما فاتني وبدأت أستعيد حماسي للدراسة. وفي نهاية اليوم، أدركت أن الانقطاع لم يكن نهاية العالم، بل كان فرصة لإعادة تقييم أهدافي والتركيز على مستقبلي.
تلك اللحظات التي كنت أستمع فيها إلى صوت المعلم، وأشارك أفكاري مع زملائي كانت كفيلة بإشعال فتيل الحماس في داخلي، شعرت بأنني أستعيد جزءًا من نفسي الذي ضاع في زحام الحياة. ومع كل درس جديد، وكل فكرة تتبلور، أدركت أن العودة للدراسة ليست مجرد استئناف للمعرفة، بل رحلة لاستكشاف الذات، وتجديد الأمل، وإعادة بناء الأحلام التي لطالما حلمت بها.
وفي ختام هذه الرحلة، أدركت أن الدراسة ليست مجرد سبب للحصول على وظيفة، بل فرصة لإعادة اكتشاف الشغف والتعلّم، ولحظة تجديد الأمل، وفرصة للإبداع، وطريق جديد نحو المستقبل. نعم لا زلت أخطو خطوات آملة أن أنال ثمارها مستقبلا.