كلمة رئيس جامعة نزوى تشرق بتخريج أكثر من 4200 طالب وطالبة
أ.د. أحمد بن خلفان الرواحي
رئيس الجــامــعــة
في هذه اللحظات السعيدة المشرقة ببهاء أرواحكم، العامرة بالسعد والسرور، تنبض قلوبُ الخريجين بهجة وحبوراً فتفيض ودياناً رقراقة تنشر مباهج الخصب، وتعلو أقواساً قزحية في سماء الوطن، توقد همم العمل وتضئ شموس الأمل، فيملأ قلب الجامعة وروحها بهاءاً وإشراقاً، وتزداد حبوراً وسروراً بحضوركم الجميل …
إن جامعة نزوى تزداد مع الأيام بفضل الله وعطاءات أبنائها وبناتها رسوخاً وشموخاً، فتتجلى منارة سامقة بهية للعلم، مشرقة بالرشاد في سماء عُماننا الأبية، تصوغ للوطن وقائده المفدى لحن الوفاء بمؤشرات أداء رفيعة في فضاءات التعليم والتعلـّم والبحث العلمي والابتكار وخدمة المجتمع ومجالات الريادة والاستدامة، مسهمة بدور فاعل ومؤثر في تحقيق تطلعات الوطن ورؤية عُمان 2040. ونحمد الله إليكم على ما تم تحقيقه من مراكز متقدمة في الأعوام الثلاثة الماضية على كافة الأصعدة، وتبوأ الجامعة صدارة الإسهام البحثي في السلطنة وفقا لمؤشرات عالمية عدة.
مؤكدين في ذات الوقت مضاعفة الجهد في خطة الجامعة الحالية للوصول إلى مستويات أعلى ستعزّز دور التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار في السلطنة للإسهام بفاعلية في صياغة وضع الاقتصاد الوطني؛ لتؤكد أنها على العهد ماضية، كلمة طيبة، تبنى العقول، وتصوغ القلوب وتسمو بالأرواح رُشدا وهدى لتسهم في بناء الإنسان أعظم ثروات الوطن وأس تقدمه وعلوه ونجاحه.
أعزائي الخريجين والخريجات
إنّ أعظم ثروات الأمم ليس ما أودعه الخالق في بطن الأرض من معادن وموارد، ولا ما ألقى به البحر أو أفاضته اليابسة من خيرات، بل إن الإنسان في فرده ومجموعة هو الثروة الأعظم على الإطلاق. وهي ثروة متجددة نابضة بالحياة والنماء وتزداد قوة ومضاء وعطاء وفقا لرصيدها من مقومات رأس المال البشري المتمثلة في القيم والمهارات والمعارف والخبرات.
وعليه فإن حُسن استفادة الأمم من ثرواتها الأخرى إنما يعتمد على رصيدها وكفاءة ثروتها الأولى من البشر المسلحين بالعلم المتمكنين من أدوات البحث والتطوير. وإدراكا وإسهاما من الجامعة لتحقيق ذلك فقد أخذت على عاتقها تمكين طلبتها من بناء قدراتهم لفهم أفضل لكل ما حولهم من موارد وطاقات، بل لبعث طاقاتهم الكامنة وقدراتهم المغمورة لتخرج للعالمين: ممكنات تنير الدروب وتصوغ الحلول وتسهم في صُنع مستقبل عامر بالأمل مشرق بالإنجاز.
إنّ بحر الثورة الصناعية الرابعة أضحى ينضح بساحتنا، وليس لنا من مناص إلا حُسن التفاعل الإيجابي مع معطياتها وحُسن توجيه الاستفادة منها، وهي -وإن كانت ملأ بالتحديات- إلا أن الفرص والمنح تنجب من بطن التحديات، وجدير بكم وقد مُكنتم من ناصية المعرفة وتسلحتم بكثير من القيم والمهارات الأساسية أن تسّخروا ذلك لبلوغ تلك الرؤى والآمال، وأن تجعلوا من مهارات التعلم وإعادة التعلم منهج حياة تواجهون به متطلبات المستقبل الحافلة بكل ذلك.
لقد حرصت الجامعة على تمكين كل طالب من مفاتيح المعرفة والعلوم اللازمة لمجاله، وأوصلته بمعين خصب من المهارات المتعددة والقيم الفاضلة بما يعينه على حسن التصرف ورشاد التدبير وحسن المعاملة وحسن الاستفادة من خبرات من سبقوه بإفشاء قيم التعاون وحسن التفاهم والتسامح والقبول، وأني لأدعوكم أيها الخريجون والخريجات أن تضعوا ذلك نصب أعينكم وتترجموه إلى واقع حي يشهد لكم بالنماء وللوطن العزيز بما يستحقه منا جميعا من استدامة للتطور والازدهار.
إنني إذ أزف التهاني العطرة للخريجين والخريجات وأسرهم، لأدعو الله العلي القدير لهم بالتوفيق والسداد وأعواما حافلة بالعطاء وخدمة الوطن والإنسانية جمعاء.